تقرير صحفي
المؤتمر العلمي العالمي حول مرض انفلونزا الطيور
فرنسا – باريس
7 – 8 ابريل 2005
OIE/FAO International Scientific Conference on Avian Influenza –Paris - France
عقد مؤتمر العالمي العلمي لإنفلونزا الطيور تحت رعاية وإشراف منظمة الصحة الحيوانيةOIE ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية FAO ومنظمة الصحة العالمية WHO خلال الفترة من 7– 8/4/2005 في مدينة باريس بفرنسا ،
ويعتبر المؤتمر امتداد للمؤتمر الذي عقد في فيتنام في فبراير 2005 الماضي ويسعى هذا المؤتمر إلى أن تعيد البلدان النظر في أنماط المكافحة والسيطرة على المرض ,وأن تعمل معا على توسيع نطاق التعاون من أجل تبادل الخبرات والتكنولوجيا .
فالجائحة الأخيرة لمرض انفلونزا الطيور تعد الأسوأ في تاريخ انفلونزا الطيور من حيث آثارها الاقتصادية على القطاع الزراعي العالمي، إذ أن أعدادا كبيرة من الطيور قد نفقت أو تم القضاء عليها، وبأرقام تفوق بالتأكيد أي جائحة سابقة ويعود ذلك إلى المساحة الواسعة التي شملها الوباء، ورغم الخسائر الاقتصادية المترتبة عن إجراءات التخلص من الطيور فإن هذه الإجراءات تعد أساسية في الحد من انتشار العدوى إلى المزيد من الطيور,
و تعد الطيور البرية، ومنها البط على وجه الخصوص، حاضنة طبيعية لفيروس انفلونزا الطيور، الأمر الذي يجعل من الصعوبة القضاء على المرض وقد دلت الدراسات بان تلك الطيور المصابة قد اظهرت حالات شفاء وهذا مرده الى العوامل الجغرافية والموسم والعمر والنوع.
ان انتشار فيروس انفلونزا الطيور في عدة دول اسيوية تعطينا تصورا على انه لا يوجد حدود تقف لمواجهة المرض وتسلط الضوء على خطورة المرض على صحة الإنسان والطير في ان معا فتسبب العترة H5N1 وفيات لدى الإنسان فمن اصل 37 اصابة مات 29 شخصا في فيتنام ومن اصل 16 اصابة مات 11 في تايلند ومات واحد في كمبوديا وبات من الواضح الدور الذي يلعبه سوق الطيور والبط المهاجر وتعشيشه حول البحيرات والخنازير كناقل للمرض
ان حدوث اصابات جديدة في العالم سلطت الضوء على ابتكار طرق جديدة في التشخيص وفحص الفيروس بشكل سريع فقد تم تطوير جيل جديد من الإختبارات واعتمدت على التشخيص الجزيئي وبات بعضها مطبقا وبشكل ناجح بقصد التحري عن المرض والإستقصاء عنه, وهناك انتشار واسع لتقنية التتبع النيوكلتيدي للحمض النووي بتفاعل البلمرة PCR-LCR-NASBA وهي تقنيات واعدة و تمتلك القدرة على مضاعفة الحمض النووي, و مكنت الوسائل التقنية الحديثة حاليا من اجراء الفحص الأوتوماتيكي السريع, وطورت حاليا تقنية MICROARRAY ولكن الأهم من كل هذا هو ضرورة عمل خطة استراتيجية للتشخيص لتعتمد على وسائل متنوعة في الإختبارات وعلى استيعاب المختبر وتطوير الخطة بناء على عمل اختبارات جزيئية وهذا يدخل بدوره في عمل ادارة المخاطر وكشف الفيروس بوقت اسرع اضافة الى كونها اكثر ملائمة وتساعد في تامين رعاية الحيوان ولكن لا بد ان تستكمل هذه الطرق بعزل فيروسي الذي يبقى الأداة الأخيرة في تصنيف الفيروس .
