هل تشعرين أن الأقارب والأصدقاء يستغلون طيبتك وإنسانيتك وطبعك اللين، وأن زوجك أو أولادك ربما يفعلون الشيء نفسه من وقت إلى آخر؟ هل تعانين من مشاكل في العمل تجعلك تشعرين بالغبن لأن ما يطلب منك أكثر مما يطلب من غيرك فقط لأنك مسالمة، ولا تترددين في قبول أي مسؤولية تلقى على عاتقك؟ إن ما تعانين منه من شعور بالغبن وإحساس بالظلم له حل سحري بسيط، يتلخص في كلمة واحدة هي «لا» عليك أن تتعلمي كيف تقولينها في الوقت والمكان المناسبين، ودون أن تشعري بعدها بالذنب. ولتتعلمي ذلك تابعي ما ترشدك اليه هذه الدراسة التي أنجزها خبراء الكلية الملكية البريطانية لعلم النفس Royal College of psychiatrist.

إن «لا»، هي كلمة صغيرة وسهلة النطق، لكنها تكون في بعض الاحيان من اصعب الكلمات، التي تخرج من أفواهنا، لأنها كلمة قوية ومؤثرة يمكن أن تصدم أو تؤذي مشاعر الذين نحبهم أو الذين تهمنا ديمومة العلاقة معهم. وبما أن المرأة بطبعها لا تحب أن يرفض لها الآخرون طلباً، لذا فأنت قد تترددين كثيراً قبل أن ترفضي طلباً للآخرين، خاصة أن المرأة بشكل عام، تشعر بنوع من المسؤولية تجاه العلاقات الإنسانية وتحرص على أن يكون كل من حولها سعيداً وراضياً. ولكن تذكري أن كلمة «لا» يمكن أن توفر عليك الوقت والمال، وتحمي بيتك وأطفالك وعلاقاتك الإنسانية وتنقذك من كثير من المشاكل اليومية، لذا عليك أن تكوني حازمة حين يحتاج الموقف للحزم، وتقولي «لا» دون أن تشعري بالذنب لأنك ستقولينها بطريقة دبلوماسية، وتوظفين بعض الاستراتيجيات من أجل إنجاح المهمة.

قولي لا... للصديقات

الصديقة التي تطلب منك مالاً، على سبيل الدين، وتعلمين أنها ليست في حاجة ماسة له ولا تملك النية الصادقة لرده لك، هي من عليك أن تقولي لها «لا» دون تردد، لكن باستراتيجية خاصة، لأن الرفض دون تبرير يعني خسارة كل الاصدقاء. قولي لها مثلاً: انا لا أستطيع أن أعطيك هذا المبلغ، لأني قد أقسمت على أن لا أدخل في مشاكل الديون مع أي صديقة كي لا أخسرها. إن الرفض هنا قد ابتعد عن الخصوصية إلى العمومية التي لا تجرح الصديقة، وان الإشارة إلى سياستك مع الاصدقاء بشكل عام، تعطي وزناً للرفض، وتشير إلى وقوعك في تجارب صعبة في الماضي، تريدين أن تتلافيها الآن، وبذا لا تتركين للصديقة فرصة للزعل. أما إذا دعتك صديقتك الى حفلة او دعوة شاي او رحلة الى مكان ما، وكان من بين المدعوات من لا ترتاحين لها أو لا تأنسين لوجودها، أو تشعرين بالإجهاد النفسي والصداع والقلق عند رؤيتها،

هنا قد ابتعد عن الخصوصية إلى العمومية التي لا تجرح الصديقة، وان الإشارة إلى سياستك مع الاصدقاء بشكل عام، تعطي وزناً للرفض، وتشير إلى وقوعك في تجارب صعبة في الماضي، تريدين أن تتلافيها الآن، وبذا لا تتركين للصديقة فرصة للزعل. أما إذا دعتك صديقتك الى حفلة او دعوة شاي او رحلة الى مكان ما، وكان من بين المدعوات من لا ترتاحين لها أو لا تأنسين لوجودها، أو تشعرين بالإجهاد النفسي والصداع والقلق عند رؤيتها، فلا تجبري نفسك على هذا المشوار، ولا ترهقي روحك اكراماً للصديقة، ولا تحملي نفسك ما لا طاقة لك على حمله، وقولي «لا» بحزم ودبلوماسية، لكن مع بعض التبريرات وابدئي بالقول: أنا آسفة لا أستطيع تلبية الدعوة لأن عندي التزامات، وبذا تعطين لنفسك وقتاً اضافياً كي تفكري بالعذر، بعدها قدمي لها عذراً معقولاً مثل أن أهل زوجي سيزورونني، او ان ابني مريض أو أننا مدعوون إلى سهرة. ان كلمة «لا» هنا توفر عليك الوقت والجهد، وتجنبك رؤية من لا ترتاحين لرؤيته وبذا يمكن ان تقضي الوقت بعمل مفيد بدلاً من ضياعه هباءً. ان قول كلمة «لا» وحماية نفسك من لقاءات مزعجة هو حق طبيعي لك وليس فيه ضرر للآخرين، لأن صديقتك سوف لا تلغي حفلتها بسبب غيابك ومن حق كل انسان ان يجنب نفسه الاجهاد والتعب النفسي، لذا لا تترددي ولا تشعري بالذنب، وقولي «لا» لكل دعوة لا تحبينها ما دام رفضك لا يؤذي الآخرين ولا يؤثر فيهم.


