إذا كنت تريد من الناس أن يقدّروك، فإن عليك أن تمنحهم تقديرك المخلص.

فالتقدير لا يمكن الحصول عليه إلا إذا كان متبادلاً. ومن هنا كان لابدّ أن تشكر الآخرين على ما يقدمونه إليك، كما تتوقع أن يشكروك على ما تقدمه إليهم.

إنّ الشكر ليس مجرد تواضع مطلوب منك فحسب، بل هو حبل التواصل بينك وبين الآخرين، فالناس تقطع المعروف عمن لا يقدِّره.

ألست ممن يفعل ذلك؟

من هنا فإن "الشكر ترجمان النية ولسان الطوية، بينما "اللؤم أن لا تشكر النعمة".

إن شكرك لمن أنعم عليك، ليس معروفا تؤديه له، بل واجب عليك، لأنه "حق" من حقوقه.

يقول الحديث الشريف: "أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء، فيما بينك وبين الله عزّوجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافأته".

إن الناس مجبولون مثلك على التلهف إلى الشكر والتقدير وحب المجاملة. وكل من يعرف كيف يشبع هذا التلهف لديهم يكسبهم إلى جانبه، ومن الضروري أن نعرف كيف نغدق كلمات التقدير في كل المناسبات، وليس في مناسبات الأفراح أو الأتراح فقط.

ثمّ إنّه لأمر لازم أن نشكر الناس على ما يفعلونه بنا، لأن ذلك جزء من شكرنا لله تعالى.

وقد ورد في الحديث: "مَن لم يشكر المنعم من المخلوقين، لم يشكر الله عزّوجل".

وورد أيضاً: "يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟

فيقول: بل شكرتك يارب.

فيقول تعالى: "لم تشكرني إذ لم تشكره".

وهنا ملاحظة هامة، وهي أن كثيرين يرون من واجبهم أن يشكروا الغرباء، ولكنهم يهملون شكر الأقرباء عندما يسدي هؤلاء إليهم معروفاً.

مثلاً، قلما يشكر الزوج زوجته على خدماتها، وقلما يشكر الأب أولاده على أعمالهم، وقلّما يشكر الأولاد آباءهم على معروفهم، وقلما يشكر الصديق صديقه على خدماته، في الوقت الذي لابدّ أن نضع القاعدة الذهبية التالية نصب أعيننا دائماً: "الأقربون أولى بالمعروف".

أليس من الغريب إذن أن نندفع إلى شكر كل غريب عنّا إذا أبدى لنا شيئاً من اللطف، بينما نهمل الشكر على الخدمات المتوالية التي يقدمها لنا ذوونا وأقرباؤنا وزملاؤنا في البيت، ومحل العمل، وفي كل مكان.

إن كل مَن يقدِّم لك معروفاً مهما كان صغيراً يتوق إلى أن يسمع منك كلمة شكر أو تقدير على ذلك، وإذا لم تفعل فأنت تخيّب أمله فيك.

يقول الحديث الشريف: "إن الله أمر بالشكر له تعالى وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، ومَن لم يشكر الناس فهو يهدم شخصيته أمامهم

المصدر: مقالات النجاح
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 23/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 1486 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

yasmina2011

موضوع جميل يضع فكرة الشكر على الحقيقة الانسانية التي باتت منسية فالانسان مفطور على حب الذات و وجب على اصحاب الضمائر التذكير بالامور الواجبة علينا فانت مشكوووووووووووووووووووور عاى هذا المقال

Al-Resalah

شكرا لحضرتك على تفضلكم لنا بالزياره.. وفقنا الله واياكم لما فيه الخير يارب لانفسنا ولمجتمعاتنا يارب

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,948,858