الشخصية الإيجابية المتكاملة بناء يتطلب صفات عديدة وتربية عملية قوية لبنائها حتى نصنع القاعدة السليمة لتلك الشخصية، ولصياغة تلك الشخصية نحتاج إلى صفات تتميز بها، هذه الصفات صفات شخصية للشخصية الإيجابية وهي:
عشق العمل:
يخطئ من يظن أن الإيجابي إلى موهبة فطرية فحسب بل الشخص الإيجابي لابد أن يتميز بالقدرة العمل الشاق إلى الدرجة التي قد تنسيه نفسه، أحيانا تنسيه الأكل والشراب، وقد تنسيه أمورا كثيرة حياته بسبب الاستغراق الشديد في العمل، وهذه الصفة جواز مرور إلى نادى الإيجابيين في أعمالهم.
يقول العالم إديسون (صاحب أكثر من 1000 براءة إختراع): العبقرية هي 1% إلهاما، 99% عملا شاقا.
الصدق:
الإيجابي يتعامل مع الحقائق والبشر ولابد له أن يتميز بالصدق في تعامله مع الغير، فالذى يفترى أو يتقول أو يخدع أو يغش ليس له مكان إيجابي بين الإيجابين، فالإيجابي يعيش على سمعته فإذا اقترنت سمعة الإيجابي بالشبهات لفظه المجتمع للأبد ولا يمكن أن تقوم له قائمة بعد، فالإيجابي إذا وعد أوفى وإذا تحدث صدق.
حساب النفس:
الإيجابي شديد النقد لذاته لا لكي يجلدها بل ليحسن منها فهو يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون، شديد الحذر يخاف الفشل الدائم ويخشى على سمعته بين أقرانه.
المثابرة:
يتميز الإيجابي بالإرادة والعزيمة والمثابرة والصبر وطول البال والدأب فلا ييأس ولا يضجر ولا يعرف الملل، فقد ظلت هود كين Hodghin تبحث في تركيب جزء الإنسولين ثلاثين عاما متصلة، فالتفوق تجده في المثابرة.
تواصل التفكير:
عندما ينشغل الإيجابي بموضوع معين فإنه يسيطر عليه ويفكر فيه في كل الأوقات بل يؤرقه أحيانا ويستكمل التفكير حى بين النوم واليقطة، فإذا ما إهتدى إلى حل معين فإنه قد يقفز من سريره ويذهب ليكتبه.
الفكرة هي ومضة في ليال طويلة ولكن هذه الومضة هي كل شيء.
وكثير من الناس قد يموتون قبل أن تسنح لهم فرصة التفكير.
التحليل:
يتميز الإيجابي بالقدرة على التحليل وترتيب المنطق والملاحظة والتجريب وصولا إلى الاستنتاج وهذه القدرة الإيجابي بعدا خاصا إذ يستطيع أن يرى يثاقب بصيرته ما قد لا يراه الآخرون أو يرونه شيئا عاديا ألفوه، الإيجابي لا يأخذ بالأسباب ويرجع الأمور إلى مسبباتها، فالمهمة هي أن نفكر فيما لم يفكر فيه أحد في أمر يراه الجميع.
العمل بروح الفريق:
يدرك الإيجابي أكثر من غيره أنه وحده لا يستطيع أن ينجز شيئا أو يضيف شيئا، فإن أعدادا كبيرة من البشر تتضافر جهودهم ليكتشف العالم ويخترع أو لتبليغ دعوة ما، ولم يحدث أن جلس إيجابي بعيدا عن الآخرين ونجح في عمله بل لا من التواصل مع الآخرين فالإيجابية مشروع جماعي.
البساطة:
كلما زاد الإيجابي علوا زاد وتواضعه مع البشر فليس الاستعلاء والكبر والغرور من صفات الإيجابيين بل يشعر أكثر من غيره بالقرب من القاعدة العريضة من الناس العاديين، ولا يترفع عليهم أو يأتيه زهوا وإعجابا بنفسه بل على العكس يشعر أنه أقرب ما يكون للأرض.
التبسيط:
كلما زادت قدرة الإيجابي في عمله تزداد قدرته على رؤية الموضوع بطريقة مبسطة ومتكاملة نابعة من فهمه العميق لها وإحساسه بالمغزى الوجداني لها في هذا الكون ومن ثم قدرته على نقل الفهم المبسط لغير المتخصصين.
فمن أهم أهداف البحث الذهني أن تجد الصيغة التي تجعل الموضوع يظهر في أبسط صورة ممكنة.
القدرة على الربط:
يتميز الإيجابي بقدرته العالية على العلاقات والروابط بين مختلف فروع المعرفة، فهو يرى طبيعة الأمور المتشابكة، أما الحدود الفاصلة بين الأمور فهي حدود وهمية وفواصل غير حقيقية، ففروع الأمور التي تبدو منفصلة ترتبط بروابط حقيقية وقوية.
الرؤية الشمولية:
يرى الإيجابي العالم كله في منظومة متكاملة ولا يتوه في التفاصيل فهو يستطيع أن يتعامل مع التفاصيل حين نتائج إليها، ولكنه لا يفقد خطاه في المغزي الكلي والصورة المجتعة، ويتميز الإيجابي بأن المعاني الكلية تكون واضحة في ذهنه وضوحا شديدا بصرف عن التفاصيل.
