·        الماء هو عصب الحياة, وأهم مكون من مكوناتها, وهو النعمة المهداة من الخالق –عز وجل –إلى مخلوقاته كي تستمر في العيش إلى ما شاء الله لها, وصدق الحق –عز وجل – حين يقول

·        في محكم كتابه (وجعلنا من الماء كل  شيء حي أفلا يؤمنون) الأنبياء /30.
وقد لوحظ منذ أقدم العصور أن الماء هو العنصر الأساسي لاستقرار الإنسان وازدهار حضارته, وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة. ومما يجدر بنا ذكره أن الماء –كما خلقه الله تعالى. يحمل من الصفات ما يمكنه من إعالة الحياة على سطح الأرض, بغض النظر عن كونه عذباً فراتاً أم ملحاً أجاجا.فالماء العذب والماء المالح هما بيئة كثير من المخلوقات والكائنات الحية يقول الحق عز وجل:(وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً) النحل 14 .

·        أي جعل مياهه صالحة لحياة الأحياء التي تعيش فيه ,والتي يعتمد عليها الإنسان في غذائه , يقول تعالى :(أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة) المائدة /96 .
كما أشار القرآن الكريم إلى أهمية مياه المطر للأحياء:
(وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء) الأنعام /99


إن الماء –بإيجاز –هو وحدة البناء في كل كائن حي ,نباتاً كان أم حيواناً.

·        ونظراً لأهمية الماء جعله الله حقاً شائعاً بين البشر جميعاً , فحق الانتفاع به مكفول للجميع , بلا احتكار ولا فساد ولا تعطيل . يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :(الناس شركاء في ثلاث :في الماء و الكلأ والنار).

·        الماء في كوكب الأرض:

·        يشغل الماء اكبر حيز في الغلاف الحيوي للأرض, إذ تبلغ مساحة المسطحات المائية نحو (70.8%) من مساحة الكرة الأرضية, مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم (الكرة المائية) على الأرض بدلاً من الكرة الأرضية.

·        و المخزن الرئيسي للمياه يوجد في البحار والمحيطات في صورة مياه مالحة (ضماناً لعدم فسادها)=تبخرها=تحول الأبخرة إلى سحب تحركها الرياح إلى حيث يريد الله لها أن تمطر.

·        (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض) فاطر/9.

·        وتبلغ كمية المياه على سطح الأرض حوالي 1400 مليون كم3 =تقريباً (10)18 طن وأكثر من 97% من هذه الكمية هو مياه البحار والمحيطات و2% تشمل المياه الجليدية والمياه الجوفية و1% المياه العذبة.

·        دورة الماء في الأرض:

·        إن الماء ضروري وهام لبقاء الجنس البشري وسائر الأحياء الأخرى على الأرض كما أن كمية المياه ذات قدر ثابت إذ لا يمكن زيادتها أو إنقاصها.

·        وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى : (والسماء ذات الرجع) الطارق/11.

·        (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً) النبأ /14.

·        ونظرياً :فإن كمية المياه العذبة الموجودة في الأرض كافية لتلبية احتياجات الإنسان في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب ,لكنها –في الواقع الطبيعي – غير منتظمة التوزيع . ويعبر القرآن الكريم في أسلوب بياني رائع عن هذه المشكلة , تأمل قوله تعالى:(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) الملك/30.

·        وتعد الزراعة المستهلك الأكبر للمياه العذبة.وللأسف فإن نحو 75% من مياه الري تضيع هباءً بسبب استخدام أساليب عقيمه فى الرى

·       تقسيم المياه بالنسبة لصلاحيتها للاستخدام

·        أ ـ المياه النقية الصالحة للاستعمال ( Safe Water )

·        وهو الماء الخالي من أية جراثيم ومن المواد المعدنية الذائبة التي تكسبه لونا أو تجعله غير صالح للاستعمال أو غير مستساغ الطعم والرائحة .

·        ب ـ المياه غير النقية ( Polluted Water ) أو الملوثة تلوثا طبيعا

·        وهي المياه التي تعرضت لعوامل طبيعية أكسبتها تغير في اللون والطعم أو الرائحة أو العكارة نظرا لوجود مواد غريبة عضوية أو عالقة في الماء .

