أكد خبراء في التغذية والطب البيطري أن فيروسات "أنفلونزا الطيور" تفقد حيويتها عند 70درجة مئوية، مشيرين إلى إن المواصفات الصحية القياسية لتجهيز الأغذية وتصنيعها كفيلة بالقضاء على الفيروس، موضحين أن مرض أنفلونزا الطيور ليس من الأمراض المحمولة بواسطة الغذاء ولا يوجد دليل على انتقاله الى الإنسان بواسطة التلوث الغذائي أو نتيجة لتناول لحوم مطبوخة جيدا. وحذر الخبراء من نشوء سلالات جديدة من الفيروسات المسببة للوباء تسبب أمراضا عالية الضراوة. وأكد ل"الرياض"البرفيسور خالد المدني نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية أن المواصفات الصحية القياسية لتجهيز الأغذية وتصنيعها كفيلة بالقضاء على فيروس أنفلونزا الطيور ومسبّبات الأمراض الأخرى شريطة أن يتم تطبيقها بدقة. وشدد على ضرورة مراعاة القواعد الصحية واستخدام المنظفات والمطهرات المناسبة في معامل الصناعات الغذائية وغسل الذبائح بالمحاليل اللازمة وتطهير البيض. واستعرض التوصيات الوقائية لمنع انتشار هذا الوباء، والتي من أبرزها المحافظة على النظافة وغسل اليدين جيداً ولمدة نصف دقيقة على الأقل بالماء الدافئ والصابون قبل تداول اللحوم والأغذية وبعده، وحفظ اللحوم النيئة والمبردة منفصلة عن بقية الأغذية، وفصل اللحوم النيئة عن اللحوم المطهوة والوجبات الجاهزة للأكل، وتقطيع اللحوم النيئة على "لوحة تقطيع" واستخدام سكاكين وأدوات نظيفة، وغسل اليدين والسكاكين والأواني ولوحة التقطيع وأي سطوح أخرى وضعت عليها اللحوم الطازجة بالماء الدافئ والصابون بعد انتهاء التقطيع وقبل إعادة استخدامها، وتطهير لوحة التقطيع بمحلول مناسب (ملعقة صغيرة من مبيض الكلور لكل لتر - من الماء)، وطهي اللحوم جيداً بحيث تصل درجة حرارتها الى 70م على الأقل في جميع الأجزاء والتأكد من عدم وجود "مناطق وردية" في اللحم، وأن لا تقل حرارة الفرن عن 140م بالنسبة للدواجن المُحمّرة في الأفران، وعدم وضع اللحوم المطهوة على نفس الطبق أو الإناء الذي كانت موضوعة فيه قبل الطهي، وعدم استخدام البيض النيئ أو نصف المسلوق في تجهيز وجبات لا يتطلب إعدادها حرارة عالية. وقال الأستاذ الدكتور منصور فارس أستاذ أمراض الحيوان بجامعة الملك سعود بالرياض أن "الأنفلونزا" تشكل مجموعة متباينة من الأمراض المنتشرة على نطاق واسع والتي تسببّها فيروسات توجد في الطبيعة بين الطيور البرية، خاصة الطيور المائية، ونشأت من تلك الفيروسات سلالات معينة سادت في الإنسان وأخرى سادت في الطيور وثالثة في بعض الحيوانات الثديية، وأصبح التمييز بين أنواع مختلفة من الأنفلونزا أهمها "أنفلونزا الإنسان" و"أنفلونزا الطيور" و"أنفلونزا الخيل" و"أنفلونزا الخنزير".. وأكد وجود مرض "أنفلونزا الطيور" في الدواجن منذ أكثر من 125عاماً في إيطاليا ولم يكن سببه معروفاً آنذاك ولذا سُمّي "طاعون الدجاج" كناية عن حدته البالغة وما سببه من هلاكات شديدة في الطيور، ثم اتضح - في عام 1955م - على أنه ناتج عن الإصابة بفيروس الأنفلونزا من الفئة أ وأن هناك حوالي 144سلالة من ذلك الفيروس، تشتمل على آلاف السلالات الفرعية، وتسبّب أنواعاً مختلفة الضراوة للمرض في الدواجن، بعضها شديد الحدّة - كالسلالات التي سببت "طاعون الدجاج" في الماضي والأوبئة الحالية في الدواجن - وبعضها متوسط الحدّة أو طفيف بل أن بعضها لا يسبب أعراضاً أو علامات مرضية على الإطلاق. وأشار إلى أن هذه الفيروسات تتميز بقدرة فائقة على الانتشار بين الدواجن خصوصاً الدجاج والرومي والبط، ويعتبر الرومي أهم جاذب لها والبط أكثر الدواجن قدرة