حفظ الاغذية بالتبريد هو احدى طرق التخزين المختلفة، حيث يتم تخزين الاغذية الطازجة من خضار وثمار ولحوم واسماك وألبان فى الثلاجات المبردة ومخازن التبريد والتجميد ويتم ايضا تخزين ذبائح اللحوم والدواجن فور ذبحها، على درجة حرارة صفر مئوية لتتخلص من حرارة جسم الحيوان والدماء والسوائل تمهيدا لاستهلاكها مباشرة ويتم بعدئذ تجميدها على درجات حرارة تصل الى 40o مئوية تحت الصفر. ثم يجرى تخزينها بالثلاجات وعنابر التجميد لحين تصديرها وتحفظ الاسماك ايضاً بالتبريد لعدة ايام على درجة صفر مئوى لبيعها طازجة أوتجمد على درجة حرارة منخفضة كحرارة تبريد اللحوم لحفظها لفترة طويلة.
يتم تجميد اللحوم والدواجن فور ذبحها وذلك بإدخالها فى انفاق تجميد على درجات حرارة 40-50o مئوية تحت الصفر مع دفع تيار هواء مندفع بشدة. ويستمر بقاء اللحوم فى انفاق التجميد لعدة ساعات وبعد الانتهاء من اتمام تجميد اللحوم فى انفاق التجميد يتم نقلها الى عنابر التخزين المبردة المخصصة لتخزين اللحوم والدواجن المجمدة على درجات حرارة 18-20 درجة مئوية تحت الصفر لمدة تصل الى تسعة شهور. ومثل هذه الطريقة تطبق على الاسماك الا انها تحفظ فى عنابر وغرف تبريد مستقلة وعلى درجات حرارة -23o مئوية ولمدة تخزين تصل الى سنه.
سنه >>
> ويمكن ان يستمر تخزين اللحوم والدواجن والاسماك المجمدة للمدد الموضحة اعلاه طالما انها تجمد تحت ظروف صحية وتحفظ طوال الفترة على درجة برودة منتظمة، وطالما انها مرصوصة بعنابر التجميد بطريقة جيدة تسمح بمرور الهواء البارد حول كراتين اللحوم والاسماك، وتكون الكراتين مغلفة تغليفا جيدا ومغطاه بالبولتين لمنع تعرض الاسماك او الدواجن او اللحوم للبرودة المباشرة وحتى لاتتعرض اللحوم او الدواجن او الاسماك للسعات تجميد او جفاف سطحى.
> نبذة تاريخية:
كان قدماء المصريين أول من اكتشف التبريد فى العالم وذلك في صعيد مصر ببلدة مِنا عندما استخدموا الاوانى الفخارية وملؤوها بالماء واللبن وتركوها على ضفاف النيل فى ظل اشجار الصفصاف فوجدوا أن المياه تبرد وشرعوا يشربون هذا الماء البارد. ثم تلا ذلك دولة الصين القديمة عام 3000 قبل الميلاد، والمكدونيون (عصر الاسكندر الاكبر) فى اليونان ثم الرومان. وفى دول البحر المتوسط الاخرى فى القرن الثامن والتاسع اشترى خليفة بغداد مثلجات تسمى Sorbets من اسبانيا اثناء الفتوح الاسلامية، واشترى سلطان مصر ثلجاً من لبنان واستخدمه فى مطابخه فى القرن الحادى عشر. واول وحدات تبريد ميكانيكية تم تشغيلها فى الولايات المتحدة الامريكية عام 1881م فى بوسطن. وقبل ذلك كانوا يستخدمون الثلج الطبيعي لتبريد مواسير تحتوى على كلوريد الكالسيوم ويركب خلف المواسير مروحة لدفع الهواء فيمر الهواء من خلال المواسير ليبرد ثم يبرد غرف التخزين، واول محاولة لبناء مخازن تبريد تجارية بأمريكا كانت عام 1898م حيث انشئت مخازن تبريد لحفظ منتجات الالبان تبرد بالثلج الطبيعى وفى عام 1908م اصبحت سعات هذه المخازن 180 الف متر مكعب يمتلكها 23 منشأة (17 منشأة تستخدم التبريد الميكانيكى و 6 منها تستخدم الثلج الطبيعى وملح كلوريد الكالسيوم).
> تاريخ التبريد فى القارة الاوروبية:
اول مخازن تبريد ميكانيكية تم تشغيلها فى اوروبا كانت فى ألمانيا عام 1899م حيث انشىء فى هامبرج مخزنان للتبريد سعة كل منهما 15000م3 ثم فى برلين حيث انشئت مخازن تبريد كبيرة سعة 300000م3، اما فى فرنسا فقد انشىء اول معمل للتبريد فى باريس عام 1903 وتلاه بعد ذلك معمل فى ليون عام 1904م.
