خلا قلة من الممثلين المتخصصين، بحكم ضرورة اكتمال العمل الفني، في الأدوار الشريرة والبائسة والناشزة عن المجتمع: فإن سائر نجوم السينما والتلفزيون، خصوصا الأبطال الحقيقيين منهم، هم أولئك الذين يتوهجون بجاذبية سحر شخصياتهم.

وحيث إن هذه الجاذبية، إنما هي السر الذي يكمن فيه سحرهم وهي سبب استقطابهم للناس، ليس على الشاشات وخشبات المسارح فحسب، بل وفي الشارع... وفي الحياة العادية... والحميمة أيضا. وإنه لأمر مسلم به أن هذا التوهج بالجاذبية الشخصية: هو ضرب من المهارة التي يتوجب على كل من يريد أن يكون شخصية عامة ناجحة: أن يتقنها، وأن يقف جيدا على فنها.

وأنت بالذات يا عزيزي القارئ: قادر على إتقان وممارسة هذا الفن، بالسهولة نفسها التي تنقاد لأي من كبار المشاهير. هذا، طبعا، إذا رغبت في تكريس الدقائق القليلة القادمة، لكي تتعلم أسرار هذا الفن، وكيفية اكتساب هذا السحر، وكيف أنك قادر، في الواقع، على التدرب على هذه الممارسة، في أوقات فراغك المتيسرة التي ربما تحار في أمر تدبر طريقة نافعة لملئها.

ولعله من المفيد أن ندرك قبل كل شيء: أن حقول النشاط البشري التي تقتضي سحرا شخصيا (وهذه الحقول تشتمل على معظم المواقف التي تقتضي مخالطة الناس والتعاطي المباشر معهم) تعتمد في نجاحها، إلى حد بعيد، على استيعاب المعلومات- التي يعرفها القليل من الناس فقط- والتي ستجدها هنا مفصلة أمامك على الصفحات القليلة التالية. ومع هذا، فإذا كنت أيها القارئ، ممن لا يخالطون الآخرين كثيرا، أو كنت ترضى بأن تكون نكرة، منبوذا بين الناس: فإن بإمكانك أن تقفز عن هذه الصفحات، مجازفا بالفرصة المتاحة أمامك، لكي تكون شخصا جذابا، بصرف النظر عن عمرك وشكلك وأوصاف سحنتك.

نعم، ليس للعمر، ولا للمظهر الجسماني: أي تأثير في كون المرء جذابا أو غير جذاب. فلطالما وجدنا الكثيرات من السيدات الضئيلات الشكل، المتقدمات في العمر: يتوهجن بالسحر والجاذبية الشخصية، التي تشع من وجوههن الباسمة، رغم كونها مخددة بالغضون والتجاعيد. حتى إن سحر هاتيك العجائز ليصل إلى درجة تحيل معها، بالمقارنة، معظم عارضات الأزياء اللابسات ثياب البحر، مجرد تماثيل متحركة لا جاذبية فيها!

وعليه: ليس لأحد أن يستثني نفسه من دائرة السحر الشخصي، لأسباب تتعلق بعدد سنوات العمر، أو بمواصفات الشكل الخارجي!! وإذا كنا لا نستطيع أن نرجع سنوات العمر إلى الوراء: فإننا بالتأكيد نستطيع أن تستمنع بعمرنا الذي نحن فيه، وبحياتنا المهيأة لنا. وإذا كنا لا نستطيع أن نتحكم بشكلنا الخارجي، أو أن نغير في مظهره: فإننا، بالتأكيد، قادرون على تحسين هذا المظهر، وهذه الصورة، من الداخل. فالتغيير من الداخل: هو جزء أساسي... ومن هنا نبدأ:
وليتسنى لك عزيزي أن تستعمل مهارة نجوم السينما والتلفزيون من أجل التوهج والإشعاع بالجاذبية وبالسحر الشخصي، وبالتالي: لكي يتسنى لك اجتذاب الآخرين الميحطين بك، فإنه لا بد لك من القيام بالأشياء الثلاثة التالية:
(1) كن مصدرا لتوليد طاقة من الوهج داخلية.
(2) كن مصدرا مشعا لهذا الوهج إلى الخارج.
(3) ابتسم بعينيك.

