<!--<!--
السكر سلعة استراتيجية هامة لايكفى الانتاج المحلى منها الاستهلاك السنوى فى جمهورية مصر العربية و هناك زيادة سنوية و مضطردة فى الطلب على السكر وذلك نظرا للزيادة فى معدل النمو السكانى و تغير فى انماط الاستهلاك فى الفترة الحالية و ما هو متوقع مستقبلا, هذا الامر يتطلب العمل وبجدية على سد الفجوة بين الانتاج و الاستهلاك.
و من المعروف ان جمهورية مصر العربية تعتمد فى الاساس للحصول على السكر على محصولى قصب السكر وبنجر السكر, حيث يزرع قصب السكر فى الوجه القبلى فى حين أن بنجر السكر يزرع فى محافظات الوجه البحرى و هناك منطقة تداخل للمحصولين تقع فى مصرالوسطى و تحديدا محافظة المنيا. و لان مصر تعانى من فجوة بين انتاج و استهلاك السكر يتم تغطيتها بالاستيراد و الذى غالبا ما يشكل تهديدا لصناعة السكر الوطنية فى حالة زيادة الكميات المستوردة عن القدر المطلوب و هنا تظهر الحاجة الى تطبيق نوع من الحماية الجمركية على استيراد السكر من الخارج و الاكتفاء بالكمية التى تغطى الفجوة بين الانتاج و الاستهلاك فحسب.
وباستعراض ملامح انتاج واستهلاك السكر فى جمهورية مصر العربية للتعرف على حالة الاكتفاء الذاتى منه يتضح لنا ما يلى:
فى عام 1972 كانت نسبة الاكتفاء الذاتى فى اعلى معدلاتها حيث و صلت الى 118,5% ثم بدأت تظهر فجوة بين الانتاج و الاستهلاك للسكر ابان حرب السادس من اكتوبر عام 1973 وما تلاها من انفتاح اقتصادى أحدث زيادة فى دخول فئات عديدة من الشعب المصرى ادت الى تغير ملحوظ فى انماط الاستهلاك. وبالنظر الى الزيادة المضطردة فى معدلات النمو السكاني التى ميزت تلك الفترة و ماتلاها, فنجد ان كل هذه العوامل مجتمعة او متفرقة ساعدت فى اتساع الفجوة بين انتاج و استهلاك السكر فى مصر حتى وصلت نسبة الاكتفاء الذاتى منه الى ادنى نسبة لها فى عام 1988 و هى 51,5 %. وفى العام الحالى 2012 قدرت نسبة الاكتفاء الذاتى من السكر فى مصر بحوالى 70,56 % , و بالتالى توجد فى مصر هذا العام فجوة بين الانتاج و الاستهلاك تقدر بحوالى 853 الف طن سكر, يتحتم تجاوزها بل و النظر فى امكانية تحويل الفجوة الى فائض يتم تصديره للخارج وبالتالى يتم ضخ نقد اجنبى فى بنية الاقتصاد المصرى. و الجدول التالى يوضح كميات الانتاج و الاستهلاك و الفجوة و النسبة المئوية للاكتفاء الذاتى فى مصر خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
انتاج و استهلاك السكر فى مصر خلال السنوات الثلاث الاخيرة
م |
السنة |
الانتاج بالمليون طن |
الاستهلاك بالمليون طن |
الفجوة بالمليون طن |
النسبة المئوية للاكتفاء الذاتى |
1 |
2010 |
1,991 |
2,765 |
0,774 |
72,01 % |
2 |
2011 |
1,898 |
2,800 |
0,903 |
68,80 % |
3 |
2012 |
2,004 |
2,840 |
0,853 |
70,56 % |
و باستعراض الجدول السابق يتضح ان الفجوة خلال السنوات الثلاث تكاد تكون ثابته حول 0,8 مليون طن سكر وهذا يضع النسبة المئوية للاكتفاء الذاتى من السكر حول رقم 70% كمتوسط خلال السنوات الثلاث الاخيرة بالرغم من انه بصفة عامة تتجه كميات الانتاج من السكر فى مصر الى الزيادة , و يكمن السبب فى هذه الظاهرة الى الزيادة فى معدلات الطلب على السكر بسبب معدل النمو السكانى المتسارع و المصحوب بزيادة الميل لدى المصريين الى استهلاك السكر الى الدرجة التى تخطت معدل الاستهلاك العالمى و المعدل الصحى الموصى به من منظمة الصحة العالمية بحوالى 6 كجم /فرد/سنة, و هو امر يتوجب علينا وضعه فى الحسبان عند التعاطى مع مشكلة الفجوة بين انتاج و استهلاك السكر فى مصر.
