ماذا تفعل عندما يبدأ يومك بشكل غير مرضي؟
ماذا لو أنك استيقظت متأخراً بسبب أنك لم تستطع النوم بشكل جيد! فلا تجد وقتاً لتناول الإفطار، وتسرع لتصل لمكان عملك قبل بدء موعد زحام السير فتجد أحد مرافقيك لم يستعد بعد، فتضطر لانتظاره واستعجاله بغضب! تصل إلى عملك فتغضب من تأخر بقية الموظفين وإهمالهم الذي يتسبب بمزيد من الأعباء للموظفين الملتزمين بمواعيد الدوام… والقائمة لن تتوقف لمثل هذه المنغصات اليومية التي يمر بها أي واحد منا..
والحقيقة أنني اليوم مررت بأحد تلك الأيام التي اجتمع فيها عدد من هذه العوامل! مما كان كافياً لأقول لنفسي ” هذا ليس يومي بالتأكيد! It’s not my lucky day ! ”
استدركت بعدها لأتأمل…. فكيف يمكن للمرء تغيير حياته إن كان سيكون عاجزاً عن تغيير يومه؟!
مالذي يزعجك بالتحديد؟
حدد ما هي الأسباب الحقيقية لانزعاجك.. هل هي أخطاء الآخرين؟ أم الظروف الطارئة؟ أم أنه تراكم أخطائك؟
وقليل من الصدق والإنصاف سيجعل تركيزنا ينصب على السبب الأخير وهو: ” تراكم أخطائنا ” ! فأخطاء الآخرين لا تعنينا بشيء إن نحن أحسنا عملنا وأديناه بالأمانة التي ترضي ضميرنا، والظروف الطارئة ليست سوى عوامل يعتمد أثرها على اختيارك من ردود الفعل!
لكن الاستغراق في ذم أخطاء الآخرين، يجعلنا ننشغل بالقذاة في عين غيرنا وننسى الجذع في أعيننا!
وإسقاط اللوم على الظروف، هو تهرب من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وتجاه ما أوكل إلينا من أعباء !
وقضاء اليوم في هم وغم، هو ظلم لأنفسنا وهدر لطاقتها فيما لا يفيد!
حدد مالذي يزعجك؟ هل هي أعمال متراكمة؟ إذن قم بعمل قائمة بها وبادر فوراً بإنجازها .. وستشعر بالحماسة تدب في عروقك مع أولى خطوات الإنجاز..
هل هي علاقة متوترة مع شخص تهتم لأمره؟ إذن حدد مدى عقلانية اهتمامك بأمره، ثم احسم الأمر بالطريقة التي تضمن نهاية سعيدة للموقف المتوتر..
إن تحديدك لما يزعجك، يساعدك على تسليط الضوء على مكمن هذه المشكلة وعلاجها مباشرة، بدلاً من أن يسير يومك بشكل مزري!
فكر بالحلول، بدلاً من أن تستغرق بالتفكير في المشاكل..
اعمل بجد، ودع عنك الكسل والتراخي..
ابدأ يومك بركعتي الفجر في وقتها، ثم تلاوة لكلام الرحمن الرحيم..
تذكر نعم الله تعالى، واحمده عليها، واستعملها في خدمة نفسك ومجتمعك..
عندما تواجه أي ظرف خارج عن إرادتك تذكر أن لديك خيارين، إما أن تغضب أو تتعامل مع الأمر بمرونة.. حينها اختر الخيار الذي لن يفسد عليك يومك.
ساحة النقاش