"طبيعي أن ثمة أوقاتا يتضاءل فيها زهونا بأنفسنا، ويتخاذل اعتدادنا بها، نتيجة لزلة لسان، أو عثرة ذاكرة، أو فعلة نابية، أو ما إلى ذلك من التجارب العامة التي تشعر بالنقص شيئا ما".

" ولكن مثل هذا الشعور الوقتي إن هو إلا تأرجح طبيعي في ميزان تقديرنا لأنفسنا واعتدادنا بها، ثم لا يلبث الميزان أن يستوي من جديد ونتناسى حتى هبوطه الوقتي".

"ولكن الإحساس بالنقص أو ما شاع بين الناس باسم عقدة النقص شيء مختلف تماما، فمنشؤه ليست هذه الصغائر التي قد تواجهنا في حياتنا اليومية، وإنما هو انحراف في الشخصية، كان أول من فصله العالم النفساني (ألفرد إدلر) تفصيلا يحدو بالمرء إلى الإحساس بأن الناس جميعا أفضل منه في شيء أو آخر".

دائما يردد: إن الناس لا يحبونني.. الناس لا يقدرون إمكانياتي.. مستحيل أن أنجح.

هذا الكلام السابق سجله (جيمس بندر)- مدير معهد العلاقات الإنسانية الأهلي في نيويورك- في فصل: "اعرف قدر نفسك" من كتابه ( طريق الشخصية الجذابة).

وإذا به بعد هذا الكلام الهادئ يصرخ بصوت أكاد أسمعه من خلال كلماته يقول:"إنه نقمة تحل بالشخص الذي لا يعرف قدر نفسه.

أما أنه نقمة؛ فلأن ضحاياه لا ينعمون بسكينة النفس التي من حقهم أن ينعموا بها، فهم يبذلون جهدا متصلا للتعويض عن نقائصهم، سواء أكانت حقيقة أو متوهمة".

نادي الإحساس بالنقص:
قد لا يرى أي عضو من أعضاء ذلك النادي الإعضاء الآخرين. ولكن يجمعهم ناد واحد، عضويته تتحدد بسمات معينة يتصف بها أعضاؤه وهي:

أولا: إنه لا يحبني!!:
هذه قولة كثير من الزوجات اللاتي يعانين من التاسعة في حياتهن الزوجية. لقد كانت مدللة عند أهلها، وكانوا يغدقون عليها الحب والعطف، إنها طفلتهم الوحيدة!!
وتوقعت نفس المعاملة من زوجها، ولكن ومع مرور العام الأول من الزواج بدأت تشعر أن زوجها قلل من حبه لها... وكانت شكواها "إنه لا يحبني"، بالرغم من أن زوجها كان شديد الحب لها، ولكن كان داخلها إحساس بالنقص، وكانت تسأل نفسها هل كان والدها يغدقان عليها الحب لمجرد أنها وحيدتهما أم أنها.. كشخصية لا تستحق الحب؟
هكذا كان تصورها عن نفسها.
وكثير من أعضاء ذلك النادي لديهم نفس الإحساس: بأنهم شخصيات لا تستحق الحب؛ فلذلك فهم لا يشعرون بحب الآخرين لهم.
وحتى تصبح من أعضاء أن تتلهف على
نادي الإحساس بالنقص عليك: الحب والعطف

ثانيا: ليس عظيما بالقدر الكافي!:
هكذا يقول لنفسه كلما فعل شيئا، فلديه شعور مستمر أن أفعاله وأعماله لم تصل للحد الذي يرضى عنه، وإذا بحثت داخل نفسه ستجد أنه يبحث عن الكمال، ولن يستعيد ثقته بنفسه ما لم يتعلم أن (كل شيء نفعله مشوب حتما بالنقص)... إنه ينظر أيضا إلى أفعال الناس من هذه الزاوية زاوية النقص فلا يرضى أبدا عن عمل الآخرين؛ لأنه فيه نقص.
أما إذا أراد أن يستمر في نادي الرغبة في بلوغ الكمال

ثالثا: لن أستطيع أن أكمل... !:
هكذا يكون رده إذا ما بدأ محاولة ما، وأنت متأكد أنه يستطيع فكل قدراته تقول هذا، ومهما شجعته فقد يتقدم قليلا، ثم تراه ضجرا مكفهرا يلقي ما في يده صارخا: لا لن أستطيع.. لن أستطيع! ما الذي يمنعه؟!
إنه شعور بالنقص يجعله دائما لديه شعور بالخوف من عدم النجاح؛ ولذلك فهو من عأعضاء ذلك النادي لأن من سماته: سرعة التسليم بالهزيمة.

المصدر: تطوير الذات.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 8/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
3 تصويتات / 350 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,026,598