·        ج ـ مياه غير صالحة للاستعمال ( Contaminated Water ) أو الملوثة

·        وهي المياه التي تحتوى على بكتريا أو مواد كيماوية سامة تجعلها ضارة بالصحة العامة نظرا لما تسببه من أمراض مما يؤكد عدم صلاحيتها كمياه للشرب أو ري المزروعات .

·       تلوث الماء:يعني:

·        (تدنيس مجاري الماء من أنهار وبحار ومحيطات, إضافة إلى مياه الأمطار والآبار والمياه الجوفية, مما يجعل من هذه المياه غير صالحة للإنسان أو الحيوان أو النبات أو الأحياء التي تعيش في المسطحات المائية).

·        وهناك عدة صور لتلوث الماء منها:

·        استنزاف كميات كبيرة من الأوكسجين الذائب في مياه المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار مما يؤدي إلى تناقص أعداد الأحياء المائية, وزيادة نسبة المواد الكيميائية في المياه, مما يجعلها سامة للأحياء.وثمة انهار كادت تكون خالية من مظاهر الحياة بسبب ارتفاع تركيز الملوثات الكيميائية فيها, أيضاً ازدهار ونمو البكتريا والطفيليات والأحياء الدقيقة في المياه, مما يقلل من قيمتها كمصدر للشرب أو ري المحاصيل الزراعية (إذا كانت عذبة ) أو السباحة والترفيه, وقلة الضوء الذي يعد ضرورياً لنمو الأحياء النباتية المائية (كالطحالب والعوالق planktons). ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الإنسانية أو النباتية أو الحيوانية أو الصناعية أو الكيميائية التي تلقى أو تصب في المسطحات المائية من محيطات وبحار وبحيرات وانهار. كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري ومياه التصريف إليها بما فيها من بكتريا ومركبات كيميائية.

·       ويمكن تقسيم تلوث الماء إلى أربعة أنواع رئيسية:

·        التلوث الطبيعي: المقصود به التلوث الذي يغير خصائص الماء الطبيعية, فيجعله غير مستساغ للاستعمال الآدمي, مثل اكتسابه الرائحة الكريهة أو اللون أو المذاق.

·        التلوث الكيميائي: وهو يعني أن يصبح للماء تأثير سام نتيجة وجود مواد كيميائية خطرة فيه, مثل مركبات الرصاص, أو الزئبق, أو الكادميوم, أو الزرنيخ, أو المبيدات الحشرية, والبلاستيك, ويعد التلوث الكيميائي للماء واحداً من أهم واخطر المشاكل التي تواجه الإنسان المعاصر.

·        التلوث البيولوجي: وهو يعني وجود ميكروبات مسببة للأمراض بالمياه, أو طفيليات كالبلهارسيا, وديدان الاسكارس والانكلستوما وغيرها, أو وجود أحياء نباتية (كالطحالب أو نباتات كورد النيل) بكميات كبيرة تتسبب في تغير طبيعة المياه ونوعيتها, وتؤثر في سلامة استخدامها.

·        التلوث الحراري : يعد هذا التلوث صورة من صور التلوث بالنفايات الصناعية , حيث تعمل مصانع الحديد والصلب والورق , ومحطات توليد الكهرباء وغيرها, على استعمال المياه في عمليات التبريد , ثم تقوم بصرف المياه الساخنة إلى مياه البرك والأنهار والبحيرات , مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة مياهها, ومن ثم تتعرض الأحياء المائية الموجودة فيها للخطر بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه مما يؤدي إلى قلة O2  الذائب في المياه مع زيادة نشاط هذه الأحياء , وإبادة الأسماك ,ونمو الطحالب غير الصالحة كغذاء للأحياء المائية + أكاسيد سامة.

·       أهم ملوثات الماء:

o       المخلفات الصناعية: تشمل المخلفات الصناعية كافة المواد المتخلفة عن الصناعات الكيميائية و التعدينية و التحويلية والزراعية والغذائية ,التي يتم تصريفها إلى المسطحات المائية ,والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالأحماض والقلويات والأصباغ والمركبات الهيدروكربونية و الأملاح السامة والدهون والدم و البكتريا... إلخ.

o       مياه المجاري: ثمة دول كثيرة تقوم بتصريف مياه المجاري إلى المسطحات المائية كالأنهار و البحار والبحيرات, على الرغم من ذلك من أخطار حيت تكون هذه المياه ملوثة بالمواد العضوية والمواد الكيميائية (كالصابون والمنظفات الصناعية), وبعض أنواع البكتريا و الميكروبات الضارة, إضافة إلى المعادن الثقيلة السامة والمركبات الهيدروكربونية.

