تم اختبار عدد من الأمصال التي استخدمت فيها فيروسات حية مُوهَنة (تم إضعافها) لعدة سلالات من فيروس إتش فايف إن وان المسبب لأنفلونزا الطيور، على حيوانات التجارب ونجحت في وقاية الحيوانات من الإصابة بفيروس إتش فايف إن وان.
والنتائج التي توصلت إليها التجارب التي أجراها المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، وهو جزء من المعاهد القومية للصحة بالولايات المتحدة، تعتبر مشجعة كذلك حسبما يقول الباحثون، لأنها تبين القدرة على إنتاج مصل يعتمد على سلالة معينة من فيروس إتش فايف إن وان ويُحتمل أن يقي من ظهور سلالات مختلفة من الفيروس.
تولى قيادة فريق البحث باحثان كبيران هما الدكتور كانتا سوباراو والدكتور برايان ميرفي من مختبر الأمراض المعدية التابع للمعهد.
وتمت الدراسة نتيجة اتفاق بين معهد أمراض الحساسية والأمراض المعدية وشركة ميد إيميون للتكنولوجيا الحيوية بولاية ميريلاند.
وصرح الدكتور إلياس زرهوني، مدير المعاهد القومية للصحة بالولايات المتحدة، بأن هذه الدراسة "نموذج ممتاز" للتعاون بين قطاع الصناعة والمعاهد القومية للصحة من أجل التوصل إلى حلول علمية للمشاكل المحتملة بالنسبة للصحة العامة. إن إنتاج مصل يمكن أن ينجح في الوقاية من تفشي الأنفلونزا كوباء يعتبر في مقدمة أولوياتنا جميعا."
* الاستعداد لاحتمال تفشي وباء:
حتى شهر أيلول/سبتمبر، 2006، تأكدت الإصابة البشرية بفيروس إتش فايف إن وان المسبب لأنفلونزا الطيور في جميع أرجاء العالم في 244 شخصاً، ونتج عنها وفاة أكثر من 50% من المصابين، حسبما قالت منظمة الصحة العالمية.
وما يخشاه المسؤولون عن الصحة في العالم هو تحور الفيروس (إتش فايف إن وان) ليصبح سهل الانتقال بين البشر، مما قد يسفر عن انتشار الأنفلونزا كوباء نظرا لأن البشر ليست لديهم مناعة ضد ذلك الفيروس بسلالاته المختلفة.
ومن جانبه، صرح الدكتور أنتوني فوتشي مدير المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، بأنه "لو أن تفشي وباء الأنفلونزا أصبح وشيك الحدوث أو كان في طريقه إلى ذلك، فإننا سنحتاج إلى مصل يمكنه تحفيز المناعة بسرعة، ويكون من الأفضل أن يحفزها بجرعة واحدة."
وأضاف الدكتور فوتشي أن نتائج الدراسة تقول "إن الأمصال التي انتجت باستخدام سلالات حية موهنة من فيروس إتش فايف إن وان قد تكون قادرة على تحفيز المناعة بسرعة. وإننا نجري مزيدا من الأبحاث على هذا المصل كواحد من عدة أدوات نأمل في أنها ستكون متوفرة لدينا لو حدث وباء الأنفلونزا."
* الدراسة:
أنتج فريق البحث المكون من شركة ميد إيميون والمعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية ثلاثة أمصال بمزج البروتينات المستخرجة من سلالة أوهنت بطريقة صناعية من فيروس الأنفلونزا مع بروتينات معدّلة مشتقة من سلالة خطيرة من فيروسات إتش فايف إن وان.
والسلالة الخطيرة من فيروسات إتش فايف إن وان تم استخراجها من حالات إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور حدثت في هونغ كونغ في العامين 1997 و2003، وفي فيتنام في العام 2004.
ويذكر أن المصل الذي يعتمد على فيروس أنفلونزا تم إضعافه كان أيضا الأساس المستخدم في تصنيع مصل الأنفلونزا الذي أنتجته شركة ميد إيميون – وكان عبارة عن رذاذ يُرش داخل الأنف ويُستنشق صُرّح باستخدامه وتداوله في السوق في العام 2003 – وكان الفيروس المستخدم في ذلك المصل تمت تنميته في المختبر في ظل درجات حرارة تتزايد برودة مما يمنع الفيروسات الناجمة عن المصل من الانتشار والإصابة بالمرض عندما تتجاوز المنطقة العلوية من الجهاز التنفسي الذي يتميز بدرجة برودة نسبية.
