في إطار الحديث عن استثمار القدرات التى تميزت بها الحيوانات فى علاج الكثير من الأمراض التى عجز الطب الحديث عن معالجتها، توصل باحثون إلى أن بيض التماسيح يوجد به مادة "يدروكسياباتيت" المعدنية، وهي مادة بيولوجية تستخدم عادةً في عمليات زرع العظام والأسنان على مستوى العالم.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد ثلاث سنوات من الأبحاث بشأن الاستخدام التجاري المحتمل لبيض وعظام التماسيح بالتعاون مع مزرعة سريراتشا للتماسيح، وهي واحدة من أكبر المزارع المصدرة لجلود التماسيح ومنتجاتها من اللحوم في تايلاند.
وأشار سوتاتيب سيريسارن الأستاذ المساعد بجامعة بانكوك، إلى أن نسبة الكالسيوم في بيض وعظام التماسيح مرتفعة إلى حد ما وتتراوح ما بين 38 إلى 40 في المائة.
وطبقاً لما ورد بجريدة "عمان اليوم"، أوضح فريق العلماء أنه يمكن صناعة مسحوق "هيدروكسيباتيت" على نحو مماثل للمنتج التجاري المستورد، وذلك من خلال خلط قشر البيض الذي يتم طحنه بالفوسفات باستخدام عملية الضغط الحرارية المائية ، ويتم استخدام عمليات مماثلة لتصنيع مادة "هيدروكسيباتيت" في الخارج باستخدام قشر بيض الدجاج .
ويؤكد سوتاتيب أن قشر بيض التماسيح أفضل بسبب الخضب، وهي المادة البيضاء الطبيعية الموجودة فيه، وبسبب حقيقة أن بيض التماسيح أكبر كثيراً وأكثر صلابة من بيض الدجاج.
يذكر أن جرام واحد من قشر بيض التماسيح يعطي 70 في المائة من "الهيدروكسيباتيت".
عقاقير من بروتينات التماسيح
================
وفي نفس الصدد، تمكن باحثون من جامعة سيدني الاسترالية، من تطوير عقاقير مسكنة مستخرجة من بروتينات التماسيح، بعدما تبين أنها تكشف عن درجة حرارة البيئة الخارجية، كما تعمل كمنظم داخلي لحرارة الجسم عند تلك الحيوانات.
وأشار الباحثون إلى أن التماسيح والزواحف تمتلك مجموعة من الجينات تعد مسؤولة عن تصنيع بروتينات "TRP"، حيث تعمل الأخيرة كمجسات تقيس درجة الحرارة في البيئة الخارجية، إلى جانب أنها تلعب دوراً في تنظيم حرارة أعضاء الجسم الداخلية.
وأوضح الباحثون أن هذه البروتينات ارتبطت بالأعصاب الحسية التي توجد على سطح جسم الحيوان، كما ظهر ارتباطها بأعضاء الجسم الداخلية مثل القلب، الكبد والعضلات، لتنقل المعلومات بعد ذلك إلى الدماغ، فيقوم بدوره بتوجيه سلوك الحيوان بما يتناسب مع جو البيئة التي تحيط به.
دماء التماسيح قاتلة لفيروس الإيدز
===================
اكتشف الباحثون أن دماء التماسيح لها القدرة على علاج مرض الإيدز، حيث تبين لهم أن لجهاز المناعة لدى التماسيح قدرة فائقة على محاربة الفيروس القاتل.
ويعكف العلماء على تطوير مضاد حيوى قوى، موضحين أن جهاز المناعة لدى التماسيح يفوق نظيره لدى البشر كفاءة، حيث أودعت فيه مقدرة على مقاومة انتقال العدوى الخطيرة بعد الصراعات العنيفة التي تخوضها الحيوانات، والتي عادة ما ينتج عنها جروح خطيرة أو فقدان للأطراف.
وأشار مارك ميرشانت أحد الباحثين الأمريكيين المشاركين في الدراسة إلى أن التماسيح تملك قدرة هائلة على التعافى، دون التعرض للعدوى رغم العيش في بيئة مليئة بالميكروبات.
ومن جانبه، ذكر العالم الاسترالي آدم بريتون أن الدراسات المبدئية على جهاز المناعة لدى التماسيح في عام 1998 وجدت أن عدة أجسام مضادة في دم التمساح تقتل البكتيريا المقاومة للبنسلين، موضحاً أنه إذا أخذت أنبوب اختبار به فيروس "اتش.اي.في" المسبب للإيدز، وأضيفت إليه دماء التمساح فسيكون لها أثر أكبر من دماء البشر في قتل أكبر عدد من الفيروسات.
ولاحظ العلماء أن جهاز المناعة لدى التماسيح يهاجم البكتيريا بصورة مباشرة فور إصابة الجسم، كونها تحمل مكونات جهاز مناعي تلتصق بالبكتيريا، وتمزقها حتى تنفجر، بل أن العلماء أوضحوا أن جهاز المناعة لدى التماسيح من القوة بحيث يحتاج إلى إعادة تصنيعه للتناسب مع خصائص البشر.
وعلى الجانب الآخر، توصل باحثون بريطانيون إلى أن الإفرازات المخاطية اللزجة التي تتواجد على جلود الأسماك، قد تمثل مصدراً هاماً للمضادات الحيوية، وذلك بسبب خصائصها المضادة للبكتيريا.
واكتشف الباحثون أن أسماك التراوت تفرز مخاطاً سميكا يحتوي على مركبات كيميائية مهمة تكسبها مقاومة وتحميها من البكتيريا الموجودة في الأنهار.
ويعكف الباحثون حالياً على استخدام التقنيات الضوئية الحيوية لدراسة هذه الخصائص المضادة للميكروبات، وإذا ما كان في الإمكان إنتاج أنواع جديدة من المضادات الحيوية.
ويأمل الباحثون فى استخدام مكونات هذه الإفرازات لمكافحة البكتيريا المسببة للأمراض مثل السالمونيلا و"اي. كولاي" و"سودوموناس" ، والتي تؤثر في رئتي المرضى المصابين بالتليف الكيسي