هل أنت قوي؟ أتظن ذلك؟ أنا لا اعتقد انك قوي والحقيقة أنني حظيت بفرصة جميلة لرؤية اشد الرجال قوة وهم منهارون ويبكون ومهما تعددت الأسباب فإنهم ولو للحظات يصبحون ضعيفين وعاجزين وغير قادرين على تحمل متاعب هذه الحياة فينهارون.. فحينها وحينها فقط أعلم أنهم ليسوا أقوياء كما كانوا يظنون.. فليست القوة في ما تملكه من سلطة أو مال أو قوة بدنية أو عقلية.. وليست القوة في قدرتك على اتخاذ القرارات..
بل القوة الحقيقية هي تلك القوة التي تخولك للصمود أمام أصعب وأحلك اللحظات.. تلك اللحظات التي نظن أنها نهاية العالم من ثم نكتشف بعد فوات الأوان أن الحياة استمرت وستستمر حتى وان توقفنا نحن فلن تتوقف الحياة ولن ينتهي الأمر.. وهذه القوة لم يملكها الكثيرون وخصوصا في عصرنا الحالي وترى الأشخاص ينهارون مع أول صدمة من صدمات هذه الحياة ولا يستطيع ان يكمل مشواره فنحن مازلنا لا نعي أن الحياة تستمر وان توقفنا.. فنحن فقط الذين نتوقف أما أعمارنا وحياة الآخرين من حولنا ستستمر دون توقف، ونكتشف ذلك بعد فوات الأوان حينما نخسر كل شيء..
وقد علمتني الحياة أن احكم كل شيء في حياتي وأتحكم به لا أن أكون لعبة بيد الظروف لتستمتع بي ويتمتع الآخرون بها.. بل قررت أن أكون أنا من يتحكم بالظروف ويطوعها لأمره.. وفعلا عندما قمت بما يجب علي القيام به وجدت الأبواب تفتح بعد أن كانت مغلقة.. والظروف تتغير بعد أن كنت أظن أنها ثابتة لا تتغير
وهكذا أيها الإخوة هذه هي الحياة ..إن استسلمت لها طوقتك بالظروف.. وإن حاربتها وقاومت رفعت لك راية الاستسلام وفتحت لك الأبواب لتدخلها منتصرا وتتوج ملكا لحياتك لا مملوكا لها
إن المسالة تكمن ببساطة في أن نعمق إيماننا بالله سبحانه وتعالى وأن نعزز كل اعتقاد ايجابي في حياتنا وان نغير كل اعتقاد سلبي وان نلتزم بما أقدمنا عليه وبما خططنا للقيام به وأن لا تنازل عما نريد وأن نتعلم من أخطائنا ونغير ما يلزم تغييره لنصل إلى ما نريد .
ساحة النقاش