·        وتسبب المواد العضوية –الموجودة في مياه المجاري – في حدوث ظاهرة تعرف باسم الإثراء الغذائي Entrophication ,التي تعد من أهم الظواهر الطبيعية المحدثة للتلوث في المسطحات المائية والشواطئ إذ يؤدي ارتفاع نسبة المواد العضوية في الماء إلى زيادة في عمليات الأيض Metabolism التي تقوم بها الطحالب مما يؤدي إلى تكاثرها وتبعاً لذلك تنشط البكتريا وتزيد من عمليات التحلل البيولوجي للطحالب مما يؤدي إلى تقليل نسبة الأوكسجين المذاب في الماء فيؤدي إلى القتل الجماعي للأسماك والأحياء المائية الأخرى ,وتعفن المياه وعد صلاحيتها وصدور مواد وروائح كريهة منها.

·        كذلك يتم انتقال الكثير من الأمراض الخطرة على الإنسان بواسطة مياه المجاري غير المعالجة , فعلى سبيل المثال:

o       تتسبب بكتريا السالمونيلا Salmonella في أمراض حمى التيفوئيد والنزلات المعوية.

o       كما تتسبب بكتريا الشيجالا Shigalla في أمراض الإسهال.

o       وتتسبب بكتريا الأسثريشيا كولاي :Escherichia coli إلى أمراض الجفاف Dehydration والإسهال والقيء عند الأطفال بصفة خاصة.

o       أما بكتريا اللبتوسبيرا :Leptospira فينجم عنها حدوث التهابات الكلى والكبد والجهاز العصبي المركزي .

o       وتسبب بكتريا الفيبريو Vibrio مرض الكوليرا

·        بكتيريا القولون هي من أنواع البكتيريا العضوية والتي توجد في أمعاء الإنسان بشكل طبيعي باعداد محدودة، وإذا زادت عن هذا الحد فانها تسبب مشاكل مرضية من ضمنها الإسهال والنزلة المعوية وتخرج هذا البكتيريا عن طريق البراز بإعداد كبيرة جدا وفي حالة وصولها إلى مياه الشرب تصبح في هذه الحالة ملوثة وغير صالحة للشرب، والمصاب بهذا البكتيريا يجب عليه مراجعة الطبيب من خلال الفحوصات اللازمة ومن ثم علاجه بالطريقة المناسبة.

o       النفط:

·        يعد النفط من أكثر مصادر التلوث المائي انتشاراً و تاثيراً.وهو يتسرب إلى المسطحات المائية إما بطريقة لا إرادية (غير متعمدة) كما هو الحال في انفجار آبار النفط البحرية أو بطريقة متعمدة كما حدث في حرب الخليج وغيرها كما تتعمد بعض الناقلات البحرية إلقاء المياه المستعملة في غسيل خزاناتها في أعالي البحار أو قبالة السواحل.

·        ويؤدي تلوث المسطحات المائية بالنفط إلى موت طيور البحر والأسماك والدلافين والأحياء المائية الأخرى.

o       المبيدات الحشرية:

·        تنساب المبيدات الحشرية التي ترش على المحاصيل الزراعية مع مياه الصرف إلى المصارف, كما تتلوث مياه الترع و السواقي  والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش وآلاته بهذه المبيدات ,ويؤدي ذلك إلى قتل الأسماك والأحياء المائية ,وأيضاً نفوق المواشي والأنعام التي تشرب من المياه الملوثة بهذه المبيدات.

o       المفاعلات النووية:

mso-list:

AkrumHamdy

Akrum Hamdy [email protected] 01006376836

  • Currently 153/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
49 تصويتات / 961 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2009 بواسطة AkrumHamdy

أ.د/ أكـــرم زيـن العــابديــن محـــمود محمـــد حمــدى - جامعــة المنــيا

AkrumHamdy
[email protected] [01006376836] Minia University, Egypt »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,752,048