الاعتراف بالخطأ:
الإيجابي الحق هو الذي لا يتحرج إذا ما وقع في الخطأ أن يعترف به ويرجع عنه دون تحرج من اعتبارات الكبرياء والكرامة. أما المكابرة والعناد والإصرار على الخطأ فليست منهجا علميا.
فالإيجابي هو الذي يدرك كل الأخطاء في مجال تخصصه.
ولا ينسى دائما أن الإنسان دائما يخطئ.
القدرة على تحديد الجزئيات:
يمتاز الإيجابي بأنه يستطيع أن يرى الصورة المتكاملة ورغم أنه قد يتخصص في جزئية صغيرة للغاية من كل إلا أنه يرى كيف يوظف هذه الجزئية في المنظومة المتكاملة للبيئة المحيطة به ومجتمعه، ولا يغرق في التفاصيل بل دائما يرى نهاية النفق فهو قادر على تحديد المشكلة ثم تحديد الجزئيات مع تحديد موقع هذه الجزئيات في الكل.
القدرة على تحليل وحل المشكلات:
لا يوجد عمل دون مشكلات ولكن تختلف وتتباين هذه المشكلات وبالتالي أساليب حلها. والإيجابي المتميز يعرف كيف يقوم بتقسيم المشكلات ويحدد طبيعتها يواجهها بأن يحدد المشكلة ويشخصها ويجمع المعلومات الخاصة بها ويبحث عن حلول لها ويقارن بين هذه الحلول ليختار الحل المناسبت ويضعه موضوع التطبيق.
الممارسة:
الإيجابي هو ممارس عام للعلم ولا يكون العلم مجردا عن التطبيق ولذلك فإن الإيجابي الحقيقي هو الذي يكتسب علمه من الخبرة أكثر مما يكتسبه من القراءة وحدها فأفضل طريقة للفهم الممارسة العملية. يقول أرسطو: ما يجب أن نتعلمه إنما نتعلمه بالممارسة.
الشجاعة وقوة الاقتناع:
إذا اقتنع الإيجابي برأيه اقتاعا مبينا على حقائق فإنه يشهد شهادة الحق ويعبر عن رأيه ويتمسك بهذا الرأى بشجاعة، لا يجبن أو يتراجع مهما كانت الضغوط عليه ولا يستكين إلى ماهو قائم يتمرد عليه إن رأي فيه ما لا يتفق مع المنطق ولو لا ذلك التمرد انطلقت الدعوات والعلم بعيدا عن الباطل والخرافات والأوهام.
الصبر والاحتمال:
حين يطرح الإيجابي فكرة جديدة أو حلا جديدا المشكلة قائمة فإنه عادة ما يقابل بالرفض وعليه أن يدرك أن هذا الرفض رفض مؤقت وما عليه إلا الصبر حتى يقتنع الآخرون بما يقول ولو استغرق ذلك سنوات طويلة، ففي مواقف كثيرة لم يدرك الناس قيمة ما يقوله الإيجابيون إلا بعد وفاتهم، فالعقل البشري يعامل الفكرة الجديدة كما يعامل الجسد والجسم البروتين الغريب بالرفض.
كما أنه يبدر أن ينتشر الجديد بالانتصار على المعارضين وتحويلهم إلى مؤيدين ولكن الذي يحدث أن المعارضة للجديد تموت مع الوقت وينشأ جيل جديد يشب على الأفكار الجديدة فيألف عليها منذ البداية.
تسليم الراية للخلف:
على الإيجابي أن يدرك أن ما لديه هو كنز لابد أن يورثه لمن يأتى بعده، هذا الميراث هو إيجابيته، لذا فعليه الحرص على انتقال هذه الأمانة وراية الإيجابية من جيل إلى جيل، هذا الحرص هو الذي يدفع عجلة الإيجابية إلى الإمام ولا يوجد إيجابي يحب أن يرى الناس سلبيين أو يمنع أثر إيجابيته لمن هو آت بعده بل يرى من حوله في حاجة دائمة إلى ما يقوم به.
التفاني والإصرار:
الإيجابي دائما صاحب قضية يرى أنه في خلال فترة عمره يريد أن يحقق لهذه القضية أكبر قدر من الانتصار وهو يعلم أن عمره على الأرض محدود فهو يسعى بالإرادة والإصرار والعزيمة والحماس والأمل المتجدد لتحقيق أكبر قدر من الإنجاز، ويصل هذا الشعور لديه إلى حد التفانى ونسيان والمصلحة الذاتية والإصرار على العمل حتى النهاية.
الإحساس بقيمة الوقت:
يدرك الإيجابي قبل أي شخص آخر قيمة الوقت، فالوقت بالنسبة له استثمار في جهده وفرصة جديدة للإنجاز ولا يملك الإيجابي إهدار الوقت وتضييع الفرص، كذلك فإن الشخصية الإيجابية تضع احترام المواعيد في مرتبة مقدسة ولا وقت للفوضى والعشوائية.. وكما يحترم الإيجابي الوقت بالنسبة لنفسه فإنه يحترمه بالنسبة للآخرين.
الإيجابي هو الذي يخصص ما يقرب من:
65% من وقته للأولويات ما يقرب من:
20% من وقته للأولويات الهامة.
15% من وقتة للأولويات والأعمال الروتينية.
ساحة النقاش