قالت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين ان طفرات طرأت على السلالة الفيروسية (اتش5 ان1) جعلتها اكثر فتكا بالدجاج واكثر مقاومة للظروف البيئية فيما يبدو لكنها لم تزد خطورته على البشر بعد. وتتعلق التغيرات التي تحدث لكل الفيروسات بانماط الانتقال بين الطيور الداجنة والطيور البرية حيث تكتسب طيور البط على سبيل المثال القدرة على نقل الفيروس دون ان تصاب بالمرض. وقالت المنظمة التابعة للامم المتحدة في بيان بموقعها على الانترنت "لكنها (التغيرات) ليس لها اي تأثير معروف على المرض لدى البشر بما في ذلك وسائل انتقاله." وتسبب الفيروس الذي انتقل في الاشهر الماضية من اسيا الى روسيا وافريقيا وغرب اوروبا في وفاة اكثر من 90 مريضا واجبر السلطات الصحية على اعدام ملايين الطيور لمحاولة وقف انتشاره. ووسط حالة من الترقب في غرب اوروبا بعد ان اعلنت المانيا والنمسا وفرنسا وايطاليا ودول اخرى ظهور حالات اصابة بالفيروس بين طيور برية ذكرت منظمة الصحة العالمية ان انتشار الفيروس يدعو الى القلق. وقالت "ظهور الفيروس بين اعداد متزايدة من الطيور في الاونة الاخيرة في عدد من الدول امر يدعو الى القلق من ناحية الصحة العامة. انه يزيد احتمالات الاصابة والعدوى بين البشر." وكانت اكثر المراحل خطورة عندما انتقل الفيروس من الطيور البرية الى الطيور الداجنة وبذلك تعاظم الخطر في افريقيا وبعض انحاء اسيا حيث تعيش الطيور الداجنة في اتصال وثيق مع البشر. ورغم انه لا يزال صعبا ان يصاب البشر بفيروس (اتش5 ان1) الا ان العلماء يخشون من احتمال تحوره بحيث ينتقل بسهولة من انسان الى اخر مما سيؤدي الى تفشي وباء عالمي يمكن ان يودي بحياة ملايين البشر. وقالت منظمة الصحة ان بيانها جاء ردا على تكهنات وسائل الاعلام بشأن اهمية تطفر الفيروس واشارة بعضها الى ان احتمال حدوث وباء اصبح اكثر ترجيحا. وذكرت انه رغم رصد بعض التغيرات في الفيروس الذي يصيب الانسان خاصة في حالة وفاة في تركيا في يناير كانون الثاني الماضي الا ان التأثيرات ليست مفهومة بالكامل بعد وأنها حالات فردية فيما يبدو. ولا يزال العلماء عاجزين عن تحديد التغيرات الجينية الطافرة التي يحتاجها الفيروس ليسهل انتقاله من انسان الى اخر مما يؤكد الحاجة الى مراقبة دقيقة من خلال فحص جميع الحالات. لكن المنظمة قالت انه حتى الان "لا يوجد دليل.. من اي مواقع انتشر فيها الفيروس على انه زاد قدرته على الانتقال بسهولة من انسان الى اخر." من جانبها أكدت المنظمة العالمية لصحة الحيوانات التي تتعقب تفشي الأمراض بين الحيوانات حول العالم، تسجيل إصابات بفيروس H5N1 الفتّاك لمرض أنفلونزا الطيور بين الدواجن في 27 دولة. ووفق ما نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني فإن دولتين من السبع والعشرين سجل لديها ظهور سلالة من فيروس H5N2 وكانت تايوان الدولة الوحيدة التي اعترفت بظهور فيروس H5N2 لديها. وقالت المنظمة إن الفيروس H5 ظهر في البوسنة والهرسك وفرنسا والعراق ولاوس والفلبين، إلا أنه لم يتم بعد تحديد وجود للسلالة القاتلة. أما الدول التي سجل لديها ظهور للسلالة المميتة من الفيروس H5N1 منذ العشرين من فبراير /شباط الجاري هي: النمسا، أذربيجان، بلغاريا، كمبوديا، الصين، كرواتيا، مصر، ألمانيا، اليونان، هونغ كونغ، الهند، إندونيسيا، إيران، إيطاليا، اليابان، كازاخستان، كوريا، ماليزيا، منغوليا، نيجيريا، رومانيا، روسيا، سلوفينيا، تايلاند، تركيا، أوكرانيا وفيتنام. ووفق القائمة فإن كل من كوريا واليابان أكدتا تسجيل إصابات بفيروس H5N2. وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن 175 شخصا حول العالم التقطوا عدوى الإصابة بفيروس H5N1 الفتّاك منذ عام 2003 وأن 92 منهم توفوا. وأضافت المنظمة أن معظم الوفيات حدثت في فيتنام وإندونيسيا. فقد سجلت فيتنام 93 إصابة بين البشر، توفى منهم 42 شخصا. أما إندونيسيا فسجلت إصابات لدى 26 شخصا توفى منهم 19. بموازاة ذلك، تواصلت عملية إعدام الدواجن الاثنين في ولاية "ماهاراشترا" غرب الهند، بعد يومين من كشف ثلاث إصابات بمرض أنفلونزا الطيور بين مزارع الدواجن المنتشرة فيها. القصة كاملة. وتنوي السلطات الهندية إعدام ما يصل إلى 700 ألف من الطيور والدواجن تقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من المنطقة التي سجل فيها إصابات بالمرض. وأضافت مصادر رسمية أنه سيتم تعويض المزارعين المتضررين من هذا الإجراء. على صعيد متصل اكدت منظمة الصحة العالمية في مطلع الاسبوع الحالة رقم 19 للوفاة بانفلونزا الطيور بين البشر في اندونيسيا. ووقعت ثمان حالات وفاة مؤكدة في اندونيسيا في عام 2006 مما يجعل اندونيسيا الدولة ذات العدد الاكبر من وفيات انفلونزا الطيور هذا العام. ورفعت الحالة الجديدة التي تأكدت في الاونة الاخيرة عدد الاصابات في اندونيسيا الى 26 نجا سبعة منهم فقط. وبلغ العدد الكلي للوفيات من فيروس (اتش 5 ان1) لانفلونزا الطيور 92 منذ عودته الى الظهور في اواخر عام 2003. وفيما يلي قائمة بحالات الاصابة البشرية والوفيات من فيروس (اتش 5 ان1) من مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف. ويشمل العدد الكلي الناجين. الوفيات العدد الكلي للحالات كمبوديا 4 4 الصين 8 12 اندونيسيا 19 26 العراق 1 1 تايلاند 14 22 تركيا 4 12 فيتنام 42 93 المجموع 92 170 وعادة ما تستغرق الاختبارات المبدئية يوما او اثنين لتأكيد اصابة شخص بفيروس (اتش 5 ان 1). كما يمكن ان تستغرق الاختبارات الاكثر تفصيلا في المختبرات الحكومية او التابعة لمنظمة الصحة العالمية اسبوعا او اكثر. ويظل الفيروس (اتش 5 ان1) فيروسا يصيب الطيور لكن الخبراء يخشون ان يتحول الى شكل يمكن ان ينتقل بسرعة من شخص الى اخر ويكتسح العالم ليقتل الملايين خلال اسابيع او شهور. وحتى الان يمكن ان ترجع معظم حالات الاصابة البشرية الى الاتصال المباشر او غير المباشر مع الطيور المصابة. |