يساعد الجلد البشري، طوال حياة الانسان، على حمايته من اشعة الشمس فوق البنفسجية، ولكن .. غالبا مقابل ثمن باهض، ألا وهو شيخوخة الجلد المبكرة (التي تعرف بمصطلح "الشيخوخة الضوئية" Photoaging)، التي تتصف بظهور خطوط الوجه، والتجاعيد، والبقع البنية اللون.
توضع العديد من الاساليب، كما تصمم المنتجات، لعلاج هذه الاعراض التي تظهر في الجلد، ومنها المنتجات المسماة "الريتينويدات" (مركبات الراتنج او شبه الراتينج) retinoids، وهي عقاقير تحتوي على مشتقات فيتامين "ايه"، تستخدم موضعيا في مواقع الجلد.
مستحضر "مدهش"
وقد اظهر بحث جديد ان بمقدور "الريتينول" retinol، وهو واحد من مركبات "الريتينويدات"، ايضا، مكافحة أي علامات على شيخوخة الجلد التي لا تنجم عن التعرض لأشعة الشمس، ومن ضمنها التجاعيد الدقيقة جدا، والخشونة، وترهل الجلد. وافترضت النتائج التي نشرت في عدد مايو هذا العام 2007 من مجلة "ارشيفات طب الجلدية" انه.
واضافة الى قيامه بتحسين هيئة الجلد الشائخ، فان الريتينول بمقدوره ايضا زيادة تحمل الجلد، ودوام صحته، وكذلك تعزيز قدرته على النقاهة والشفاء. وتتجلى تأثيرات هذه النتائج في اهميتها، خصوصا مع تزايد اعداد الكهول وكبار السن في الولايات المتحدة.
وقد اختبر باحثون في كلية الطب في جامعة ميشغن، الريتينول في تجربة عشوائية مراقبة، استمرت ستة شهور، ساهم فيها 36 رجلا وامرأة بين اعمار 80 و 96 عاما. وخلال 24 اسبوعا وضع عاملون في المختبرات ثلاث مرات في اليوم، مستحضرا من السوائل (الغسول) يحتوي على 0.4 في المائة من الريتينول (وهي الجرعة الاصغر)، على القسم الداخلي من احد الذراعين، الايمن او الايسر لكل مشارك في التجربة (وفي نفس الوقت وضع مستحضر آخر لا يحتوي على الريتينول على الذراع الاخرى للمشارك).
وبعد اسبوعين، ثم 4، 16، 24 اسبوعا، قام اطباء الامراض الجلدية الذين كانوا لا يعرفون المواقع التي عولجت بوضع الريتينول عليها، بمقارنة ذراعي المشاركين، مدققين في خشونة الجلد، والتجاعيد الدقيقة، ودرجة حدة شيخوخة الجلد بشكل عام.
واظهرت الدراسة منذ البداية وبعد مرور 4 اسابيع على البدء فيها، اختفاء التجاعيد الدقيقة من الأذرع التي وضع عليها الريتينول، وأخذ الجلد الخاضع للعلاج يتحسن باضطراد خلال الاسابيع ال 24 اللاحقة. اما خشونة الجلد وحدة شيخوخته فقد تناقصتا بشكل كبير.
علاج مؤقت
عندما يكبر الانسان فان جلده يصبح اخف سمكا ويتعرض اكثر للتقرحات والعدوى ولمشاكل النقاهة والشفاء. وفي الدراسة المذكورة استخلص العلماء خزعة (عيّنة) من الجلد في بداية البحث ثم واحدة اخرى بعد ستة اشهر منه، الأمر الذي سمح للباحثين تحليل النشاط الكيميائي البيولوجي للريتينول في الجلد. وقد ظهر ان استخدام الريتينول ارتبط بانتاج مركب "غلايكوزأمينوغلايكان" glycosaminoglycan الذي يساعد على الحفاظ على الماء، وكذلك مركب "بروكولاجين" procollagen، وهو سلف الكولاجين.
وهذا الاخير يقدم الدعم الرئيسي للجلد. ويفترض ازدياد انتاج البروكولاجين ان الريتينول ربما يقوي الانسجة الاساسية الداعمة (في الجلد). وقد اظهرت الخزعات التي استخلصت قبل بداية العلاج وجود خلايا جلدية اقل، وانتاجا اقل من البروكولاجين، ودلائل على تدمير الكولاجين.
ومن سوء الحظ الا تكون تأثيرات الريتينول دائمة، فهي مؤقتة. فبعد ستة اشهر من توقف العلاج به لم تظهر أي ادلة عيانية على وجود أي فروق بين الذراع التي تمت معالجتها والذراع التي لم تخضع للعلاج. وقد استمرت فترة العلاج ستة اشهر فقط وبنهايتها انقطع عن المساهمة فيها 13 من 36 مشاركا.
ومع ذلك، فان الريتينول الموضعي يمكنه ان يصبح طريقة لتحسين المظهر والصحة العامة للجلد للاشخاص المسنين جدا، لأنه اكثر نعومة من مركبات الراتنج الاخرى، مثل حامض الريتينويك retinoic acid 0 (المتوفر بإسم "ريتين-أيه" Retin-A)، او طرق علاج الجلد الشائخ بفعل تعرضه للشمس.
ولم تكشف الدراسة عن التركيبة التجارية للمستحضر الحاوي للريتنيول المستخدم فيها. الا ان العديد من المنتجات الحاوية للريتينول، مثل غسولات او دهونات الجلد، تسوق من دون وصفة طبية.
ولا يكون تركيزها من الريتينول معروفا على الاغلب. ولذلك فان عليك ان تبحث بعمق كي تجد تركيزا مماثلا لذلك الموجود في المستحضر الذي استخدم في الدراسة، وذلك بان تكتب اسم المنتج اولا ثم تتصل بالشركات المنتجة له.