أنثى الطيور - وخصوصا الدجاج - قادرة على إنتاج أعداد كبيرة من البيض خلال فترة حياتها. وكل بيضة (egg) تحتوى فى داخلها على بويضة ( ovum ) التى قد تكون قد أخصبت بحيوان منوى داخل الجسم والتى يترسب عليها الصفار والالبيومين والقشرة بعد الإخصاب . وتستمر أنثى الطيور فى وضع البيض بنفس الأعداد بصرف النظر عن حدوث الإخصاب من عدمه. ويتساوى البيض المخصب والبيض غير المخصب فى تركيبه الكيماوى . والبيض الذى ينتج للاستهلاك الآدمى بيض غير مخصب وهو اقل تكلفة نظرا لعدم الاحتفاظ بذكور فى القطيع.
ومعظم الطيور البياضة لا تنتج اكثر من بيضة فى اليوم . ويتم وضع البيض فى سلاسل ، وبعض السلالات لها القدرة على إنتاج البيض فى سلسلة طويلة بتتابع وبدون انقطاع. وهذا التتابع فى وضع البيض عادة ما ينكسر بيوم أو اكثر تنقطع فيه الدجاجة عن وضع البيض، ثم تبدأ بعد ذلك فى سلسلة أخرى.
والحيوانات المنوية تفقد حيويتها فى ظرف عدة ساعات فى درجة حرارة جسم الدجاجة والأنثى قادرة على تخزين الاسبرمات داخل الجسم ، حيث أن المهبل ( Vagina ) به ثنيات أو قنوات صغيرة ( Tubules ) يخزن فيها نسبة بسيطة من اسبرمات الذكر بعد التلقيح وهذه الاسبرمات تتحرك لتصل إلى القمع عند كل تبويض مع وصول البويضة إليه. وكفاءة الأنثى فى تخزين الاسبرمات تختلف فى أنواع الطيور المختلفة ، فهى عالية جدا فى إناث الرومى حيث وجد أنها قادرة فى أحوال نادرة على إنتاج بيض مخصب بعد 60 يوما من التلقيح ، وان كانت فى المتوسط يمكنها ذلك ببساطة لمدة أربعة أسابيع بعد التلقيح . وتختلف هذه الكفاءة فى أنواع الدواجن الأخرى من 6 إلى 12 يوما بعد التلقيح فى كل من الاوز والبط والدجاج والسمان.
ومن المعروف أن المبيض الأيسر وقناة البيض اليسرى هى التى تتطور فى أنثى الطيور بينما تصبح الناحية اليمنى أثرية . وفى بدارى الدجاج يمثل وزن المبيض 0.1 من وزن الجسم، ويرتفع إلى 3 % بعد البلوغ الجنسى. ويحتوى المبيض على عدة آلاف من البويضات ( الحويصلات الميكروسكوبية ) والتى ينمو جزء منها إلى الحجم البالغ بينما لا ينمو جزء آخر ، ويتم النمو فى تتابع زمنى ، واكبر الحويصلات حجما هو الذى يحدث له التبويض. وأحيانا لا يكتمل نمو الحويصلة ، وتضمحل ويذهب الصفار الذى بها ليستفاد به فى نمو بويضة أخرى.
وقد يحدث للمبيض خلل نتيجة الإصابة بالأمراض ، وتتوقف الدجاجة عن إنتاج البيض . وفى مثل هذه الحالة قد يحدث تنشيط للمبيض الأثرى فى الجانب الأيمن من الجسم ، وقد يأخذ وظيفة الخصية وينتج هرمونات ذكرية ، وبالتالى يمكن أن تظهر على مثل هذا الطائر المظاهر الذكرية من الريش والعرف والصياح . التبويض
انطلاق البويضة بما يحيط بها من صفار من داخل الحويصلة المتكونة فى المبيض يعرف بعملية التبويض (ovulation) وهى تختلف عن عملية خروج البيضة الكاملة ( بويضة + صفار + بياض + قشرة ) من الجسم (egg laying ) . وتتم عملية التبويض تحت تأثير عدة هرمونات . فمع زيادة جسم الحويصلة وبلوغها إلى الحجم الكامل يزيد إفراز هرمون البروجسترون ( Progestrone ) فى المبيض وينتقل مع الدم إلى الغدة النخامية (pituitary ) فتفرز هرمون محدث للتبويض ( leutinizing hormone ) فتنفجر الحوصله وتخرج من المبيض ليلتقطها القمع وتدخل إلى قناة المبيض. وأحيانا لا ينجح القمع فى التقاط البويضة وتذهب إلى التجويف الداخلى للجسم ، ويسمى ذلك بالوضع الداخلى (Internal laying ). وهذا الشذوذ يكثر حدوثه فى بداية النضج الجنسى حيث تصل نسبته إلى 40 % من البويضات فى أول أسبوعين بعد النضج وهذه المشكلة كثيرة الحدوث فى سلالة الدندراوى المحلية .