قولي لا.. لزملاء العمل

ربما تكونين من النوع المسالم والمتسامح في العمل، وهذا ما يجعلك الحائط الواطئ الذي يتكئ عليه الجميع. اذا شعرت بأن الزملاء قد اعتادوا على تحميلك اكثر مما تحتملين، من دون أن يسمعوا منك كلمة تذمر او شكوى، فإن كلمة «لا» هي آخر ما يتوقعون سماعه منك حتى لو قلتها لهم مع قائمة طويلة من التبريرات، لأنهم قد وضعوك في قالب معين من الصعب إخراجك منه، وصرت «حمالة الأسية»، كما يقولون، تغطين على من يغيب، وتنجزين عمل من يتأخر، وتساعدين كل من يطلب منك العون حتى لو لم يكن ثمة مبرر معقول لهذا. وبدلاً من لوم نفسك عندما تعودين للبيت، وعوضاً عن حديثك الدائم عن حظك العاثر والشكوى المستمرة من التعب والارهاق، تعلمي ان تضعي حدوداً لا يتجاوزها الزملاء قولي «لا» بوجه كل من يريد استغلالك، لكنها «لا» من نوع آخر، عليك أن تقدميها لهم كعقد اتفاقية جديدة معهم من خلال تقديم بعض الاقتراحات، أخبريهم عن رغبتك الدائمة في التعاون، لكن بشروط لا ترهقك، واسحبي نفسك شيئاً فشيئاً من الصورة النمطية المرسومة

عن رغبتك الدائمة في التعاون، لكن بشروط لا ترهقك، واسحبي نفسك شيئاً فشيئاً من الصورة النمطية المرسومة عنك وقدمي لهم تبريرات رفضك من وقت الى آخر. بعدها حاولي ان تكوني جزءاً من الحل باقتراح البدائل وتحويل بعض ما عليك من مسؤوليات الى زملاء آخرين بطريقة دبلوماسية ولبقة، ودعيهم يشاركونك في تحمل المسؤوليات، وبذا تكون كلمة «لا» التي واجهتهم بها قوية وفعالة وان كانت غير مباشرة.


قولي لا.. للعائلة
إن قول كلمة «لا» للناس المقربين منك في العائلة، هو أمر جوهري وأساسي لإدامة هذه العلاقات العائلية، وان كان الأمر حساساً وصعباً في كثير من الاحوال، لأنهم سوف ينتقدون رفضك، ويشعرونك بالذنب ويمارسون معك طرقاً نفسية قد تشعرك باليأس. الزوج الذي يهملك ولا يفكر بك الا كطباخة وغسالة لا تتذمر ولا تشكو ولا تطلب هو الذي يحتاج الى كلمة «لا» تجعله يفكر بك كشريكة حياة، والزوج الذي يهينك ويسخر من شكلك وقوامك هو الذي يحتاج الى كلمة «لا» تضع حداً لهذه التصرفات. اذا رفض الزوج تغيير سلوكه تجاهك يكون عليك أنت أن تغيري سلوكك تجاهه وتجعليه يدرك أن لصبرك حدوداً، وانك إنسانة لها مشاعر واحاسيس. أما عن العائلة الكبيرة فقد تكونين البنت التي تزور والديها وتطمئن عليهما، وتلبي احتياجاتهما فيما لا يفعل بقية الأخوة الشيء نفسه، إن بر الوالدين هو جزء من تعاليمنا وقيمنا كمسلمين، ولكن على بقية اخوتك ان يشاركوك المسؤولية أيضاً. قولي «لا» لإخوتك غير المتعاونين، واطلبي منهم أن يشاركوك المسؤولية، وحاولي تقسيم الواجبات وتلبية طلبات الوالدين بالتناوب، كي يكون الامر ميسوراً للجميع، فأنت أيضاً لك أولادك وأسرتك التي تحتاجك. وكلمة «لا» يمكن أن تعيد الأمور إلى نصابها، وتجعلك بارة بوالديك من جهة ومرتاحة نفسياً من جهة اخرى.


قولي لا... للأولاد
ربما تكون كلمة «لا» التي تقولينها لأولادك هي الأصعب، لأن الأم غالباً ما تقول «نعم» لكثير من الامور التي تخص الاولاد تجنباً للدخول معهم في نقاشات متعبة او لأنها تريد أن تكون محبوبة عند اولادها، وتكسب ودهم. لذا توافقهم على ما يريدون او لأنها تشعر بالذنب حين تمنعهم من ممارسة بعض النشاطات التي يمارسها غيرهم من الأولاد. ولكن تذكري أن قول كلمة «لا» يساعد على تعزيز الأمن العاطفي لطفلك ويساهم في المحافظة على سلامته البدنية. وعندما تضعين حدوداً لسلوك ابنك او ابنتك، سواء كانوا أطفالاً أو في سن المراهقة أو في عمر الشباب، فإنك تساهمين في وضعهم على الطريق السليم.

 

المصدر: مقالات متنوعه
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 24/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 364 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,950,281