في ظل تصاعد حمى الذعر من انتشار مرض انفلونزا الطيور، راحت الدول والمنظمات الصحية تتخذ احتياطاتها للحيلولة دون انتشار الفيروس القاتل. ومن ضمن التدابير الوقائية اللافتة دعوة وزير الصحة الصيني الشهر الماضي مواطنيه إلى تناول اليانسون كمشروب يحسن مناعة الجسم ضد فيروس انفلونزا الطيور، حسبما اشار رئيس اللجنة الاعلامية لمواجهة وباء انفلونزا الطيور في الأردن د. خالد ابو رمان .
ورغم تعدد فوائد اليانسون كمشروب عشبي على مر التاريخ إلا أن تشجيع وزير الصحة الصيني لتناول اليانسون يعود إلى قدرة هذا الشراب العشبي على تحسين مناعة الجسم ضد فيروس انفلونزا الطيور .
وتتجلى أهمية اليانسون في احتلاله مكانة علاجية في عصور مختلفة، إذ استخدمه الفراعنة لعلاج آلام واضطرابات المعدة وعسر البول، وكذلك كغسول وعلاج لآلام اللثة والاسنان.
أما ابقراط شيخ الاطباء، فكان يوصي بتناول اليانسون لتخليص الجهاز التنفسي من المواد المخاطية، في حين كان عالم الاعشاب البريطاني القديم جون جيرارد ينصح بتناول اليانسون لمنع "الحازوقة او الزغطة".
وفي كتابه "القانون" أفاد العالم العربي ابن سينا بأنه "إذا سحق اليانسون وخلط بدهن الورد وقطر في الأذن أبرأ ما يعرض في باطنها من صدع عن صدمة أو ضربة. كما ينفع اليانسون شرابا ساخنا مع الحليب لعلاج الأرق وهدوء الأعصاب".
ومن جانب آخر، أكد تقرير نشرته مجلة "ميديكل ريسرتشز" الصينية أهمية اليانسون في الوقاية من انفلونزا الطيور، إذ تضمنت المجلة إشارة إلى ان"شرب اليانسون الفاتر يفوق في فاعليته تناول دواء "تامي فلو" الذي طورته إحدى شركات الأدوية لعلاج انفلونزا الطيور والذي يستخدم حاليا على نطاق واسع عالميا".
وذكرت المجلة ان أحد المكونات الأساسية المستخدمة في انتاج هذا العقار هو حمض يستخرج من ثمرة اليانسون بعد أن تترك بضعة أسابيع لتتخمر.
ورغم أن د. ابو رمان اشار إلى عدم تخصصه في تركيبة دواء "تامي فلو" إلا أنه أكد على فعالية الدواء في تثبيط الفيروسات اذا اعطي خلال 48 ساعة من الاصابة. ويقول إن تعاطيه يرفع نسبة الشفاء إلى 90% علماً أن نسبة الشفاء التلقائي من هذا المرض لا تزيد على 50%.
ويشير إلى أن تجربة التعامل مع المرض قليلة من منطلق محدودية انتقاله إلى الانسان، موضحاً أن "عدد حالات الاصابة بفيروس انفلونزا الطيور بين البشر منذ العام 1997 إلى الآن أقل من 200 اصابة توفي منهم إلى الآن حوالي 90 شخصا".
وفي تأكيده على ان المرض ينتقل من الحيوان إلى الانسان عن طريق الجهاز التنفسي وليس عن طريق الجهاز الهضمي، يلفت إلى أن عدد حالات الوفاة الناتجة من انفلونزا الطيور والتي تقدر بـ 90 حالة في العالم من 1997 إلى الآن هي اقل من عدد حالات الوفاة بالسالمونيلا خلال اسبوع.
وعن تزايد الاهتمام باليانسون بعد ما تردد عن فعاليته كمشروب يحسن مناعة الجسم ضد فيروس انفولوانزا الطيور، يؤكد البائع في أحد محلات العطارة علي الزامل تزايد الاقبال عليه "خصوصاً من الصينيين المقيمين
في الأردن".
ويقول "يعد اليانسون من المشروبات المطلوبة منزلياً". ويشير إلى تزايد اهتمام النساء باليانسون مقارنة مع الرجال ويبرر ذلك بفوائد اليانسون للمرأة" إضافة إلى وصفه كـ"مدر للحليب للمرأة المرضعة".