والقمع وهو أول جزء فى قناة المبيض- إلى جانب وظيفته فى التقاط البويضة الخارجية من المبيض فهو أيضاً مكان حدوث الإخصاب. والمنطقة التالية للقمع من القناة هى منطقه المعظم وفيها يفرز البياض وجزء من الماء حول الصفار ، ثم تليها منطقة الإثمس وفيها يفرز غشائى القشرة ثم منطقة الرحم ( الغدة القشرية ) وفيها تفرز القشرة. وتطول فترة بقاء البويضة والطبقات التى ترسبت حولها فى الرحم ( حوالى 20 ساعة ). ويفرز الرحم فى الساعات الأولى سوائل مائية، وهذه السوائل تختلط بالبياض من خلال مرورها من الأغشية وتعطى البيضة شكلها المعروف. بينما تفرز الخلايا الطلائية بجدار الرحم أملاح الكالسيوم التى تترسب أساسا على الأغشية ، وقد يفرز أيضا مادة صبغية (porphyrin ) فى الساعات الأخيرة من تكوين القشرة ( لتعطى بيضاً بنى اللون) ومنطقة المهبل فى آخر قناة المبيض لا تشارك فى التكوين ولكن بها عضلات قوية وانبساط هذه العضلات يساعد على خروج البيضة إلى المجمع ( cloaca ) . ويستغرق وقت تكوين البيضة فى قناة المبيض 24 : 30 ساعة فى معظم أنواع الدواجن ووقت وضع البيضة ( Timing of egg laying ) ليس عشوائياً بل يأخذ طبعاً مميزاً لكل نوع فمثلا الدجاج يبيض معظم البيض فى الصباح ، بينما يبيض السمان معظم البيض فى وقت متأخر بعد الظهر ، أما الرومى فيضع البيض فى وقت متأخر من الصباح وبداية بعد الظهر ، بينما يضع البط البيض فى وقت باكر بعد ظهور نور الصباح .
يحدث التبويض من المبيض عادة بعد حوالى نصف ساعة من خروج البيضة السابقة من الجسم . ويحدث التبويض تحت تأثيـــــر الهرمون المنشـــط للتبويــض Leutinizing hormone (LH)الذى يفرز من الفص الأمامى للغدة النخامية . وإفراز هذا الهرمون يحدث فى وقت محدد من النهار يطلق علية الفترة المفتوحة . وتمتد هذه الفترة فى الدجاج حوالى 8 ـ 10 ساعات ويتحكم فيها تأثر الطائر بالضوء .
ولوحظ أن معظم وضع البيض فى قطيع الدجاج يحدث بعد 16 : 17 ساعة من بداية فترة الإظلام السابقة.
( س : كيف يمكن التحكم فى موعد وضع البيض فى القطيع البياض ؟ )
ويقترب التبويض بالتدريج من نهاية الفترة المفتوحة يوماً بعد يوم نظراً لان تكون البيضة يأخذ وقتاً أطول من 24 ساعة . ويتوقف التبويض بانتهاء الفترة المفتوحة وتبدأ فترة توقف ( Pause) وبالتالى تتوقف سلسلة وضع البيض التى تبدأ من جديد مع بداية فترة مفتوحة أخرى ويتحكم الوقت اللازم لتكوين البيضة بطريق غير مباشر فى طرز سلاسل وضع البيض egg laying patterns .
( س : كيف يؤثر طول الفترة اللازمة لتكوين البيضة فى قناة المبيض على طول سلسلة وضع البيض ؟ )
والطيور التى تربى تحت الضوء الطبيعى تتعرض لفترات تدريجية شبه مظلمة أو معتمة(Dim but not dark) وذلك قرب ظهور أو غروب الشمس بينما الطيور التى تربى فى مساكن مغلقة تتعرض للانتقال الفجائى من نور ساطع إلى إظلام شامل . وكل من النظامين له تأثيره من ناحية استجابة الطائر للإضاءة كما أن فترة الإعتام قد تشجع الطيور على الرقاد ( Roosting ) . تأثير طول فترة الإضاءة (Photoperiodic Responses)
التغيرات الموسمية فى إنتاج البيض معروفة جداً . فطول النهار والتغيرات فيه تعتبر العامل الرئيسى فى الصفات المميزة لموسم التزاوج ( Breeding Season ) واختلافها من نوع لآخر وزيادة طول النهار عامة ينشط إنتاج البيض فى الطيور .
