اشارت دراسة المانية جديدة اجريت في قسم العلوم الكيميائية السريرية بجامعة ورزبيرغ، الى ان هناك علاقة بين الاضطرابات المناعية ومرض قصور او فشل القلب الذي يصيب خمسة اشخاص من بين مائة ألف نسمة من عدد السكان.
ووضحت الدراسة ان الجهاز المناعي يمكن ان يفرز بعض الاضداد المناعية التي لديها القدرة على مهاجمة الخلايا القلبية والتأثير فيها، وذلك على غرار ما يحدث في الامراض المناعية الاخرى.
ويعتقد الاطباء ان الاضطراب المناعي لدى بعض الناس من شأنه ان يؤدي الى قصور القلب الاحتقاني Congestive heart Failure الذي يؤدي بشكل عام الى ضيق في التنفس وتحدد في الحركة، ونقص الاكسجة الخلوية بشكل عام، واحتقان الاوردة في نسيج الجسم ووذمة، او احتقان الرئة، وضخامة الكبد، وتورم الاطراف.. الخ. وبالنهاية يؤدي الى الموت.
وتوصل العلماء الالمان الى هذه النتيجة، اي علاقة الجهاز المناعي بالقصور القلبي من خلال دراسات مقارنة مطولة بين الذين يعانون من قصور قلبي احتقاني بسبب الذبحات القلبية والامراض الدموية الاكليلية، والذين يعانون من قصور قلبي ليست له علاقة بأمراض القلب الوعائية، كذلك من خلال مقارنة الفئتين السابقتين مع الناس العاديين الذين يتمتعون بصحة جيدة.
ووجد بعد تحليل النتائج ان 26 في المائة من المرضى الذين يعانون من قصور قلبي اتساعي Dilated heart Failure لديهم اضداد مناعية ذاتية Auto-antibodies تهاجم مناطق محددة من القلب تدعى مستقبلات بيتا الادربنرجية bea - adrenergic receptors مما تؤدي الى تحريض القلب على زيادة نشاطه، وبالتالي يزداد عدد ضربات القلب بالدقيقة.
وبالمقارنة وجد ان 10 في المائة فقط من المرضى الذين يعانون من قصور القلب بسبب مرض قلبي آخر، لديهم ارتفاع في الاضداد المناعية.
اما الناس الطبيعيون فإن الاضداد المناعية لديهم التي تهاجم مستقبلات بيتا فلا تتجاوز الواحد في المائة بشكل عام.
وقال الدكتور فريتز بويج الذي اشرف على هذه الدراسة، ان هذا البحث قد يفسر فائدة الادوية المثبطة لمستقبلات بيتا في معالجة القصور القلبي. فهذه الادوية تعاكس عمل الاضداد المناعية التي تزيد من سرعة ضربات القلب، وبالتالي يحدث تباطؤ في نظم القلب بعد تناول الادوية وتخف حدة القصور، او الفشل القلبي.
وقال الدكتور رولاند جانس من قسم الامراض القلبية في الجامعة ذاتها ان بعض الذين يعانون من القصور القلبي لديهم زيادة في افراز هورمون الادرينالين الذي يزيد من سرعة نبضات القلب، وارتباط هذا الهورمون مع مستقبلات بيتا يؤدي الى زيادة سرعة القلب وازدياد التقلص القلبي.
ووجد ان الاضداد المناعية التي تهاجم مستقبلات بيتا تطيل فترة تأثير هورمون الادرينالين على القلب.
وعلق الاطباء البريطانيون على هذه الدراسة بقولهم انه من المبكر حاليا الحكم على علاقة الجهاز المناعي بالقصور القلبي، ويحتاج الامر الى دراسات مكثفة لاثبات هذه العلاقة.
ومن المعروف ان نسبة عالية من حالات قصور القلب غير معروفة السبب، لذلك يمكن اعادة اسباب بعضها الى الجهاز المناعي. وهناك حالات من قصور القلب تحدث نتيجة للكحولية والالتهابات الفيروسية والتسمم ببعض المواد الكيميائية. ويحدث القصور القلبي بسبب الاضطرابات او التشوهات الولادية مثل الفتحات او الثقوب في الحواجز القلبية الموجودة بين البطينين والاذنتين. لذلك يحدث القصور القلبي بعد اصابة دسامات او صمامات القلب سواء بالتضيق او الاتساع او القصور.