ولم تلبث عمـــليات التبريد ان انتشرت فى سولسبرغ عام 1905م ثم فى ايطـاليا وهولندا والدانمــــارك وغيـرهــا من الدول الاوروبيــــــة وكانت مخــــــازن التبريد فى فرنسـا تبرد في بادىء الامر بالثلج الطبيـعى لمـــــدة طويلة ثم مالبثت ان اصبحت تبرد ميكانيكيا.
واول من عرف مخازن التبريد الميكانيكـــية هو روســـيا عام 1898م حيث انشـــــــئت فى موسكو عدة معامل ثم اخذت تعمم لاحقا فى مختلف المدن الروسية.
> اغراض التخزين بالتبريد والتجميد:
للتبريد فوائد واغراض جمة اهمها:
- تسهيل عمليات التصدير من مناطق الانتاج الى مناطق الاستهلاك مثال ذلك تصدير البرتقال من مصر الى دول الخليج وكذلك تصدير التفاح اللبنانى الى مصر وبيعه فى غير مواسمه وكذلك تصدير اللحوم من نيوزلنده واستراليا الى انجلترا ودول الخليج مجمدة تماما وتخزينها لعدة اشهر.
- تنظيم وتوزيع محاصيل الفاكهة والخضر الطازجة فى الاسواق وذلك بحفظ الفائض منها الى حين انقضاء المواسم، مما يعمل علي تثبيت اسعارها وتوزيع السلع الموسمية من الخضاروالفاكهة بكميات مناسبة طبقا للاستهلاك الفعلى وحاجة السوق وتنظيم العلاقة بين العرض والطلب وبالتالى تنظيم الاسعار المناسبة لجميع الاطراف.
- التبريد أساسى لانضاج وتحسين خواص ثمار بعض انواع الفاكهة مثال ذلك ثمار الكمثرى بمصر حيث تكون الثمار ابان قطفها صلبة وعديمة الطعم ولكن بعد تخزينها بمخازن التبريد على درجة صفر مئوى لمدة شهرين او ثلاثة اشهر تخرج الثلاجات للاسواق بأضعاف ثمنها وتكون انسجتها غضة ذات نكهة ممتازة ولون جذاب.
- التبريد اساسى لعمليات الانتاج والاكثار مثال ذلك تخزين تقاوي البطاطس لكسر طور السكون قبل زراعتها بالارض وكذلك تقاوى كدرمات الجلاديولس حيث تبرد قبل زراعتها والا فلا تُزهر ولا تنضج بألوانها المختلفة البراقة.
- التبريد اساسى لانضاج وتسوية الجبن الابيض الفيتا الدمياطى او الرومى المصرى حيث بعد تخزين الجبن بأنواعه بالثلاجات لمدد تتراوح بين تسعة اشهر وثمانية عشر شهرا ترتفع اسعارها اربعة او خمسة اضعاف سعرها عما لو بيعت بعد شهرين من تصنيعها. ذلك لان التبريد شرط اساسى وضرورى لعمليات انضاج الجبن الرومى كما ان له اثار فنية فى انضاج وتحسين القيمة الغذائية للجبن بأنواعه.
> نبذة عن التخزين بالتبريد فى العالم العربى:
- مخازن التبريد في لبنان: ثلاثة ارباع السعات التخزينية فى لبنان سعات تبريد مخصصة لتخزين التفاح والحمضيات المعدة للتصدير اما الربع المتبقى من هذه السعات فمخصص لتخزين الالبان والاجبان واللحوم والدواجن والاسماك المجمدة المستوردة والمحلية لمواجهة الاستهلاك المحلى.
- مخازن التبريد فى المملكة العربية السعودية: الغالبية العظمى من الثلاجات مخصصة لتخزين الفاكهة والخضار مثل التفاح الامريكى واللبنانى والعنب الامريكى والبرتقال المصرى والموز الامريكى على درجات حرارة مابين صفر و 5 درجة مئوية طبقا لنوع الفاكهة والخضار. ونسبة حوالى 30% من اجمالى السعات مخصصة لتخزين اللحوم والاسماك والدواجن المجمدة على درجات حرارة 18 الى 20 درجة مئوية تحت الصفر وجميع الثلاجات بالمملكة تملكها شركات اهلية خاصة.
- مخازن التبريد بدول الخليج والكويت والامارات وقطر: جميعها ثلاجات خاصة تملكها شركات اهلية تكون فى معظم الاحيان هى نفسها الشركات الموردة وهي فى معظمها مخصصة لتخزين الفاكهة والخضار الطازجة وحوالى ربع هذه المخازن مخازن تجميد مخصصة لتخزين اللحوم والاسماك والدواجن لمواجهة الاستهلاك المحلى.
