لكن نعلم يقينا أن الهواء قد يكون ملوثا وناقلا للأوبئة والفيروسات..والماء قد يكون عكرا او يحمل بويضات وعدوى للامراض والطعام قد يكون مسموما او فاسدا او معششا بالحشرات..

ومن وسائل اخذ الحيطة والحذر للحفاظ على الصحة والبعد عن الامراض والاوبئة هو الانتقاء مابين الاطعمة والاشربة واماكن الهواء النقي..والبعد عن الاماكن الموبوئة والاشخاص المرضى..وكثير من الاحتياطات الاخرى ..لكن

ولنفرض ان هناك شخص جلس وسط مكان موبوء وصديقه مصاب وقد تحصن المصل الواقي من المرض لكن ق يكون التحصين ضعيفا فلابد ان يصاب حتى لو بنسبة بسيطة..

هذا في الجسم...لكن

لن ننسى أن الروح هي ايضا كالجسم في اصابتها بالمرض وتعرضها للخطر وفي حاجتها للحذر والحيطة والى المصل الواقي...

كيف ذلك؟!

هل اختبرت مناعة روحك ضد الامراض المتفشية في هذا الزمان؟

نعم..الحقيقة..إن أرواحنا تتعرض لضغوطات ومنغصات والى مغريات وملهيات ...ارواحنا في الحياة معرضة للوباء وهو هنا  له معنى آخر(الاحباطات والساوس ,الخواطر السيئة ,الشعور بالنقص والدونية والتيه والتخبط والبقاء في القاع) هيكلها امراض تصاب بها الروح عندما تضعف مناعتها عندما تهمل نصيبها من المصل الواقي الذي يحميها من كل هذه الاوبئة..وعندما تصاب الروح بالمرض تشل وتعجز عن الحركة.

إن التحصن هنا يختلف عن تحصين الجسم..فروحنا تحتاج لغذاء سليم يناسبها ولماء تروي به سقمها وهواء ينعشها ويجعلها تسمو عاليا..

كل تلك الوسائل والطرق تعتبر وسائل خاطئة للتحصن من المرض الروحي..كمن اراد ان يبتعد عن مرض الجدري ليصاب بمرض الحمى (وكله مرض وأذى)

فالروح علاجها وشفاءها ووقايتها ..بالرجوع الى من أوجدها لتأخذ منه مصلا واقيا لها ضد متاعب الحياة وضغوطاطها وامراضها..

باليقين بان الروح ستعود الى عالم آخر بعد هذا العالم..لتحلق عاليا بعيدا عن مراثن الحياة وأوبئة العصر