<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تكنولوجيا التعليم
لا شكَّ أن التكنولوجيا تؤثِّر بشكل كبير على مستخدميها في كافة المجالات، ولعل من أبرز تلك المجالات المجالَ التعليمي؛ فقد تُسهم التكنولوجيا في العملية التعليمية بشكل كبير إذا تم توظيفها بشكل جيد يُفيد الطلاب ويُساعِدهم في عملية التحصيل الدراسي، ولكن الأهم هو أن لا يتمَّ إساءة استخدام التكنولوجيا فيما يضرُّ الطلاب؛ من إدمان الطلاب على الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، وتَضييع الوقت أمام تلك الأجهزة فيما لا ينفَع، إلى جانب الاعتماد الكلي عليها وإغفال الدور المُهمِّ للعقل، الذي هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية.
أهمية التكنولوجيا بالنسبة للطلاب والمعلمين:
للتكنولوجيا دور كبير في حياتنا المُعاصِرة في كل مجالات الحياة، ولكنْ هناك دور بارز جدًّا لها، وهو استخدام التكنولوجيا في المنظومة التعليميَّة، فقد وفرت التكنولوجيًا كثيرًا من الجهد والعناء للطلاب، خاصة بعد تزايُد أعداد السكان في عدد من الدول، واتجاه البعض إلى التعلم عن بُعد عن طريق الإنترنت أو ما شابه ذلك، كما أن التكنولوجيا تواجه النقص في أعداد المدرسين والأساتذة، وذلك من خلال الدروس المكتوبة على الحواسيب، كما أن التكنولوجيا أدَّت إلى انتشار التعليم بشكل كبير، فأصبح الكل يتعلم، ليس شرطًا أن يكون التعليم تعليمًا أكاديميًّا بشهادات، ولكن التعليم يتضمن أيضًا تحصيل المعلومات وما شابه ذلك، كما أن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في ظهور أشكال جديدة للتعلم وهي التعليم المفتوح الذي يعتمد على الاختبارات فقط، ويقوم المتعلم باستِخدام الأقراص المُدمَجة والحواسيب وما شابه ذلك، كما أن هناك نمطًا آخَر وهو التعلم عن بُعْد، وهو يتمُّ عن طريق استِخدام الإنترنت في التعلم والاختبارات، وغالبًا ما يكون من دولة لأخرى، كما أن للتكنولوجيا دورًا كبيرًا بالنسبة للطلاب؛ حيث توفِّر وسائل جيدةً للتذكُّر الجيد للمعلومات من خلال جذب الطلاب وتشويقهم لتلقي المعلومات، كما أنها تُسهِّل عملية تخزين المعلومات للطلاب وإجراء الرسومات الهندسية وما شابه ذلك، أما بالنسبة للمُعلِّمين فإنها تُوفِّر الوقت والجهد، وتساعدهم في تحصيل المعلومات وتحضير دروسهم، إلى جانب التواصل السهل مع طلابهم.
إذا نظرنا إلى أهمية التكنولوجيا بالنسبة للمُعلِّمين، فإن الدراسات أشارت إلى أن 5 من أصل 6 مدرسين في العام 2013 حول العالم يقومون باستخدام الحاسوب في عملية التعليم، وأن 4 منهم يَستخدِمون الإنترنت في الاختبارات وكتابة شرح للدروس التي يُقدِّمونها، وأكَّدت الدراسات أن 2 منهم يتواصلان مع طلابهما على الشبكة العنكبوتية، و2 آخران يقومان برفع مواد تعليمية على الإنترنت ومواقع الدراسة، أما بالنسبة للطلاب فقد أظهرت التقارير أن نسبة 40% من طلاب المرحلة الابتدائية يستخدمون الحاسوب، وأن منهم 10% فقط يَدخُلون إلى الشبكة العنكبوتية، و30% يستخدمون الحاسوب في اللهو أو التعلم ولكن بدون الإنترنت، وأكدت الدراسات أنه بالنسبة لمرحلة التعليم المتوسط، فإن 80% من الطلاب يَستخدِمون الحاسوب، وأن منهم 65% يستخدمون شبكة الإنترنت مقابل 15% فقط لا يَدخُلون على شبكة الإنترنت، وأخيرًا قالت الدراسات: إن 98% من شباب الجامعات يَستخدِمون الحواسيب، وإن منهم 93% يستخدمون الإنترنت مقابل 5% فقط لا يستخدمونه، ولكنهم يستخدمون الحاسب.