على نشرها في المزرعة، وتحتفظ فيروسات أنفلونزا الطيور بحيويتها في أنسجة الطيور وإفرازاتها وفي المياه لعدة أيام إذا كانت درجات الحرارة والرطوبة مناسبة لبقائها، إلا أنها شديدة الحساسية للحرارة والجفاف والمنظفات العادية مثل الصابون ومذيبات الدهون والمواد المؤكسدة والعديد من المطهرات الشائعة مثل مطهرات الكلور واليود، وهي تفقد حيويتها خلال 3ساعات عند درجة حرارة 55م وخلال 30دقيقة فقط عند درجة حرارة 60م بينما يتم القضاء عليها فوراً عند درجة حرارة 70م فما فوقها، وتنتشر أنفلونزا الطيور بين المزارع في المناطق المختلفة بسبب حركة الدواجن وانتقال مخلفاتها ووسائطها المختلفة من أدوات وحاويات ومركبات ملوثة بإفرازات الطيور المريضة كما تنتقل بواسطة أيدي العاملين في مزارع الدواجن وملابسهم وأرجلهم أما الانتقال بواسطة الهواء فلا يشكّل وسيلة مهمة لانتشار المرض بين المزارع تحت الظروف العادية، ولا تنتقل فيروسات الأنفلونزا السائدة في الطيور الى الإنسان أو العكس في الأحوال الاعتيادية، ولكن هنالك بعض الحالات التي انتقلت فيها عدوى من الدواجن الى الإنسان مسببة في أغلب الأحيان أعراضاً طفيفة لا تتجاوز بعض الالتهابات في ملتحمة العين ومظاهر الرشح العادي. وأكد الدكتور منصور أن فيروس أنفلونزا الطيور المصنّف H5N1 والذي أثار ضجة كبيرة في الوقت الراهن معروف منذ أكثر من 45عاماً وقد عزل من الدجاج منذ عام 1959م ولكن الجديد هو أنه تطور في عام 1995م من نوع طفيف الى نوع بالغ الضراوة في الطيور مما سبّب خسائر فادحة لصناعة الدواجن في بعض المناطق في آسيا وأوروبا كما أنه تمكّن من الانتقال الى الإنسان في بعض الدول الآسيوية مسبّباً أعراضاً حادة ووفيات بين المصابين مما أثار الهلع بين الناس في أرجاء العالم. وأضاف :يعتقد أن سلالات أنفلونزا الطيور التي انتقلت في الماضي الى الإنسان كانت تمر عبر حيوان وسيط هو الخنزير والذي يعدّ بمثابة "الخلاط" لتلك الفيروسات باعتباره قابلاً للعدوى بكل من فيروسات انفلونزا الطيور وأنفلونزا الإنسان، ولما كانت البنية الوراثية لفيروسات الأنفلونزا مقسّمة الى قطع منفصلة، حيث انه من الممكن في حالات العدوى المختلطة أن يتم تبادل بعض أجزاء المادة الوراثية لفيروسين أو أكثر سويا مما يسمح بظهور سلالات "جديدة ذات تراكيب وراثية مختلطة وقد تسبب أوبئة في الإنسان أو لا تسبّب، وينطبق ذلك بصفة خاصة على فيروسات الأنفلونزا من الفئة أ، كما أن المادة الوراثية لفيروسات الأنفلونزا تتكون من الحمض النووي (RNA) الذي تكثر فيه (كما في فيروسات ال RNA الأخرى) مظاهر الجنوح الوراثي وإعادة تشكيل المورثات وبالتالي ظهور طفرات جديدة بشكل تلقائي في الطبيعة. وكان الاعتقاد السائد أن حاجز النوع الذي يفصل بين فيروسات أنفلونزا الطيور وفيروسات أنفلونزا الإنسان قوي ويصعب اختراقه، إلا أنه يُعتقد حالياً أن السلالة H5N1 ربما تمكنت من عبور حاجز النوع والانتقال الى الإنسان عبر إفرازات الطيور ودمائها وأنسجتها، أي بدون وسيط كالخنزير. وبطبيعة الحال فإن الجسم البشري قد لا يتمكن من مقاومته من أول وهلة لعدم تعرضه له سابقا. ونظراً لكون انتقال العدوى بفيروس H5N1 من الطيور الى الإنسان لا يزال من الأمور الصعبةً جدّاً والتي تتطلب اتصالاً وثيقاً بالطيور أو بيئتها، فقد حدثت معظم الإصابات البشرية الحالية في آسيا في المناطق الريفية وفي أوساط مربي الدواجن والعاملين في مزارعها وأسواقها ومجازرها، وتعتبر قلّة الإصابات البشرية مقارنة بالأعداد الهائلة من الدواجن التي أصابها المرض دليلاً على