تتوالى فضائح الأبقار الملوثة بفيروس الـ Encephalite Sponge Borm ESB حتى بتنا نعرف تفاصيل هذا المرض غيباً وتطالعنا الصحف بأخبار متنوعة تثير الهلع ليس أفظعها التلاعب بالهندسة الجينية للحيوانات وهورمونات النمو أو التربية المكثفة . حتى بات كل كائن حي وكأنه سلعة صناعية ،وقد وصل الأمر في بعض الأحيان إلى المتاجرة حتى بالإنسان نفسه .www.tartoos.com

نلاحظ اليوم عدم جدوى العلاجات بالمضادات الحيوية ،وذلك ليس مستغرباً طالماً أن اللحوم التي نتناولها بها . فقد بتنا نتمتع بمناعة ضد الأدوية وليس ضد الفيروسات .وماذا أيضاً عن أمراض الحساسية عند الإنسان ؟ فقد أكدت الدراسات أنها ناجمة عن تناول الأجبان والألبان الغنية بالمضافات الصناعية .

هذه الأزمات الصحية دفعت إلى دق ناقوس الخطر ،حتى إن أكثر الهيئات دفاعاً عن الزراعة وطرق تربيةالمواشي المتبعة ،ومنها الإتحاد الفرنسي لنقابات المزارعين ، حذرت من مغبة عدم مراعاة شروط الجودة والأمان في المنتجات الحيوانية ، ودعت إلى احترام البيئة والإنسان وإطلاق ثورة حقيقية في مفاهيم الأساليب المتبعة في هذا القطاع .

 حتى قبل جنون البقر

تجد الإشارة إلى أن الانخفاض الحاد الذي نشهده اليوم في استهلاك اللحوم لا يعود فقط إلى أزمة جنون البقر الحالية ، حيث يشهد الاستهلاك في أوروبا انخفاضاً بمعدل 1.5 في المئة سنوياً ،وفي العام 1996 بلغ هذا الاتجاه 10 في المئة في فرنسا و 15 في المئة في ألمانيا وبريطانيا.

اليوم ، وعلى رغم خطر استخدام الطحين الحيواني في علف المواشي والدواجن ، وعلى رغم المقاطعة المفروضة على اللحوم ذات المنشأ البريطاني وسحب كل اللحوم المشبوهة من الأسواق ،ترنفع الأصوات أكثر من أي وقت مضى بضرورة فرض المزيد من الشافية على أصل الأطعمة ومنشئها والتقنيات المستخدمة في تصينعها.

ويؤكد عدد من العلماء أن اللحوم ، على غرار السكر منذ عشرة أعوام، تفقد اليوم شهرتها وارتباطها بمستوى الحياة الجيد والصحي .ويعتبر خبراء التغذية أن كمية 80 كيلو غراماً من اللحم ، لكل أوروبي سنوياً، أصبحت غير مقبولة . ويشيرون إلى أن عهد الستينات ووفرة " الستيك والهمبرغر" قد ولت . والمطلوب اليوم تناول كمية أقل من اللحوم ذات نوعية أفضل .المزارعون من ناحيتهم يتهافتون على تقديم اللحوم التي يؤكدون أنها ذات منشأ عضوي بيولوجي  ، لكن أسعارها ليست في متناول الجميع .

إلى البيتا آغونيست

إن كانت هورمونات النمو ممنوعة في تربية المواشي الأوروبية منذ العام 1988 ، فإن مواد أخرى غير مشروعة لا تزال تستخدم في فرنسا ومنها البتا آغونيست ،وهي تسمح بنفخ الكتلة العضلية في المواشي والدواجن بتأثر هورموني على حساب نوعية اللحوم .وبحسب تحقيق أجرته المجلة الفرنسية ( ماذا نختار "  (Que choisir)  فإن التربية المكثفة لا تمثل سوى 15 في المئة من الإنتاج ،لكن 40 في المئة من اللحوم المنتجة ضمن هذه الفئة نخضع لمواد الإنتفاخ التي لم يقيم بعد تأثيرها وخطورتها على المستهلكين .

من جهة ثانية ، سمحت عولمة التجارة للولايات المتحدة الأميركية ، وتحت شعار التبادل الحرّ ، بممارسة الضغوط على أوروبا ( بما فيها الضغوط القضائية ) بغية إدخال منتجاتها المعالجة بكل سهولة إلى الأسواق الأوروبية . والمعروف أن مالا يقل عن خمسة أنواع من هرومونات النمو هي مسموحة في المزارع الأميركية . ويجمع العلماء على أن الجرعات المدروسة لا تشكل أي خطر على الصحة ، لكنهم يتهمون المزارعين بإساءة الإستخدام وعد احترام الكميات القصوى المسموحة .وقد كشفت التحاليل عن وجود معدلات غير مقبولة تم حقنها بانتظام . فكيف يمكن ردع المزارعين والحدّ من الطمع وميلهم إلى تحقيق المزيد من الأرباح عندما يتم إعطاؤهم وصفات سحرية ؟

العجول والدواجن

إن كانت العجول غير خاضعة للعلاج بالهورمونات فإن مصيرها ليس أفضل ، فهي إن لم تربى على البطاريات تقبع في الظلام في مساحة لا تتجاوز النصف متر ،وتطعم مرتينفي اليوم حليب البودرة الممزوج بالماء ، وكل ذلك كي تحافظ عل اللون الأبيض للحومها ، إضافة طبعاً إلى حقن المضادات الحيوية Antibiotic لحمايتها من الأمراض .ويمثل هذا النوع من التربية المكثفة 90  في المئة من إنتاج العجول أي ما يوازي ميلوني عجل .

والدواجن ليست أفضل حالاً ،فكل عام يذبح 6.7 مليون طير في فرنسا بعد أن تقضي 41 يوماً في مساحة لا تتجاوز الـ 450 سنتم بعرض 18 سنتم وطول 25 سنتم . أما علفها فهو بشكل أساسي من طحين الأسماك وبقايا الحيوانات ولحوم وعظام الدواجن الأخرى التي تم ذبحها.

تستهلك فرنسا 600 ألف طن من هذا النوع من الدواجن سنوياً ،ومع ذلك فإن هذا الإنتاج المكثف لا يمثل سوى 30 في المئة من الإنتاج الحالي .

وهناك مئة ماركة مسوقة تحت شعار التربية العضوية والتي تربى على الحبوب وتسرح في بعض الأمتار في الهواء الطلق . غير أن أسعار هذه الدواجن يفوق أسعار الدواجن الأخرى بثلاثة أضعاف

 

 

AkrumHamdy

Akrum Hamdy [email protected] 01006376836

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 263 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2009 بواسطة AkrumHamdy

أ.د/ أكـــرم زيـن العــابديــن محـــمود محمـــد حمــدى - جامعــة المنــيا

AkrumHamdy
[email protected] [01006376836] Minia University, Egypt »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,789,360