نبدأ أولا بكيفية توليد طاقة الوهج الداخلي: في قانون الطبيعة، وفي حقيقة الواقع: لا يملك الإنسان أي طاقة جذب مغناطيسية، أو مشعة في داخله. إلا أن الجاذبية الشخصية، التي نتكلم عنها، هي شعور يمكن أن نصنعه، وأن نستثمره في داخلنا، بطريقة مقصودة وواعية. وهذا الشعور هو عبارة عن مزيج مكون من مجموعة من المشاعر الأخرى الأساسية التالية: الانتباه، والحماس، والابتهاج، والتسامي، والحدس، والثقة، وأخيرا القوة المعنوية. إن عليك في الواقع، أن تكون واعيا بشدة، لهذه الحزمة من المشاعر، التي تتعاظم وتتأوج في داخلك، على شكل شحنة غزيرة عالية التوتر.

بينما تكون أنت في الوقت نفسه: واعيا لأمر هذه الشحنة المركبة من المشاعر التي مر ذكرها. ومحتفظا بالطاقة المتولدة عنها، بكل ما فيك من وعي. لكنك، مع كل ذلك، متحكم بها، ومسيطر على زمامها، وجاهز لإطلاقها، بإرادتك الكاملة، وبالقدر الذي تريده، وإلى الدرجة التي تراها مناسبة. هذا سوف يولد فيك شحنات من التوتر الداخلي، التي تختزن الخواص المثيرة لهذا المزيج من المشاعر التي عددناها أعلاه.

وهكذا فإنك تولد هذا الوهج الداخلي، أو الجاذبية الشخصية، التي يمكن لك أن تعكسها على الآخرين، أو أن ترسل بإشعاعاتها إليهم.

تمرن، من وقت لآخر، على استثارة هذه الحزمة من المشاعر في داخلك.
ابدأ المرحلة الأولى من التمرين، حينما تكون مختليا بنفسك، ومن الأفضل أن تقوم بذلك في مكان هادئ، ليس فيه ما يقطع عليك حبل التركيز. جهز لائحة مكتوبة بالمشاعر المحددة التي تريد أن تتدرب على استثارتها. اكتب هذه المشاعر، على بطاقة خاصة، أو على قصاصة من الورق، بالترتيب التالي: "الانتباه"، "الحماس"، "الابتهاج"، "التسامي"، "الحدس"، "الثقة" و"القوة المعنوية".

ثم تمرن... وتمرن... وتمرن... وقو في كل مرة شعورا واحدا من هذه المشاعر.

ابدأ أولا باستحضار الشعور بالانتباه والوعي واليقظة! استشعر أنك تحيط وتشعر بنفسك وبكيانك وبالجو المحيط بك، وذلك بشكل حاسم وقاطع.
احتفظ بالإحساس بأنك شديد اليقظة والتنبه! وأنك على أتم الاستعداد للمبادرة والاستجابة حالا وفورا.

ثم استحضر الإحساس بالحماس، وبسريان أنباض الحيوية والحياة في عروقك. استشعر رعشة شوق تكهرب جهازك العصبي، وتنفس بسرعة أكبر قليلا.

بعد ذلك... استحضر الإحساس بالنشوة والابتهاج. امنح نفسك دفعة من سمو المشاعر! وابدأ بشحن نفسك عاطفيا!
ثم... استحضر شعورا بالتسامي والجذل والدهشة!! حتى لينتابك شعور بأنك "تجلس على سطح العالم"!
ثم استسلم لشعور بالحدس والاستشراف، حتى يخالجك الاحساس بأن شيئا ما، رائع... وجميل، هو على وشك التحقق.
ثم استشعر الثقة الشديدة... ثقة الإنسان المطمئن إلى قدرته، على الحصول على أي شيء يريده. فأنت قادر على فعل كل ما تريد، أنت، أن تفعله!. وأنت متأكد من نفسك ومن قدراتك إلى أبعد حدود الأمان واليقين.
وأخيرا: ها أنت تشعر بالقوة المعنوية العارمة! وتعرف أنك قادر على جعل الآخرين يشعرون بهذه القوة التي تحرزها في داخلك! إنك قادر على إرسال إشعاعات هذه القوة إلى المحيطين بك... وإن هذه القوة تغلفك وتحيط بك من كل جانب، إحاطة الطيف. وأن كل من يقترب منك يستطيع أن يحس بهذا السيال من الطاقة!!.

