مع بداية السنة الدراسية لطلاب المراحل المتقدمة والجامعات، تزداد المخاوف لدى الطلاب تجاه التحصيل الأكاديمي، خاصة أن المرحلة الجامعية لها التأثير الأكبر على المستقبل العلمي للطالب في السنوات اللاحقة، كما أن تحصيله فيها يحدد جزءاً هاماً من الحياة المهنية.
لذا أعد لكم نصائح مهمة وغير تقليدية بغالبيتها؛ لتزيد من فرص نجاحكم، ولتساعدكم على استغلال قدراتكم بأقصى ما يمكن، وذلك اعتماداً على مجموعة من الكتابات لمختصين في علم النفس، وبناء على دراسات سابقة معروفة.
- انسَ الحاسوب!
هذه هي النصيحة الأولى... لا تعتمد على الحاسوب في تلخيص المواد وكتابتها في كل الأوقات، خاصة عندما تدرس موادَّ مهمة للحفظ؛ فالكتابة باليد تدفع الدماغ إلى معالجة المعلومات بشكل أعمق من الكتابة على لوحة المفاتيح، مما يجعل المعلومات المكتوبة باليد أسهل للتذكر وقت الحاجة. كما أن استخدام الحاسوب في المحاضرات والدروس يقلل من احتمال فهمك أنت ومن حولك لما يقوله المدرّس.
- ادرس بذكاء!
على الرغم من شيوعها واعتماد غالبية الطلاب عليها، فإن طريقة الدراسة التقليدية واستخدام الأقلام الملوّنة لتظليل الجمل المهمة، وكتابة الملخصات، ليست الطريقة المثلى لضمان تذكر المعلومات. بالمقابل يعتبر التفاعل مع هذه المواد صوتياً؛ بقراءتها بصوت عال، ومحاولة شرحها لنفسك أو للآخرين، وترديدها، أفضل للتذكر لاحقاً، هذا إلى جانب إجراء اختبارات شخصية لنفسك بعد إنهاء المذاكرة.
- اسكن مع صديق ذكي!
قد يبدو الأمر غير مهم بظاهره، لكون الذكاء ليس أمراً معدياً، لكن تكمن أهمية اختيار الشريك المناسب للسكن في أن الأمر يؤثر على الجو العام للمنزل. فالشريك الذكي والمهتم بدراسته يتبع عادات وسلوكيات من المؤكد أنها تساعده على الحصول على نتائج جيدة، وكونك تشاركه الحياة اليومية ستتأثر أنت أيضاً إيجابياً بسلوكياته المحفزة للدراسة.
- اختر الحلقات الدراسية بدلاً من المحاضرات!
ما الفرق؟ هناك فرق بين أن تكون واحداً من بين 200 طالب يستمع لمحاضرة في الجامعة، ويكاد الأستاذ لا يتذكر اسمك ولا وجهك، وبين أن تكون في حلقة دراسية فيها فقط 10-15 طالباً بتواصل مباشر مع الأستاذ، وهو ما يحفز النقاشات وطرح الأسئلة، ويضمن استفادة أكبر، ويقلل من احتمال نسيان المعلومات، ويزيد من قدرتك على التركيز في الدرس.
- لا تستهن بملابسك!
للملابس تأثير أيضاً على سلوك الطالب، حتى إن لم ينتبه أو يعترف. فهناك ارتباط شرطي يتشكل مع الوقت بين ما نرتديه، وبين ما نحن بصدد فعله، ولك أن تلاحظ ذلك عندما ترتدي ثياب النوم؛ إذ تفقد الاستعداد لإنجاز أعمال أخرى متعلقة بالدراسة أو العمل. لذا ينصح أن ترتدي ثياباً مريحة إلى الجامعة، لكنها في نفس الوقت تتسم بالجدية وتبدو رسمية، وذلك ينطبق على حذائك أيضاً... لا تنتعل حذاءً منزلياً في الجامعة أو العمل!
- العلكة مفيدة!
ربما تذكر حظر مضغ العلكة خلال الحصص في المدرسة، وأن عقاب من يفعل ذلك كان وخيماً... يبدو أن المعلمين لم يكونوا على حق بذلك، فقد بيّنت دراسة للباحثة البريطانية كيت مورغان، أن مضغ العلكة يحفّز الذاكرة، ويحسّن من قدرتك على التركيز، لكن هذا لا يعني أن مضغ العلكة يشمل إزعاج الآخرين فيها.
"تعدد المهام".. كذبة!
لا تقنع نفسك بأنك قادر على التركيز في 5 مهام في نفس الوقت... لا بد أن تساعد نفسك على التركيز التام خلال الدرس لضمان استيعاب القدر الأكبر من المعلومات ومعالجتها بشكل جيد يفيدك لاحقاً. وإن مجرد الاستماع لصوت المحاضر، وفهم ما يقول في تلك اللحظة، لا يعني أنك ركّزت في كلامه، لذا عليك أن تغلق هاتفك وتضعه جانباً، وألا تجعل من المحاضرة وقتاً للإجابة على البريد الإلكتروني والرسائل النصية، لأن ذلك يجعلك أقل إنتاجية.
- زر المتاحف!
لزيارة المتاحف الكثير من الفوائد التي لا نعرفها، وللتجول فيه تأثير إيجابي على النفس. فبحسب الطبيبة سمانثا بوردمان البريطانية، فإن زيارة المتحف، والتمعن بالقطع الفنية، يقلل من الضغط والتوتر، ويزيد من قدرة الإنسان على التفكير النقدي إلى جانب أنه يعزز مهارات تفكير أخرى.
- لا تدرس كثيراً .. بل ادرس بجد!
في الفترة الجامعية لا يتعلق نجاحك بعدد ساعات دراستك بقدر ما هو متعلق بجودة دراستك خلال هذه الساعات. ولهذا ينصح بأن تقسّم دراستك على مقاطع زمنية مكونة من 25-30 دقيقة، تكون بكامل تركيزك فيها، ومن ثم تأخذ استراحة قصيرة وتعود لتدرس بتركيز خلال 25 دقيقة أخرى... لذا لا ترهق نفسك بالجلوس لساعات متواصلة.
إلى جانب ذلك، هناك مختصون ينصحون بأن تقسم فترات الدراسة إلى ساعة تتبعها نصف ساعة استراحة، وهو ما يضمن رفع جودة الاستيعاب خلال هذه الساعة، وتعتبر الاستراحة محفزاً نفسياً للطالب ليدرس بجد خلال هذه الساعة.
- لا تجلس طوال الوقت في المحاضرة!
وكما ذكرنا في تقرير سابق لـ "الخليج أونلاين" فإن الوقوف فترة من الزمن أثناء العمل أو المحاضرات يزيد من التركيز، ويرفع من قدرتك الاستيعابية، لذلك قم من مكانك خلال المحاضرة واستمع لجزء منها خلال الوقوف.
كما أن الذهاب مشياً إلى الجامعة وعدم الاعتماد بشكل كامل على المواصلات والسيارات، يفيد العمليات الدماغية كثيراً، ويزيد من قدرتك على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، ومقارنة الأفكار بعضها ببعض والمفاضلة بينها.
- خربش!
لا داعي لأن تكتب كل ما يقوله الأستاذ، بل ينصح بأن ترسم أشكالاً وخربشات بحرّية أثناء إنصاتك للمحاضرة، فبحسب دراسات سابقة اتضح أن الطلاب الذين يتميزون بالخربشات أثناء الدرس كانوا أكثر ارتباطاً بالمادة والأستاذ من الطلاب الذين لا يرسمون خلال الدرس!