معظم الناس يريدون تغيير بعض الأشياء في حياتهم .
ومع ذلك ، كم من أُناس نجحوا فعلا في إحداث تغير واضح ومستمر في حياتهم؟

ما هو أكثر شئ أنت في حاجة إليه ؟
وظيفة مرضية وجيدة ؟
دخل كبير ؟
قضاء وقت أطول مع أسرتك لتفعل الأشياء التي تحبها وتستمتع بها ؟
وقت للسفر ؟
وقت لتذاكر أو تتعلم شيئاً جديداً ؟
تأسيس عمل خاص بك ؟
ربما تحتاج إلى وقت لهواياتك ، لتقوم بما تحبه فعلا ؟
أياً كانت رغباتك أو أهدافك ، فهناك فرصة جيدة لتصبح أحلامك حقيقة واقعية .
الحقيقة المؤسف هو أن معظم الناس مستمرون في عمل نفس الأشياء
بنفس الطريقة سنةً وراء سنة وهم يأملون أن الأمور - بطريقة أو بأخري - ستتغير .


أنا لا أقول هذه الأشياء لتصبح سلبياً أو محبطاً ،
ولكن بالأحري لتأخذ نظرة واقعية لما تحتاج أن تفعله لتخلق تغيرات مرغوبة في حياتك .
لتتعامل مع هذا الموضوع ، دعنا نلقي نظرة على الأشخاص الناجحين جدا الذين نجحوا في تحقيق أهدافهم المرجوة وعاشوا الحياة التي يريدونها . ما الذي يميل هؤلاء الأشخاص إلى فعله ليحققوا أهدافهم ؟

أولاً : أنهم أصبحوا واضحين تماما إزاء ما يريدونه .
و ألقوا نظرة فاحصة علي رغباتهم واهتماماتهم . وأحسوا بأهدافهم .
وأحدثوا انسجاماً بين ما شعورهم الداخلي والنتيجة الواقعية المرجوة .
لقد عاشوا الوقت الكافي ليشعروا بأنهم مرتبطون عاطفياً مع ما يريدونه .
وسواء أدركوا ذلك أم لا ؛ فقد خلقوا حتمية لتحقيق النجاح بقوة الوضوح والالتزام التي لديهم .
إذا عرفت ذلك الأن ، فباستطاعتك أن تتعلم صنع هذا النوع من الوضوح والتخطيط لنفسك .

ثانيا : أنهم وضعوا إطاراً زمنيا للوقت الذي يريدون إنجاز هذه الأهداف فيه . لم يتركوها للصدفة بقولهم " أنا أتمني أن يحدث هذا في الربيع القادم " . على العكس ، لقد قطعوا وعداً علي أنفسهم بوقت حدوث ذلك ، حتى لو ( وهذا هو المفتاح ) لم يعرفوا مبدئيا كيف سيقومون بتنفيذه .

ثالثا : لقد صنعوا خطة هي بمثابة خريطة الطريقة .
والخطة أيضا تٌجَزِئ النتيجة إلي خطوات صغيرة سهلة .
ومع الانتهاء من كل خطوة يشعرون بإحساس الإنجاز ، وزيادة الثقة ،
والذي يغذي حركتهم إلي الأمام .
في مجال العمل ، نسمي هذا ثقة النجاح اللولبية Confidence – Success Spiral .
أنا متأكد أنك شعرت بهذا الشعور في بعض مراحل من حياتك ولكن هل تعرف أنه يمكنك صنع هذه التجربة بتأن وعن قصد ؟

رابعاً : بدأوا في إتخاذ الإجراء اللازم .
وقد يبدو هذا واضحا في البداية، ولكن ضع في اعتبارك كم من الناس
يفكر مليا في أفكاره إلي الأبد وأحيانا لا يبدأ أبدا .
الناس الذين يستطيعون أن يتغلبوا على الكسل ويتخذوا الإجراءات هم الذين يحصلون على نتائج .
من الطبيعي أن تشعر بفزع قليل لاقتحامك منطقة مجهولة، ولكن تذكر أن الشئ (الهدف) المتحرك من السهل جدا أن يقود أكثر من شئ ما واقف في مكانه ! طالما أنك تتحرك، فيمكنك أن تقوم بتعديلات .