صعوبة انتقال الفيروس من الطيور الى الإنسان، أما نسبة الوفيّات العالية بين المصابين فقد لا تمثل النسبة الفعلية وربما تنطبق فقط على الحالات الحادّة التي وصلت الى المستشفيات وقد تكون هنالك حالات أخرى عديدة لم تستدع الذهاب الى المستشفي وتم التعامل معها مثلها مثل نزلات البرد العادية، فقد وجدت أجسام مضادة لبعض سلالات فيروس أنفلوتزا الطيور (مثل H7N7) في دم العديد من العاملين في مزارع الدواجن التي انتشر فيها المرض سابقاً في بعض المناطق مما يدلّ على تعرض بعضهم للعدوى بدون أن تظهر فيهم أعراض المرض، وهذا لا ينفي حقيقة أن حدوث أوبئة أنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن وانتقال الفيروس الى بعض الناس قد سبّب خسائر اقتصادية جسيمة في بعض الدول الآسيوية نتيجة لموت ملايين الطيور المريضة بسبب مرضها أو إعدامها من أجل السيطرة على المرض، وقد أثر ذلك على تدفق منتجات الدواجن الى الأسواق وخلّف آثاراً اقتصادية واجتماعية كبيرة بالنسبة للمزارعين وأصحاب مشروعات الدواجن في تلك الدول. ويعزى الخوف من فيروس أنفلونزا الطيور من سلالة H5N1 الى أمرين: الأول هو أن حدوث إصابات متكررة في البشر ربما يؤدى الى تطور الفيروس مع الوقت الى نوع قادر على الانتقال بسهولة من شخص الى آخر، والثاني هو أن حدوث إصابة بشرية مختلطة بذلك الفيروس مع فيروسات أنفلونزا الإنسان قد يؤدي الى تبادل بعض مكوناتهما الوراثية وإعادة تشكيلها وبالتالي نشوء فيروسات جديدة ربما تنتقل بالمخالطة بين الناس. ويعتقد أن نشوء فيروسات ضارية من هذا القبيل قد يتسبب في المستقبل في حدوث وباء عالمي على غرار الأوبئة الكبرى السابقة، إلا أن التكهن بما يمكن أن يحدث في المستقبل أمر مستحيل وقد يستغرب القارئ إذا علم أن كبار المختصين في فيروسات الأنفلونزا في العالم ما زالوا منقسمين على أنفسهم فمنهم من يرى أن حدوث وباء في الإنسان بواسطة الفيروس H5N1أمر لا مفر منه ومنهم من يرى أنه مستبعد جداً ومنهم من يرفض التكهن بشيء. وتبقى الحقائق الوحيدة الثابتة حتى الآن هي: (1) عدم وجود دليل قاطع على أن السلالة H5N1 ينتقل من إنسان الى آخر وبالتالي عدم توفر أهم شرط لحدوث وباء بين الناس. (2) أن مرض أنفلونزا الطيور ليس من الأمراض المحمولة بواسطة الغذاء ولا يوجد دليل على انتقاله الى الإنسان بواسطة التلوث الغذائي أو نتيجة لتناول لحوم مطبوخة جيدا - حتى لو كانت من دواجن مريضة بل أن الإصابة تتطلب التصاقاً ومخالطة وثيقة للدواجن المريضة وإفرازاتها ودمائها. (3) أن طبخ الطعام الى درجة حرارة 70م فأكثر يقضي قضاءً تاماً على الفيروس خلال ثوان. (4) أن الفيروس سهل التدمير بواسطة الصابون والكثير من المنظفات والمطهرات العادية المتداولة. (5) أن الاستعدادات جارية لمواجهة كافة الاحتمالات - على عكس الأوبئة السابقة التي ظهرت بشكل مفاجئ لم تسبقه استعدادات أو إجراءات احترازية. وقال الدكتور علي بن محمد المنصور المشرف على موقع البيطرة العربية على الإنترنت: ان الفيروس المسبب لمرض أنفلونزا الطيور يتمتع بقدرته على تغيير تركيبته فينتج سلالات جديدة وغريبة على الجهاز المناعي، لا يتعرف عليها الجهاز المناعي، وبذلك يتعامل معها على أنها نوع جديد من الفيروسات؛ مما يتطلب أن يبدأ برحلة دفاعية جديدة عنه، و ذلك بالاختلاف مع الأمراض التي استطاع العلماء إنتاج لقاحات للوقاية منها ومن ثم القدرة على التحكم بها بعد إعطاء الإنسان اللقاح المناسب. وقال المنصور: أن الاختلاط المباشر مع الطيور الحية المصابة هو مصدر عدوى رئيسي للإنسان، وأضاف:ينتمي