التواصل الإنساني الناجح أساس للتعاون في جميع المجلات، بما يحقق أهداف الأفراد والجماعات ويجسد قوله الله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم....).

 

بما أن التواصل يؤدي دورا أساسياً في حياة الإنسان، بداية من إشباع حاجاته الطبيعيه وانتهاء بتقدير الذات الذي لايتم إلا من خلال التفاعل مع الآخرين في الأسره أو المدرسه أو العمل، وعلى الرغم من أن التواصل موجود في كل زمان ومكان إلا أن الإنسان يمارسه في الأغلب الأعم بشكل آلي وفطري سواء أكان بالإشارة أم باللغه، وهذا مايجعل الإنسان عرضة للخطاء والصواب في تحقيق أهدافه.

 

ويمثل التواصل الإنساني عملية مشاركة في المعاني الكامنة في المعلومات والمشاعر والاتجاهات التي يتم تبادلها أثناء حدوث أي تفاعل اجتماعي بين الأفراد، ويتميز بالانتشار في الزمان والمكان، كما يتسم بالاستمرارية والقابلية للتنبؤ، فالتواصل عبارة عن عملية يتم فيها تبادل معلومات أو أفكار أو آراء أو مشاعر أو أحاسيس بين طرفين أو أكثر، ولكي يكون هناك اتصال لابد أن يكون هناك تفاهم بين طرفي التواصل (المرسل والمستقبل) وبهذا المعنى يكون التواصل عبارة عن نمط سلوكي طبيعي يمارسه الأفراد بشكل يومي كجزء من تفاعلهم مع بعضهم البعض.

 

واللغة هي أداة التواصل الفاعلة، وهى الجسر الذي يعبر عليه الإنسان من الوحدة إلى المجتمع، ومن الغربة بين الناس إلى الألفة معهم، فهي المقدمة الأولى للشخصية والخطوة الأولى على طريق التواصل، فهي التي تقدمني إليك وتقدمك إلى، ولابد من التقديم والتمهيد في كل شئ فالتقديم الناجح يمهد لتواصل ناجح.

 

والخطوة الثانية هي أن تدخل الخريطة الذهنية التي رسمها الناس للحياة من خلال تصوراتهم، وبذلك يتجاوبون معك ولا تدخل في الحديث معهم على الصورة الحقيقية للواقع أو صور الواقع من خلال تصورك أنت فقد تختلف التصورات وتتناقض، لذلك يجب أن تنأى بنفسك عن الخلاف عند التواصل، ولاحظ في ذلك ألا تكون تعبيرات وجهك أو اهتزازات يدك أو رجلك ناقلة للخلاف، معبرة عن الضيق دون أن تشعر، بل وعلينا حين نستشعر أن حديث أحدهم فيه خطأ فلنشكر المتحدث بما يناسب من كلمات دون تعريض.

 

أما ما يقربك من قلوب الناس ويقربهم إليك فهو منادتهم بأسمائهم، فكل إنسان يحب أن ينادى بأحب الأسماء إليه، وهذا ما يذيب الجمود بين الناس، بل عليك أن تبتكر الأساليب بذكاء لتوجد وصلة الحوار والتعارف تحقيقا لمهارة الاتصال بالآخرين، وليس أدل على مهارة الاتصال بالآخرين وتعميقه، ممن جعل لذلك الاتصال أساساً صارت حقاً للمسلم على المسلم .

 

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس، إذا لقيته فسلم عليه، وإذا غاب فتفقده، وإذا مرض فعده، وإذا دعاك فأجب، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مات فشيعه).

 

وعلى العموم فإن مهارة الاتصال بالآخرين لاتخضع لقواعد صماء، ولانستطيع أن نصبها في قواعد جامدة بل لكل إنسان أن يبدع في الحقل بما تمليه عليه ثقافته وظروفه البيئية، وملابسات الأحوال واستعداداته الشخصية، وقدراته وقدرات الآخرين مع الحرص على عدم الخلافات الحادة.

 

ويحدث التواصل من خلال وسائل متعددة ومتنوعة فقد يتم بشكل شخصي من خلال ألفاظ محددة، وقد يتم بين الأفراد على شكل رسائل مكتوبة، وقد يحدث التواصل بين الأفراد على شكل إشارات ورموز محددة كما يمكن أن يتم التواصل باستخدام لغة الجسم المتمثلة بتعبيرات الوجه وحركات أعضاء الجسم المختلفة والتي تنقل معاني محددة من المرسل إلى المستقبل.

 

 

الدكتور / رمضان حسين الشيخ

خبير التطوير التنظيمي والموارد البشرية

المصدر: مقالاتي
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 784 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,026,476