ويتطرق الزامل إلى استخدامات اليانسون، مبيناً دخوله كمكون لبعض أنواع الكعك والحلويات ومن أشهرها "المعمول"، كما قد يدخله بعضهم بكميات بسيطة في صناعة الزعتر المنزلي.
ويقبل مصنعو بعض أنواع المشروبات الروحية منزلياً على شراء اليانسون الذي يدخل في تركيبتها بحسب الزامل.
وحول ما صدر عن وزير الصحة الصيني من ان اليانسون يحسن مناعة الجسم ضد فيروس انفلونزا الطيور، يبين رئيس اتحاد منتجي الادوية د.عدنان بدوان أن الصين بلاد تعتمد على الطب الصيني الذي أوضح أنه يقوم على مفاهيم مختلفة عما يقوم عليه الطب الغربي، ولكنه في الوقت نفسه يجد أن اليانسون يصنف كمواد مهدئة وله صفات تتعلق بتحسين المناعة، كما يطرح الطب الصيني وهي أمور يرى بدوان ضرورة إخضاعها لدراسة مستفيضة.
من جانبها تبين اختصاصية التغذية في مركز الأردن للسكري ربى العباسي أن اليانسون يحتوي على مادة "الانيتول" التي تعد مسكنا قويا للمغص وتشنجات الهضم. كما تجد أنه مناسب جداً لتقوية الجهاز الهضمي عند المسنين وتسكين المغص المعوي، خصوصاً عند الرضع والاطفال.
وتؤكد عباسي على ان اليانسون يساهم في تسهيل عمليات الولادة. وتوصي بشرب مغلي اليانسون لمن يعانون من حساسية الحليب، كما تبين أنه يستخدم لعلاج حالات الربو والتخفيف من حدتها.
بيد أن الزامل يؤكد أن إعداد مشروب اليانسون يتطلب إضافة الماء المغلي إلى بذور اليانسون ثم يغطى للمحافظة على ما يحتويه من غازات طيارة ثم يشرب.
وفي حين يتحدث الزامل عن جودة اليانسون الاردني الذي تتميز بذوره بحجم أكبر، يجد أن عدم توفر اليانسون البلدي بكثرة يدفع العطارين لاستيراده من سورية في الغالب.
ويتراوح سعر كيلو اليانسون بحسبه من دينارين ونصف الدينار إلى ثلاثة دنانير تبعا لمدى غربلة اليانسون ونظافته وخلوه من الشوائب.
ويذكر أن اليانسون نبات حولي يعيش سنة واحدة، ويتشكل من عشبة يصل ارتفاعها إلى نصف متر وتتميز بساق رفيعة مضلعة يخرج منه فروع طويلة تحمل أوراقاً مسننة مستديرة الشكل تحمل نهاية الافرع ازهاراً صغيرة شكلها بيضوي مضغوطة الرأس ولونها أبيض.
وتتحول الازهار الصغيرة بعد النضج إلى ثمار بنية اللون تمثل الجزء المستعمل من النبات إلى جانب الزيوت الطيارة.
ويصنف اليانسون كنبات من فصيلة الخيميات المظلية ويعرف علمياً باسم Pimpinella anisum وهي تسمية لاتينية تعني ذات الجناحين، إشارة إلى التشابه بين أوراق اليانسون والاجنحة الريشية.
ولليانسون عدة أسماء يعرف باسم"ينكون"، "تقده"، "كمون حلو". وفي المغرب يسمونه"الحبة الحلوة" وفي الشام"ينسون".
ورغم عدم دقة المعلومة حول الموطن الأصلي لليانسون إلا أن هناك أدلة ترجح أن مصر هي الوطن الأصلي لهذه النبتة، إذ عثر علماء الآثار على ثمار اليانسون في مقابر الصحراء الشرقية لمدينة طيبة.
كما ورد اليانسون في المخطوطات الفرعونية ضمن عدة وصفات علاجية. أما الآن فيزرع اليانسون على نطاق واسع في جنوب اوروبا وتركيا وايران والصين والهند واليابان
Akrum Hamdy [email protected] 01006376836
نشرت فى 28 يونيو 2008
بواسطة AkrumHamdy
أ.د/ أكـــرم زيـن العــابديــن محـــمود محمـــد حمــدى - جامعــة المنــيا
[email protected] [01006376836] Minia University, Egypt »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,789,114