خامسا : الشخص الناجح لديه بعض التركيبات (البناءات) للعملية ؟
وبدلا من قيامهم بالعمل بطريقة عشوائية أو مجزأة فهم يعملون في مشروعهم على فترات منتظمة
مثل كل يوم سبت بعد الظهر أو الأربعاء مساءا . هناك درجة من الاتساق (أو الانسجام ) في أفعالهم . وبخلاف ذلك هناك دائما إمكانية ( ولو احتمال ) لتصبح مرتبكا .

سادسا : لديهم من يقدم لهم الدعم في حياتهم .
لم يطاردوا (يواصلوا ) أهدافهم في الفراغ . هناك علي الأقل شخص ما يعطيهم مردودا فعليا "feedback"، تشجيعاً للأفكار، لإبقائهم علي المسار الصحيح . أحيانا هذا العون يأخذ شكل التدريب أو العمل مع مرشد. في الأشهر الأخيرة، هناك الكثير من المقالات في وسائل الإعلام عن ( coaching ) التدريب والتأثير الذي تحدثه في حياة الناس. التدريب يقوم بأشياء كثيرة . فهو يجعلك في حالة تركيز، منتجا وواعيا. وهو يقدم الدعم العاطفي ، والاستراتيجية الفعالة والأدوات لتوليد العملاء، والتسويق ،وعروض العمل والزبائن لمنتجك .

سابعا : لكي يحققوا أهدافهم يستخدمون واحدة أو أكثر من الأدوات وسجلاً مثبتاً من النتائج . الأدوات التي إختاروها سوف تتوقف علي أهداف وطبيعة المهمة التي تنتظرهم . إذا كانت رغبتهم تغيير مهنتهم فهم يبحثون عن أفضل الأدوات لهذه المهمة .

صناعة الوظيفة Career Crafting تعتبر واحدة من هذه الأدوات . وهناك أيضا أدوات لتغيير والحد من المعتقدات وتغيير تصوراتك عن نفسك وعن العالم من حولك . وهناك أدوات لتصبح بارعا في فن التواصل والعرض مما يجعل علاقاتك الخاصة أكثر فاعلية . الأبواب مفتوحة . الفرص موجودة ولكن ليس عن طريق الصدفة .

وأخيرا ، الشخص الناجح يدرك أن كل هدف أو رغبة في الحياة تُوَلد عملية (Process) . هذه العملية مبهجة في بعض الأحيان وغير مريحة أحيانا أخري . هذا الشعور بعدم الراحة نتيجة للتمدد والشعور أكثر بذاتك ، وبإمكاناتك الكامنة .
بالطبع ، هناك دائما إغراء للذهاب بعيدا ، والتخلي عندما تتعقد الأمور ، أو إلهاء نفسك بمهام أخرى تبدو أكثر أهمية ، أكثر إلحاحا في ذلك الوقت . ربما تقول لنفسك ، " سوف أعود لمشروعي في وقت لاحق عندما يتوفر لدي المزيد من الوقت " .
إدراكك لنمطك في ( التخريب الذاتي Self sabotage ) هو بداية السيطرة الحقيقية .

هناك عقبات في كل طريق.. وبقبولك لذلك فيمكننك أن تتعلم استخدام كل عائق أو تحدٍ كفرصة لتكتشف شيئاً ما جديد ، ولتُسخر مورداً جديداً .
وبمشاهدة الحياة والنجاح من هذا المنظور ، فإن سياق التعلم قد نشأ ، والذي يعتبر هو نفسه الحافز القوي والقهري للتغيير .

هذه الخطوات الثمانية للتغير الناجح تحدث كل يوم للكثير من الناس . في حين أن العديد من الناس تتخلي عن أهدافها وأحلامها فهناك آخرون ملتزمون ومتمسكون بأهدافهم بالطبع ؛ من وقت لآخر يسقطون من الدراجات لأنهم يتحملون المخاطر . ومع ذلك ، فهم يعودون مرة أخري . فهم نوع من الناس ممن نعمل معهم في صناعة الحياة الوظيفية .
هل أنت مستعد لتكشف ما تحبه حقا ؟ ما الذي تريد أن تفعله فعلا في حياتك ؟ هل أنت مستعد لتعيش حياتك بطريقة هادفة وحماسية وتشعر بالإنجاز الذي كنت تريده دائما ؟

لتبدأ في رحلتك للتغير ، والإنجاز في حياتك ، فقد أنشأت لك مجموعة من الأسئلة التحفيزية لتجيب عنا . أنا أنصحك أن تجيب عن الأسئلة التالية بصدق تام علي قدر الامكان . فإجابتك سوف تخبرك أين أنت ، وسوف تشير إلى خطواتك المقبلة والمناسبة .


