مقدمة :
كافة الانشطة الزراعية بما في ذلك قطاع الدواجن قد تزيد محتوى المصادر المائية من العناصر الغذائية بشكل يزيد عن المعقول خاصة النيتروجين والفسفور .
ومن المؤكد ان الادارة السليمة والصحية لهذه العناصر وادارة جيدة للتربة ستساعد على التقليل او حتى التخلص من هذه الزيادة في العناصر الغذائية وبالتالي المساهمة في رفع كفاءة الانتاج النباتي ومساعدة المزارع المحلي على التعرف على المستويات اللازمة من هذه العناصر تبعاً لحاجة النبات .
وقد بات من المعروف ان النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم تنتقل في البيئة والمزرعة على شكل دورة يمكن وصفها برؤوس المثلث فهذه العناصر تنتقل من المحاصيل الحقلية الى الحيوان كعلف ومن ثم الى التربة كمخلفات حيوانية ثم الى المحاصيل المختلفة مرة اخرى وتحصل مشكلة اذا ما اختل التوازن في الدورة المذكورة من خلال طرح كمية مخلفات زائدة عن حاجة النبات والتربة وقد تتفاقم المشكلة لتصبح مستويات هذه العناصر مرتفعة في الماء لدرجة تؤثر سلباً على جودة المياه .
النيتروجين :
يشكل النيتروجين احد العناصر الثلاثة الاساسية في مخلفات الدواجن ومن اكثرها مساهمة في تلوث البيئة فبينما يوجد النيتروجين في الطبيعة على شكل غاز في الغلاف الجوي فقد يوجد بأشكال أخرى مختلفة تبعأً لظروف وعوامل متعددة (كما يبين الشكل 1) فقد يتحول النيتروجين الى نيتروجين عضوي بواسطة النباتات البقولية كالفول والفصة والبرسيم وقد يتحول الى اشكال غير عضوية بواسطة المعاملة بالطاقة الى اسمدة غير عضوية مثلاً .
ونسبة عالية من النيتروجين في المخلفات الحيوانية هو الشكل العضوي وجزء بسيط منه يكون على شكل امونيوم خاصة في فرشة او ارضية الحيوان .
ومن الممكن ان يتحول النيتروجين العضوي بواسطة بكتيريا في التربة الى نيترات (nitrate) وبذلك يمكن للنيتروجين ان يذوب في الماء ويمكن ان يتسرب النيتروجين في الحقول الزراعية من خلال الانجراف مع الماء او التسرب الى داخل التربة (leaching) والانجراف (Run Off) السطحي يحمل معه النيتروجين في الامونيوم حيث تكون محمولة على ذرات من مواد عضوية او مخلفات نباتية الى مصادر المياه السطحية .
ومن المعروف ان مستويات عالية من التأثيرات تعد سامة للانسان وبخاصة الاطفال حيث تعمل على تدني قدرة الدم على حمل الاوكسجين وفي حالات زائدة قد تؤدي الى الاختناق اما بالنسبة للدواجن فإن مستويات عالية من النيترات تؤدي الى الاختناق اما بالنسبة للدواجن فإن مستويات عالية من النيترات تؤدي الى سوء الكسب الوزني وسوء التحويل الغذائي وانخفاض الانتاج بشكل عام ومستويات عالية من النيترات في المياه السطحية حتماً ستؤثر سلبياً على الحياة المائية خاصة الاسماك .
الفسفور :
وكما هو الحال بالنسبة للنايتروجين فإن الفسفور من العناصر الهامة لنمو النبات والحيوان.
يوجد الفسفور في البيئة على شكلين هما : الذائب و الصلب و الشكل الذائب يكون إما أورثوفسفات لا عضوي ، مجموعة فوسفات متعددة لا عضوية أو فسفور عضوي في التربة – و الفسفور بشكله الصلب يوصف بأنه حبيبات فسفورية كيميائية حيث يمكن تصنيفها إلى الفسفور القابل للإمتصاص (عالق بحبيبات التربة) و الفسفور العضوي (الذي يشكل جزءا من مخلفات الكائنات الحية) و الفسفور الراسب (السماد الذي تفاعل مع كالسيوم أو الالمنيوم او الحديد في التربة) و أخيرا عنصر الفسفور الذي يشكل جزءا من محتويات الأتربة المختلفة من المعادن .
وبشكل عام فإن ثلثي الفسفور في التربة يكون لا عضوياً والباقي يكون عضوياً وكلا الجزأين يمكن ان يتحول او يعطي الشكل الذائب بالماء والذي يمكن النبات استخدامه كغذاء والفسفور الزائد عن جاجة التربة والنبات يمكن ان ينتقل الى مصادر المياه السطحية وعند وصوله الى الانهار مثلاً فقد يشجع على نمو زائد للطحالب والنبات الامر الذي يؤدي الى استنزاف اوكسجين الماء وقد بينت الدراسات ان المياه الغنية بالفسفور تؤدي الى موت الاسماك من هنا يتضح ان الاستخدام الجيد لمخلفات الحيوان يقلل من انتقال الفسفور الى المياه السطحية او التسرب الى المياه الجوفية .
البوتاسيوم :
يوجد البوتاسيوم في مخلفات الدواجن بالشكل الذائب ويكون في العادة مكافئاً لسماد البوتاس وهو من العناصر الضرورية لنمو طبيعي للنبات الا ان الزيادة منه تؤدي الى تدني وانخفاض نمو النبات ومع ان هناك امكانية لتسرب البوتاسيوم الزائد الى المياه الجوفية الا انه في العادة لا يشكل تهديداً لجودة المياه حتى انه لا يمكن اعتباره من ملوثات المياه الجوفية .
الاملاح :
الاملاح الذائبة – وعلى وجه الخصوص الصوديوم – تؤثر سلباً على نمو النبات ونسبة الانبات وتشكل عبئاً عند اختيار اصناف النباتات المناسبة للتربة المالحة ومخلفات الدواجن المحتوية على نسب منخفضة من الاملاح ونسبة عالية من الكربون والنيتروجين تحسن من صفات التربة من حيث امتصاصها للماء والنفاذية والتركيب .
المعادن الثقيلة والعناصر الاخرى :
المعادن الثقيلة والعناصر الاخرى مثل النحاس والسلينيوم النيكل والرصاص والزنك تمتص بشكل جيد في التربة الفخارية ومن الممكن ان تتماسك مع المواد العضوية في التربة وبذلك لا تشكل ملوثاً محتملاً للمياه الجوفية . الا ان اضافة كميات كبيرة من المواد العضوية المحتوية على هذه العناصر بشكل يزيد عن قدرة التربة على امتصاصها قد يشكل مصدر تلوث للمياه الجوفية ويزداد احتمال التلوث هذا اذا ما طرحت مخلفات الدواجن في مناطق قابلة للانجراف وهي التي تصل الى المياه السطحية .
وفي الختام ، فإن مستويات عالية من النايترات في المياه الجوفية ونسباً عالية من الفسفور في المياه السطحية قد تعطي انطباعاً واضحاً عن زيادة في اضافة المخلفات كأسمدة الى التربة واضافة المخلفات
هذه تعتمد على عوامل كثيرة مثل نوع المحصول طبيعة الاتربة والبيئة المحيطة وعوامل اقتصادية ولإدارة مثلى لهذه الموارد لا بد من الاستمرار في اجراء الفحوصات الضرورية .