تمرن على استثارة واستحضار هذه المشاعر، حينما تكون مختليا بنفسك.
ابدأ بالتمرن على هذه المشاعر، أولا، بالتركيز على شعور واحد منها فقط، في كل مرة، بالترتيب الذي مر ذكره. ثم اختبر درجة النجاح في تحقيق الشعور بكل منها، وما هي درجة غزارة هذا الشعور. وفي مرحلة ثانية: تمرن على إضافة واحد من هذه المشاعر، فيما أنت تحتفظ بالمشاعر التي تقدمته، حتى تصبح قادرا على الشعور بجميع هذه المشاعر في وقت معا، وأن توحدها، حزمة واحدة، في شعور واحد جارف بالجاذبية الشخصية.
والآن... لن يبقى عليك سوى أن تتعلم سر المحافظة على هذه الجاذبية، وتغذيتها وحسن استعمالها:

بعد أن تكون قد نجحت في استثارة المشاعر التي مر تعدادها في الأسطر القليلة السابقة: يبقى عليك أن تجعل هذه المشاعر ممغنطة، وذلك من طريق الإحراز الواعي لها، وتعمد إبقائها تحت سيطرتك الشخصية. إن هذا الإحراز الواعي والسيطرة الشخصية المتعمدة، المذكورين: هما سبب توليد قوة المشاعر التي تنتج الجاذبية الشخصية. وإن التعهد، المتعمد، بالعناية والصيانة، لهذا التواتر الداخلي: هو ما ينتج الطاقة المغناطيسية. وإن هذا التحكم الذاتي الواعي، هو ما يتيح لك أن توجه هذه القوة المغناطيسية. وإن هذا التحكم الذاتي الواعي هو ما يتيح لك أن توجه هذه القوة المغناطيسية: متى، وأينما، وإلى أي درجة أردت.
وبذلك بعد أن تعلمت الخطوة رقم (1) المتعلقة بكل أسرار الجاذبية الشخصية لنجوم السينما والتلفزيون، وجميع الشخصيات الجذابة الأخرى: ولد الآن في داخلك وهجا داخليا.

لننتقل: إلى الخطوة رقم (2) التي تتعلق بسر هؤلاء النجوم. وعنوانها:
أشع بوهجك إلى الخارج:
حيث أنك تعلمت في الخطوة الأولى: كيف تولد هذا التوهج الداخلي:
فإنه لأمر أكثر سهولة: أن تتعلم الآن، كيف تشع، هذا الوهج، المولد داخليا، إلى الخارج. كأن تسلط هذا الوهج على الآخرين. فأنت، بكل بساطة، تطور شعورك بعمل هذا. وتشعر أنك محاط بهالة من المغناطيس الشخصي المشع، تماما مثلما تكون قطعة المغناطيس العادية محاطة بما يسمى في علم الطاقة المغناطيسية، "الحقل المغناطيسي". تدرب على "الإحساس" بأنك قادر على إرسال إشعاعات وهجك الداخلي إلى الخارج، بحيث يتشكل منها هالة خارجية تحيط بك هي عبارة عن الحقل المغناطيسي الخاص بك الذي تقدر بواسطته أن تجتذب الآخرين وأن تؤثر فيهم.

وطالما أنك أتقنت توليد التوهج الداخلي: فإنك ستجد أن من السهل عليك، والحال كذلك، أن تعكسها على الآخرين، على شكل وهج خارجي. وفي الواقع، فإنه إذا وصل الشحن الداخلي لهذه الطاقة إلى درجة عالية وكافية: فإنه سينعكس، بطريقة تلقائية، وهجا وبريقا خارجيين.

لننتقل الآن إلى الخطوة الثالثة المهمة التي تشكل الضلع الرئيسي الثالث من مثلث الجاذبية الشخصية. وعنوان الخطوة الثالثة هو، كما مر معنا:

المصدر: مقالات ادب النجاح
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 256 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,026,548