إن معظم شباب مصر المحروسة - إن لم يكن جميعهم – ممن كان لهم شرف تطهير مصر من طاعون الفساد والاحتلال وأعمال السلب والنهب والسرقة والتضليل هم من الفئة المتعلمة والمثقفة من ذوي المؤهلات والخبرات في العديد من المجالات القانونية والعلمية المتخصصة ،  والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو لماذا لا يتم تنصيب هؤلاء الشرفاء كعناصر رقابة وتفتيش وتدقيق على كافة الوزارات والهيئات وأجهزة ومؤسسات الدولة إلى جانب الجهات الرقابية الحالية - كلٌ فيما يخصه ؛ بحيث يُرجع إليهم في كل شئون الجهات الحكومية المختلفة ؟ والحكمة من ذلك هو أن هؤلاء الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم وبأموالهم في سبيل تحقيق العدل والحرية والمساواة والذين حملوا راية الجهاد ضد الفساد والظلم والطغيان لَهُمُ الأحقُ بحمل هذه الأمانة والأقدر على صيانتها والأفضل على القيام بها ، بحيث يقوم هؤلاء بتقديم تقرير شهري أو ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنوي عن سير أعمال الجهة الحكومية المنصبين مراقبين عليها إلى مجلس حزب أعضاء ثورة التحرير التابعين له وذلك بالتنسيق مع مجلس الوزراء لتقييم أعمال الحكومة ولمتابعة سير أعمالها ولضمان القضاء نهائياً على الانحراف بالسلطة وتفشي أمراض الأجهزة الإدارية وتطهيرها من عيوب الفساد والرشوة والوساطة والمحسوبية ولتأديب المخالفين والفاسدين بها بهدف النهوض بمصرنا الحبيبة واللحاق بركب الحضارة والتقدم الذي تخلفنا عنه سنواتٍ طويلة.

                         محمد عبد الرحمن أبو الخير

                       المحامي بالنقض والدستورية العليا  

                  مدير المؤسسة العربية للدراســات العليا (AiP) 

 ورئيس الأكاديمية العربية للبحث العلمي والاستشارات والتدريب