نظرا للأهمية الإقتصادية العالية التي يتمتع بها مرض انفلونزا الطيور,اقترحت منظمة OIE ومنظمة FAO انشاء شبكة عالمية علمية سميت OFFLU تضم خبراء من كلا المنظمتين والهدف الرئيسي منها هو تطوير الأبحاث المتعلقة بالمرض وتتعاون الشبكة مع منظمة الصحة العالمية WHO وتتكون من هيئة تنفيذية وهيئة علمية وسكرتارياوفريق من العلماء المشاركين وتضم الهيئة التنفيذية ممثلان عن المنظمتين OIE FAO وتراسها منظمة الـ OIE وتشمل خبراء في مجال التشخيص وعلم الجزيئات وعلم اللقاحات وخبراء حقليين في مرض انفلونزا الطيور وسيتم دعم الهيئة العلمية من قبل السكرتارية عن طريق انتخابها بشكل دوري
ثبت بالتجربة ان استخدام اللقاح لعب دورا فعالا كاداة قوية في تقليص انتاج ونشر الفيروس وحد من الاصابة وشكل جزأ اساسيا من خطة السيطرة على المرض ويجب ان يكون هناك خطة طوارئ تاخذ بعين الاعتبار
و للاسف لايوجد الكثير لمعرفته حول تاثير اللقاح H7-H5 ووبائيته (فترة العدوى وانتقالها وضراوتها )ومازالت الابحاث جارية,و يعتبر اللقاح الخيار المناسب للدول النامية والغير قادرة على مكافحة المرض بشكل فعال, وتحتاج هذه المشاريع استثمارات وتمويل لانجاحها ,وتساعد المنظمات الدولية تلك الدول لرسم سياساتها للسيطرة على هذا المرض .
كماجرى التركيز على أهمية الأمن البيولوجي في السيطرة على المرض فان العديد من البلدان المتضررة بانفلونزا الطيور لا تمتلك سوى امكانيات محدودة لمكافحة الفيروس، حيث تفتقر الى الأدوات الفعالة اللازمة لتشخيص المرض وأنظمة المسح الجوهرية للانذار المبكر والاستجابة السريعة.
وان البلدان المتضررة ماتزال بحاجة الى مزيد من المساعدات لتمكينها من البحث عن العدوى واجراء التحاليل اللازمة, كما ان الخدمات البيطرية فيها بحاجة الى امتلاك أدوات أفضل للتشخيص ومكافحة الامراض، بضمنها اللقاحات التي تعد فعالة، وبأسعار مناسبة، ومأمونة,
واستنادا الى مصادر المنظمة " فان الأمن البيولوجي الجيد أمر حتمي. واذا كنا نفهم متى وكيف وأين تهاجر الطيور البرية، سنكون وقتئذ مستعدين ونعرف متى سنكون حذرين بدرجة أكبر ونقوم باجراءات الرقابة على نحو أفضل وفي الوقت المناسب
ذكرت المنظمة أنه بالاضافة الى المعاناة البشرية فان حالات التفشي الاخيرة لوباء انفلونزا الطيور قد دمرت العديد من الاقتصاديات، حيث انصبت الآثار الرئيسية للوباء على سبل كسب الرزق للمجتمعات الريفية التي تعتمد على الدواجن في سد رمقها.
ومما يذكر أن ما يقرب من 140 مليون طير قد نفقوا أو تم تدميرهم جراء الوباء الآسيوي حتى هذا التاريخ، وان خسارة هذه الأسراب قد تسببت بتحمل الكثير من المزارعين ديونا باهظة. ويقدر اجمالي خسائر الدواجن الحقلية في آسيا خلال عام 2004 بأكثر من 10 مليارات دولار
ختاما
إلى جانب ظهور بؤر اصابة جديدة بالمرض يمكن رؤية حدود النجاح والتفاؤل من خلال استعراض تجارب بعض الدول في الحد من المرض والتحكم فيه باستخدام استراتيجية المكافحة عن طريق التخلص والتحصين .
و الشواهد الحالية تشير الى ان الاتجار بالدواجن الحية، واختلاط أصناف الطيور مع بعضها في الحقول وفي أسواق الطيور، وضعف اجراءات الامن البيولوجي في انتاج الدواجن، تسهم بصورة أكبر في انتشار المرض مقارنة بحركة انتقال الطيور البرية كما يلعب الإنسان دورا مهما كناقل للمرض ويعتبر متهما باحداث عدة اصابات بالدواجن من خلال التلوث الذي يحدثه بتنقلاته بين السوق والمزرعة.