أضرار وسلبيات ومعوِّقات التكنولوجيا:
التكنولوجيا على قدر أهميتِها وفائدتها في العملية التعليمية لكل من الطلاب والمُعلِّمين، ولكن التعليم شأنه شأن كل المجالات التي أثَّرت فيها التكنولوجيا وتركَت فيها بعض الآثار السلبية، وأول السلبيات التي أتَت بها التكنولوجيا هي في المجال التعليمي؛ فقد أشارت الدراسات إلى أن 89% من الطلاب يستخدمون الحاسوب والإنترنت، وأن منهم نسبة 11% مُدمِنون على شبكة الإنترنت، وأن 42% منهم متوسطو الإدمان، وأن 36% غير مدمنين على الإنترنت، والإدمان لا يشمل الإدمان على المواقع التعليميَّة ولكنه مبني على كل المواقع، كما أن للتكنولوجيا في التعليم بعض المعوِّقات التي تدور حول أن أجهزة الحاسوب لا يُمكِنها الإجابة عن جميع الأسئلة التي يطرحها الطلاب، كما أن كثيرًا من أجهزة الحاسوب لا يَنطِق الكلمات والحروف بشكل جيد، كما أن للمعلم دورًا رئيسًا لا يمكن الاستغناء عنه؛ يتمثَّل ذلك الدور في نطْق الكلمات الصعبة على الطلاب، وأن المُدرس قدوة للتلاميذ ويقلدونه في كثير من الأشياء، وهو ما لا يُمكِن توفيره في الحاسوب، كما أن العملية التعليمية تَعتمِد بالأساس على المناقشة بين المدرِّسين والطلاب، وهو ما لا يُمكِن توفيره في الحاسوب.
وتؤثِّر أيضًا التكنولوجيا على الجانب الآخَر في نقل المعلِّم للمادة من الحاسوب كما هي دون فَهمِها أو استيعابها، وعدم الإلمام بها بشكل كامل، كما أن الاعتِماد الكلِّي على التكنولوجيا سواء من جانب الطلاب أو المدرِّسين ينزع الروح من العملية التعليمية، إلى جانب اقتِصار التفكير وتقليص البحث والفِكر، فضلاً عن غياب الاحتكاك بين الطلاب ومُدرِّسيهم، وهو ما يؤدي إلى فتور العلاقة بينهم، وبالنسبة للطلاب فقد تؤثِّر التكنولوجيا على سلوكهم العام من خلال الدخول على المواقع الإباحية وما شابه ذلك؛ حيث أشارت الدراسات أن 57% من الطلاب مُستخدمي الإنترنت قد طالعوا مواقع إباحية، وهو أمر في غاية الخطورة، فيجب التوعية بخطورة مثل تلك المواقع على الطلاب في كافة الجوانب، الصحية والنفسية والتحصيلية.
الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في العمليَّة التعليمية:
لا أحد يستطيع القول بأن التكنولوجيا أثرت بالإيجاب بشكل كامل على العملية التعليميَّة، ولا يُمكن القول أيضًا بأن كلها سلبيات فقط؛ فكل شيء له إيجابياته وسلبياته، ولكن الأهمَّ من ذلك هو التعرف على الطريقة الصحيحة والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في العملية التعليمية؛ وذلك حتى لا تتحول التكنولوجيا إلى نقمة على العملية التعليمية، فالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا يَكمُن أولاً في تحديد أي المناهج أو المواد التعليميَّة التي يُمكِن أن تدرَّس عبر الإنترنت أو الحاسوب، وأيها يتطلب وجود مدرسة وفصل دراسي ويَحتاج المنظومة التعليمية كاملة، فهُناك مجالات مثل المجالات النظرية؛ مثل الآداب، وما إلى ذلك يُمكِن أن تدرَّس عبر الإنترنت، ولكن المواد العِلمية مثل الطبِّ والهندسة وما إلى ذلك، فلا بدَّ وأن يقوم الطالب بالتجريب حتى تتَّضح له المعلومات، وهي تتطلب ضرورة وجود أساتذة ومُدرِّسين ومعامل.
وهناك شيء آخر وهو اختيار الوسيلة التي سيتمُّ من خلالها التعلُّم، فهناك مواد يُمكن أن يتمَّ دراساتُها وحفظها عبر ملفات "الوورد"، ويتمُّ حفظها على الحاسوب، وهناك أشياء أخرى تفاعليَّة تتطلب وجود شبكة إنترنت، وهي تعتمد إما على التواصل مع المدرس أو الأستاذ مباشرة عبر شبكة الإنترنت، وإما أن تكون برامج ومواقع تفاعليَّة، كما أن هناك عاملاً مهمًّا جدًّا يجب التأكيد عليه والالتزام به، وهو اختيار التعليم التكنولوجي على التعليم التقليدي من خلال البيئة التي يعيش فيها الطلاب، أو بشكل أدق البيئة التي سيعمل فيها الطلاب بعد التخرُّج، فلا يجوز أن يتمَّ تدريب الطالب على التكنولوجيا الحديثة، وهو في الأساس سيَعمل عملاً تقليديًّا جدًّا لا يحتاج إلى ذلك، والعكْس صحيح، ويأتي الدور الأكبر على المُدرِّسين والآباء من تعليم الأبناء وتوعيتِهم بخُطورة المواقع الإباحية الصحية والنفسية التي من المُمكِن أن يصل إليها الطلاب، فضلاً عن توعيتِهم بأهمية الوقت وخطورة تضييعِه في التصفُّح على مواقع لا تُفيدهم.