فتركيز هرمون LH فى بلازما الدم يظل منخفضاً عندما يكون طول النهار ( أو طول الفترة الضوئية ) أقصر من المفروض بالنسبة لنوع معين من الدجاج ، وعندئذ لا يبدأ الدجاج فى وضع البيض أو يتوقف عن وضع البيض . وزيادة طول النهار عن حد معين يطلق عليه الحد الحرج (Critical day length ) ينشط إفراز هرمون LH وبالتالى إنتاج البيض . ويزيد إفراز الهرمون بزيادة طول النهار أو الفترة الضوئية حتى يصل إلى مرحلة لا يزيد فيها إفراز الهرمون أكثر من ذلك وتسمى بحد التشبع ( Saturation day length ) . وعلى ذلك فالطائر يستجيب لأى زيادة فى طول النهار أو الفترة الضوئية عندما تكون أكثر من الحد الحرج وأقل من حد التشبع . ويعرف المجال بين الحد الحرج و حد التشبع بالمدى الحدى (Marginal day length) ويبلغ حوالى 10 – 14 ساعة فى الدواجن .
وعند تعويد الدجاج لأيام عديدة على فترة ضوئية أطول من الحد الحرج أو من حد التشبع يؤدى فى النهاية إلى تغيير فى قيمة الحد الحرج وحد التشبع بالزيادة ( أى زيادتهما عن 10 أو 14 ساعة ) ويطلق على هذا الجنوح أو العصيان الضوئى النسبى ( Relative photorefractoriness) . وبعض أنواع الدواجن مثل الرومى لا تستجيب مطلقاً لأى زيادة فى الفترة الضوئية ويظل الحد الحرج وحد التشبع ثابتين مهما تم تعريض الطيور لفترات مختلفة ، ويطلق على ذلك الجنوح العصيان الضوئى المطلق ( Absolute Photorefractoriness ). وتفهم ظاهرة العصيان الضوئى (Photorefractoriness ) مهمة فى رعاية القطعان التجارية لإنتاج البيض، حيث أن حصول الطائر على الفترة الضوئية الصحيحة يساعد على أعلى إنتاج للبيض . وعلى ذلك فنظم الإضاءة المتبعة يجب أن تتفق مع طبيعة نوع الطيور من حيث إذا كان نسبى أو مطلق الاستجابة للضوء . ويمكن الاستفادة من هذه الظاهرة ( الجنوح المطلق ) فى حالة الرغبة فى تأخير النضج الجنسى للرومى ( للحصول على فترة نمو أطول ) .حيث أن بدريات الرومى سوف لا تصل أبدا إلى النضج الجنسى الكامل ما لم يصل طول النهار إلى الحد الحرج . وعلى ذلك يمكن التحكم فى عدم بدء بدريات الرومى إنتاج البيض بتقصير طول النهار عن الحد الحرج ، حتى يصبح حجمها ووزنها مناسب لإنتاج البيض والدخول فى موسم تفريخ ناجح . وعلى ذلك فانه يمكن إدخال قطيع الرومى بسرعة فى الإنتاج بإطالة الفترة الضوئية إلى حد التشبع ( 14 ساعة ) حيث يبدأ الرومى بعد عشرة أيام تقريباً فى وضع البيض . ولا فائدة ترجى من زيادة الفترة عن 14 ساعة . وكما أن الرومى مثلا لحالة الجنوح المطلق ، فإن الدجاج مثل للجنوح النسبى . فبدريات الدجاج ستصل إلى النضج الجنسى حتى ولو كان طول النهار قصيراً . ولا يمكن التحكم فى عدم وضعها للبيض عن طريق الإضاءة فقط . ولكن يمكن التحكم فى تأخير النضج الجنسى للدجاج بتحديد كل من كمية الغذاء وطول فترة الإضاءة . فالدجاج الذى يقضى فترة الرعاية تحت طول فترة إضاءة حدية أو فى المدى الحدى يمكن دفعه إلى النضج الجنسى بسرعة بمجرد إطالة الفترة الضوئية . وقد وجد أن الدجاج يستجيب لإطالة فترة الضوء عن المدى الحدى ( 10 : 14 ساعة ) بحيث يمكن أن يعطى أعلى إنتاج عند طول فترة إضاءة حوالى 17 ساعة .
ويتم إسكان الطيور عادة فى مساكن إما تسمح بدخول الضوء الطبيعى ( Natural Day Length ) أو نتحكم فى الضوء بداخلها ( Light Proof Buildings ) .