البعض منا تراه صامتا في حياته.. صامتا في صفحاته.. لا يعلم ماذا يقول ولا يعلم ماذا يريد.. حياته عبث.. وقد تكون هادئه.. ولكن لا صوت له ولا صوت لفكره.. ينتظر شيئا يحدث حتى يقول شيئا للآخرين.. فالأحداث تمر من أمامه.. ويشعر برغبة في الحديث.. ولكن يختار الصمت..عمره ينقضي.. ويكبر في العمر.. وتنتهي حياته.. وهو لا يعرف ماذا يقول.. ولا يعلم ماذا يريد ..

الفراغ والفضاوة التي يسبح بها البعض منا ترجع لعدة أسباب :

الحرص على النفس فقط .. فالبعض يظن أنه يعيش لوحده في هذا الكون لا يرى ولا يسمع ولا ينطق الا بمصلحته الشخصية.. فهو محور الكون وبقية الناس تكملة عدد.. فهو لا يهتم بهم ولا يهتم بنصح الآخرين ولا يهتم بتغييرهم .. الصح والخطأ لدى الآخرين لا يفرق معه.. بالمهم أن يعيش وتستمر حياته..

الخوف من كل شيء .. بعضنا يخاف من كل شيء.. حتى انه يتوجس من ظله.. فيخاف ان يقول كلمة لأنه قد تزعج من حوله وتضايق من خلفه وتدمر من بجانبه.. وكأن ما سيقوله هو قنبلة نووية ستقشي على كل شيء.. ولا يعلم أن هناك هناك قنابل من نور.. تنفع صابحها وتنفع من حوله وتنير حياتهم ..

الروتين القاتل .. في حياتنا وعملنا.. يجعل الانسان في نهاية المطاف لا يحس ولا يشعر ولا يفكر.. فهو كائن محنط.. ليست له رسالة ولا يحلم بشيء ولا يريد أن يتغير اي شيء .. الحياة بالنسبة له جيدة.. والواقع لا يمكن تغييره .. ومالديه يكفيه.. فلا يريد ثقافة جديدة ولا علوم حديثة.. وهو مقتنع بكل ما حوله ويشعر أنه منطقي ..

لا وجود للهدف .. فحياته عادية ولا يريد ان يحقق فيها شيئا يذكر .. والتغيير قد يضر بمصلحته .. والمجهول مزعج بالنسبة له .. فدائما ما يقف تائها ولا يعرف ما هو الطريق الصحيح بالنسبة له .. ولا يعلم أن جميع الطرق بالنسبة له صحيحة .. فأينما ذهب لن يكون مخطئا .. لأنه لا يعلم ولا يعرف إلى أين هو ذاهب ..

الهروب من المسؤولية.. فجميعنا لديه مسؤوليات اتجاه من حوله من اهل واصدقاء وزملاء.. وهناك مسؤولية اتجاه الوطن واتجاه الدين.. نستطيع أن نهرب من تلك المسؤوليات جميعها.. ونعيش في الحياة بلا مسؤولية.. وهذا ما يحدث لدى الكثير من الناس