فيروس الأنفلونزا إلى عائلة (Orthomyxoviridae) وتنقسم فيروسات هذه العائلة إلى ثلاثة مجموعات A، B، C. و تعد فيروسات أنفلونزا A الأكثر انتشاراً، لأصابتها الطيور بالإضافة إلى الإنسان والثدييات الأخرى. أما فيروسات الأنفلونزا B و C، تنحصر إصابتهما في الإنسان. لفيروسات أنفلونزا A أهمية بالغة لارتباطها الشائك وقدرتها على الانتقال بين الأنواع المختلفة من الثدييات والطيور، مما يجعلها مثار اهتمام المختصين في حقلي الطب والطب البيطري بالإضافة إلى السياسيين والاقتصاديين، وأضاف :أظهرت الأبحاث الحديثة أن الفيروس الذي له ضراوة ضعيفة في الطيور يمكن أن تحدث له طفرة (تغير بالتركيب الجداري) ويصبح فيروسا شديد الضراوة. ولفت المنصور إلى إن أعراض المرض تظهر على شكل هبوط عام وصداع ورعشة وتستمر لمدة أسبوعين، مع سوء هضم وانتفاخ أو فقد شهية وإمساك وبول داكن وارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال وآلام فى العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم الوفاة. وقال:من أهم الوسائل التي يجب اتباعها من أجل الحد من انتشار المرض تدريب الكوادر البيطرية على أدوات التشخيص القياسية والمراقبة الميدانية، وربطها مع مختبرات رئيسية ذات مراقبة ميدانية وتنظيم لقاءات دورية لبحث ما احرز من تقدم، وتدعيم العمل بين الكوادر في وزارتي الزراعة ( القسم البيطري والوبائي) ووزارة الصحة، وتعليق الاستيراد من الدول التي أعلن انتشار الوباء فيها وتطبيق الحجر الصحي الإلزامي وإعدام الطيور المصابة، وتطعيم الدواجن والمجموعات التي تتم تربيتها في المنازل في حالة تفشي المرض وتوفير مخزون من أدوية الأنفلونزا، وتنفيذ برنامج العزل الصحي والرقابة على أمراض الطيور ومراقبة الطيور البرية والقيام بدراسات على حركتها وأنماط هجرتها إضافة إلى مراقبة جميع منافذ الدخول "الجوية والبحرية والبرية" وتنفيذ برنامج التعليم والتوعية العامة والإعلام، والتخلص من الطيور المريضة والمخالطة وإعدامها، ووقاية الأشخاص المتعاملين معها ومراعاة لبس الأقنعة والقفازات أثناء القرب منها (لأن الإنسان ينقل الفيروس من مكان لآخر عن طريق الملابس والأحذية)، مع إعطاء اللقاحات المناسبة للطيور التي قد تتعرض للإصابة على رغم محدودية تأثيرها فاللقاح الميت يقلل من ضراوة المرض لكنه لا يمنع العدوى، وأما اللقاح الحي المضعف له فاعلية محدودة، وذلك للسرعة التي يتغير بها الفيروس مما يجعل عترة الفيروس الموجودة في اللقاح تختلف عن عترة الفيروس الذي أمتلك صفات وراثية مختلفة وجديدة. وهناك محاولات جارية لإنتاج لقاح من العترات التي تم عزلها من الطيور من الدول المختلفة التي ظهر فيها المرض لعمل لقاح يقي من الإصابة به. والتطعيم الحالي هو بمثابة أسلوب وقائي لتقليل فرصة الإصابة بالأنفلونزا، إضافة إلى التقليل من نشاط الفيروس أو ضراوته عن طريق تعريضه لدرجة حرارة 56م أو تعرضه لحرارة الشمس أو لدرجة حامضية أو قلوية قصوى (Ph) من خلال استخدام المطهرات مثل الفورمالين، وهيدروكلوريد الصوديوم، ومركبات اليود والنشادر

 

 

AkrumHamdy

Akrum Hamdy [email protected] 01006376836

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 418 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2008 بواسطة AkrumHamdy

أ.د/ أكـــرم زيـن العــابديــن محـــمود محمـــد حمــدى - جامعــة المنــيا

AkrumHamdy
[email protected] [01006376836] Minia University, Egypt »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,789,690