- مخازن التبريد في مصر: معظم ثلاجات التبريد يملكها القطاع العام اما البقية فتملكها شركات اهلية جماعية وفردية. ثلاجات الدولة مشغولة ومليئة طوال العام والنسبة الغالبة فراغات تجميد لتخزين اللحوم والدواجن والاسماك المميزة وباقى الفراغات مستخدمة للتبريد العادى وفيها تخزن الكمثرى والبرتقال المصرى وتقاوى البطاطس وانواع الجبن الدمياطى المشهور والجبن الرومى. والثلاجات معظمها سابقة التجهيز على احدث وسائل التكنولوجيا الحديثة في التبريد تحت اشراف اخصائى تبريد وبيطريين ومهندسين على مستوى عال جدا من التخصص فى حفظ الاغذية والتبريد للعمل على حفظ الاغذية منذ استلامها من الموانىء واثناء وجـــــودها بالثلاجات وخلال بيعها فى الاســـواق لتصل الى المستهلك سليمـــة وبعـــيدة عن الفســـاد والتلوث.
> ادارة الثلاجات: تعتبر ادارة الثلاجات احدى المشاكل الرئيسية التي تقابل شركات التبريد بدول اسيا وافريقيا لذا تقوم بالاستعانة بالخبرات الاجنبية فى هذا المجال لمواجهة كافة الصعوبات التى تواجه تشغيل هذه الثلاجات، وينبغى على المشغل ان يكون سريع البديهة وحسن التصرف اثناء مواجهة المشاكل التى تتطلب سرعة فى اتخاذ القرار والتنفيذ، وادارة الثلاجات فن فهي تتطلب الاشراف السليم على عمليات الرص والتخزين داخل العنابر طبقا لنوعيات السلع والتأكد من توفر درجات الحرارة المثلى لكل سلعةوتوفير الرطوبة النسبية والالتزام بالسعات المتوفرة للتخزين وتشغيلها بطريقة منظمة، كما تستدعي فحص السلع المخزنة قبل تخزينها وطوال فترة تخزينها بالثلاجات واستبعاد كل مايفسد او تتغير خواصه فيها، او كل مايخشى ان يكون مصدر تلف او تلوث لباقى المخزونات مع الالتزام بتطهير الفراغات والغرف فور اخلائها واعدادها الاعداد الفنى السليم. وينبغي عدم الارتفاع بالرصّات اكثر من المقرر للحفاظ على حسن التبريد وجعل الهواء يتخلل الرصات وسرعة التصرف امر ضرورى اثناء حصول خلل طارىء للثلاجة اذ ينبغى تفريغ الثلاجة من البضائع المخزنة فورا او نقلها لثلاجة اخرى وذلك لكى لايحدث ضرر للبضائع المخزنة نتيجة البطء فى اتخاذ القرار مما يعرض المؤسسات للخسائر الجسيمة هذا وينبغى على القائمين بالثلاجات الاتصال الدائم بالعملاء والمخزنين وذلك لرفع نسبة الاشغال للثلاجات والعمل على زيادة العائد وتحقيق الربح للمؤسسات واصحاب شركات التبريد لضمان استمرارها وتوالى نجاحها.
وأخيراً نقول ان وراء كل هذه العمليات جنودا مجهولون يضحون بأنفسهم وصحتهم فى سبيل الغير فيعملون فى جو منخفض الحرارة لساعات طويلة يوميا من اجل توفير غذاء صحى مناسب لاخوانهم المواطنين ذا قيمة غذائية عالية، وهؤلاء الجنود هم اخصائيو التخزين وعمال الثلاجات الذين تضطرهم طبيعة عملهم الى العمل لساعات طويلة فى ظروف البرودة القاسية داخل غرف التبريد حيث يتنقلـــون مـــن الحرارة العادية المرتفعـــة الى الحرارة المنخفضة التى قد تصل احيانا الى 30 درجة مئوية تحت الصفر.
تحفظ الأطعمة المجمدة فى الثلاجات تحت درجة حرارة منخفضة حتى أثناء وجودها فى المنازلالتبريد شرط أساسى وضرورى لعمليات انضاج الجبن الرومى كما أن له اثار فنية فى إنضاج وتحسين القيمة الغذائية للجبن بأنواعه.
ينبغى حفظ الأطعمة مجمدة حتى إبان نقلها وتوزيعها
،،،،تعتبر إدرة الثلاجات إحدى المشاكل الرئيسية التي تقابل شركات التبريد بدول اسيا وافريقيا لذا تقوم بالاستعانة بالخبرات الأجنبية فى هذا المجال لمواجهة كافة الصعوبات التى تواجه تشغيل هذه الثلاجات