جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ما أن عاد فريتز إيجن، وهو سبعيني صاحب مزرعة دواجن بمنطقة سانت هيوبيرت في بلجيكا، إلى مزرعته التي غاب عنها لمدة ثلاثة أيام حتى لاقى مصيره المحتوم عندما باغتته الدواجن الجائعة الهائجة، وانقضت عليه كما النسور الضارية، وانهالت عليه قضماً ونهشاً، فالتهمته حياً. وكان المنظر مرعباً ومروعاً ورهيباً حتى أن رجل شرطة، هالته الصدمة مما حدث، فوصفه قائلاً: «لم يكن هنالك من شيء تبقى سوى العظام وبقايا الشعر والحذاء والملابس». وقد بدأت فصول هذه القصة الفظيعة عندما غادر إيجن سيئ الطالع مزرعته جنوبي سانت هيوبيرت على متن شاحنة محملة بالبطاطس والبنجر.
أما الابن المكلوم كيرت البالغ من العمر 41 عاماً، فقد تحدث عن والده قائلاً: «كان أبي يحمل الخضار إلى السوق، كدأبه في كل مرة، حيث كان يقوم بذلك بمعدل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع خلال موسم الخضار». وأضاف كيرت بقوله: «لقد درج أبي على الاعتناء بدواجنه وتعهدها بالرعاية الحقة. ولهذا فأنا متأكد من أنه أطعمها قبل أن يغادر المزرعة. ومن الوارد أنه ترك لها ما يكفيها في ذلك الصباح، لأنه كان يتوقع العودة إلى منزله قبيل العصر كالمعتاد».
بيد أنه بينما كان منعطفاً بشاحنته في طريقه إلى المدينة، جاءت سيارة مسرعة فانحرفت الشاحنة بعيداً عن الطريق فهوت في واد سحيق، مما تسبب في إصابة إيجن بكسر في الترقوة وارتجاج عنيف، تم نقله على إثرها إلى المستشفى. وكان كيرت الذي يعمل محاسباً قد أدلى بتصريحات صحفية في وقت لاحق قال فيها: «إن الحادث وقع في يوم الأربعاء ومكث أبي في المستشفى حتى يوم السبت». وأردف كيرت يقول: «ترمل أبي وأصبح يعيش في المزرعة بمفرده، وبالتالي ليس هنالك من يعتني بالموقع بعد أن غادره. وقد ترك لي عدة رسائل يطلب مني فيها أن أذهب إلى المزرعة لاطعام حيواناته ودواجنه. ولكنني أعتقد أنه فات عليه أننا - زوجتي وأنا - كنا خارج المدينة في ذلك الأسبوع». وعندما خرج إيجن البالغ من العمر سبعين عاماً من المستشفى في نهاية المطاف، توجه إلى منزله وهو يئن من الألم ويعاني من الملل ويشكو ويتبرم طيلة المشوار الذي تبلغ مسافته 12 ميلاً. ويسترجع دانتي فريسل سائق سيرة الأجرة التي أقلت إيجن شريط ذكرياته قائلاً: «بدا الرجل مترنحاً من جراء الأدوية التي تناولها. وقد ظل يتحدث بلا انقطاع عن دواجنه وكيف أنها تتضور جوعاً. وقال إن دواجنه قد تأكل أي شيء يقع على عينها من شدة الجوع، وبما أنها مكدسة مع بعضها البعض، فإنها سوف تبدأ تأكل بعضها بعضاً إذا أصبحت جائعة بالفعل ولم تجد ما تسد به رمقها». وأشار فريسل إلى أن إيجن دفع أجرة المشوار ثم دلف إلى مزرعة الدواجن بينما غادرت سيارة الأجرة المتوقع.
وبعد يومين، ذهب كيرت إلى المزرعة للبحث عن والده فعثر على رفاته فاستوثق من وفاته.
وقد أكد موريس ديلاكورت موت إيجن بقوله: «ليس هنالك أدنى شك في ما حدث. لقد دخل القتيل إلى قفص الدجاج، وأغلق الباب وراءه، ثم تعرض للنقر حتى الموت».
واستطرد موريس يقول: «لقد اعتدت أنا وأفراد عائلتي على شراء الدواجن من إيجن، ولكنني لا أعتقد إطلاقاً أنني سوف أستطيع أكل أي من دواجنه بعدما علمت بما أكلته تلك الدواجن».
|