وتم إنتاج كميات كبيرة من الفيروسات في بيض الدجاج، واختُبر مدى سلامتها على الدجاج والفئران.
من ناحية أخرى شوهدت السلالات الأكثر ضراوة من فيروس إتش فايف إن وان وهي تتضاعف في رئة ومخ الحيوانات. ولذلك فإن الباحثين اختبروا قدرة الفيروسات المستخرجة من حالات العامين 1997 و2004 على التضاعف في حيونات التجارب، كإجراء وقائي.
وكانت النتيجة أن الفيروسات المستخدمة في المصل تضاعفت في الجهاز التنفسي للفئران لكنها لم تنشر إلى المخ. بينما لم تتضاعف على الإطلاق لا في الرئة ولا في المخ لدى نوع آخر من القوارض التي أجريت عليها الاختبارت.
ولتقييم قدرة الأمصال على الوقاية أعطى الباحثون الفئران جرعة واحدة من المصل بالتنقيط داخل الأنف. ونجت كل الفئران من الإصابة باستخدام المصل الذي استعملت فيه الفيروسات المستخرجة من حالات الإصابة بالفيروس الضاري إتش فايف إن وان في حالات الإصابة به خلال العامين 1997 و2004، بالإضافة إلى سلالتين حديثتين أخريين من فيروس إتش فايف إن وان اكتُشف انتشارهما في فيتنام وإندونيسيا في العام 2005 .
أما الفئران التي تلقت جرعة ثانية من المصل بعد 28 يوما من التطعيم الأولي فقد تكونت لديها استجابة مناعية أقوي وأسرع، وأصبحت لديها وقاية كاملة تقريبا من إصابة الجهاز التنفسي عندما تعرضت للفيروس إتش فايف إن وان بحالته الطبيعية. وأظهرت القوارض الأخرى نتائج مشابهة عندما أعطيت جرعتين من المصل المضاد للفيروس.
وكانت النتيجة أن الفيروسات المستخدمة في المصل تضاعفت في الجهاز التنفسي للفئران لكنها لم تنشر إلى المخ.
* مراعاة السلامة واستجابة جهاز المناعة:
قال الدكتور ساباراو " من المستحيل التكهن بكيفية التطور الذي سيحدث لفيروس إتش فايف إن وان، وأي من سلالاته قد يكون السبب في تفشي الأنفلونزا كوباء، لو قُدّر لذلك أن يحدث. لكن لكي نكون مستعدين لا بد أن نختار مصلا قادرا على إكساب مناعة فعالة للبشر ضد طائفة من فيروسات إتش فايف إن وان التي قد تظهر مستقبلا."
وقال إن هذه الدراسة أظهرت تلك "الوقاية المتداخلة" لدى الحيوانات الصغيرة. "والخطوة التالية ستكون تقييم مدى استجابة جهاز المناعة والسلامة لدي البشر التي اكتُسبت نتيجة هذه الأمصال لنرى إن كانت قد نتجت عنها أجسام مضادة ستؤدي على الأرجح إلى الوقاية من عدة سلالات لفيروس إتش فايف إن وان."
ويذكر أنه في شهر حزيران/يونيو من هذه السنة بدأت شركة ميد إيميون والمعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية دراسة لتقييم مدي السلامة وقدر المناعة للمصل المنتج على أساس استخدام فيروسات مُوهَنة من نوعية إتش فايف إن وان مستخرجة من حالات إصابة بها في العام 2004.
وتجرى الدراسة في وحدة معزولة بمركز الصحة العامة لأبحاث المناعة في كلية بلومبرغ بجامعة جونز هوبكنز بولاية ميريلاند، لتقييم مدى سلامة استخدام المصل وقدرته على إكساب المناعة على 20 شخصا من الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاما. ولم تتوفر بعد نتائج الدراسة.
النص الكامل للبيان الصحفي موجود باللغة الانجليزية على الموقع الالكتروني للمعاهد القومية للصحة.
ومزيد من المعلومات عن الأمصال الواقية من الأنفلونزا متوفر على الصفحة الخاصة من موقع يو إس إنفو الإلكتروني، باللغة الإنجليزية.
كما أن هناك تغطية مستمرة لتطورات أنفلونزا الطيور في الصفحة الإلكترونية المخصصة للموضوع على موقع يو إس إنفو الإلكتروني، باللغة الإنجليزية.