تمرين : هل أنت مستعد للتغيير ؟
اسمح لنفسك بالوقت الكافي والمكان المناسب حتى لا تتوقف أثناء انشغالك بالتمرين .
أجب عن الأسئلة التالية بأمانة تامة قدر المستطاع .
لاحظ مشاعرك وانفعالاتك أثناء إجابتك علي الأسئلة . قم بتدوينها باختصار .
بعد إجابتك على جميع الأسئلة ، اكتب ما الذي اكتشفته بعد قيامك بهذا التمرين .
ثم قم بحفظ الأسئلة مع الإجابات والاكتشافات علي جهاز الكمبيوتر الخاص بك للرجوع إليها في المستقبل .
سوف تجد أن هذا التمرين سيكون مفيداً في المواقف والمشاريع المختلفة .

ما الذي تريده فعلا عند هذه النقطة في حياتك ؟
ما هي المناطق الموجودة في حياتك التي تحب أن تغيرها ؟
ما هي الاهتمامات الاكثر الحاحا الخاصة بك أو المخاوف من القيام بهذه التغييرات؟
ما هي الخطوات التي اتخذتها لتصنع هذا التغيير إلى الأن ؟
ما هي المساعدة التي قدمتها لك هذه الخطوات ؟
ما هو الشئ الأساسي (الرئيسي ) الذي تشعر أنه مفقود ؟
ما هي العوامل بداخلك والتي تشعر أنها يمكن أن توقفك ؟

هل لديك أهداف واضحة ومحددة ؟ إذا كان لديك فما هي ؟
ما هو الوقت الذي حددته لتحقق هذه الأهداف ؟
هل يمكنك أن تقول إنك علي استعداد لقوم بالإجراءات فيما تريده حقا ؟
هل لديك استيراتيجية لتصنع التغييرات المطلوبة أو تواصل هدفك ؟ إذا كان لديك ، ما هي استيراتيجيتك ؟
ما هي خطتك لتنفيذ هذه التغيرات ؟
هل تعهدت بإخلاص لتصنع هذه التغييرات ؟

هل ترغب في تلقي دعم من الأخرين في هذه العملية ؟
هل تشعر بأن لديك الدعم الذي تحتاجه لتقوم بالتغييرات التي ترغب فيها ؟
من الذي تعتبره يقدم أقصي دعم لك في عملية التغيير ؟
من الشخص الموجود في حياتك ولا يؤيد التغييرات التي تتمني أن تقوم بها ؟
ما هي الهموم والمخاوف الأكثر تكرارا بشأن قيامك بالتغييرات التي تريدها ؟
كيف يمكنك أن تتغلب عليهم ؟
ما هي الأدوات التي ستستخدمها ؟
ما هي الموارد ( الداخلية والخارجية ) المتاحة لك التي يمكن أن تستخدمها ؟
هل أنت مستعد لتجربة عملية التغيير والتي يمكن أن تحوي بعض المشقة (أو القلق ) ؟

ما هو تأثير موضوعنا ( اصنع التغيير ) علي رؤيتك لعملية التغيير ؟
ما هي الاكتشافات التي اكتشفتها نتيجة لقراءتك لهذا المقال وقيامك بهذا التمرين ؟
ما الأفعال التي ستقوم بها الآن لتصنع التغيير الذي تريده ؟
إذا كان لديك أي نوع من أنواع الدعم في حياتك الآن فما هو ؟

إخواني واخواتي:
حين تتأمل تاريخ ارتفاع الأمم وانخفاضها ، وسمو الأفراد من الحضيض إلى القمة تجد مدار ذلك على " تغيير النفس " ثم " تغيير الحياة.

العلاج النفسي ليس أكثر من: تغيير النفس لتكون على صورة الصحة النفسية .
والإصلاح الديني ليس أكثر من: تغيير النفس لتكون على مقتضى الحكم الإلهي
والرقي العلمي ليس أكثر من: تغيير النفس لتعتاد المنهجية العلمية في النظر إلى الظواهر المحيطة بك .
فأنت ترى أن مدار " الصحة النفسية " و" الدين " و" العلم " على " التغيير " .

المصدر: مقالات
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 820 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,041,669