اما عن محصول قصب السكر فقد كان المصدر الوحيد لانتاج السكر فى مصر حتى عام 1981 و فى عام 1982 بدأ انتاج السكر من البنجر وبدأت نسبة مساهمة البنجر فى التزايد و بالتالى تتناقص النسبة المئوية لمساهمة القصب حتى و صلت هذا العام 2012 الى 49,93% من اجمالى انتاج السكر فى مصر, وهى السنة الاولى فى التى يفقد قصب السكر صدارته فى المساهمة فى انتاج السكر فى مصر . و بالرغم من زيادة كمية السكر المنتجة من القصب الا انه يواجهها زيادة فى الاستهلاك لزيادة السكان و زيادة الميل لاستهلاك السكر و مع ذلك يمكن القول ان قصب السكر يمكنه المساهمة فى احداث تضييق للفجوة بين الانتاج و الاستهلاك. و الجدول التالى يوضح مساهمة قصب السكر فى انتاج السكر فى مصر خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
مساهمة قصب السكر فى انتاج السكر فى مصر فى السنوات الاربع الاخيرة
م |
السنة |
اجمالى انتاج السكر بالمليون طن |
انتااج سكر القصب بالمليون طن |
النسبة المئوية لمساهمة القصب |
1 |
2010 |
1,991 |
1,0015 |
50,29 |
2 |
2011 |
1,898 |
0,985081 |
51,91 |
3 |
2012 |
2004221 |
1,000707 |
49,93 |
و قصب السكر يزرع فى محافظات مصر العليا ( أسوان, الأقصر, قنا, سوهاج) و محافظة المنيا التى تتبع اقليم مصر الوسطى و تتركز صناعة استخلاص السكر من القصب فى هذه المحافظات فنجد ان محافظة اسوان التى تزرع حوالى81800 فدان قصب تشتمل على مصنعين لاستخلاص السكر من القصب وهما مصنعى ادفو و كوم امبو اما محافظة الاقصر التى تزرع 62859 فدان قصب يقع فيها مصنع سكر ارمنت فى حين تقع مصانع قوص و دشنا و نجع حمادى فى محافظة قنا التى تزرع حوالى 116719 الفدان قصب, و فى محافظة سوهاج يقع مصنع سكر جرجا احدث مصانع استخلاص السكر من القصب فى مصر حيث تصل المساحة المنزرعة بقصب السكر الى 16095 فدان, و يقع مصنع ابو قرقاص فى محافظة المنيا حيث يزرع بها 39477 فدان.
و لاحداث توازن بين الانتاج و الاستهلاك يتبعه فائض يصدر فالقول ان ذلك ربما يمكن احداثه على المدى المتوسط (الاكتفاء الذاتى) و البعيد (الفائض المصدر).
ولكى يحدث هذا ينبغى ان تكون الاسترتيجية المتبعة و التى تستهدف زيادة انتاج السكر حتى الوصول الى الاكتفاء الذاتى فى المدى المتوسط ثم الوصول الى ان تكون مصر احد الدولة المساهمة بنصيب معتبر كمصدر فى تجارة السكر العالمية ويمكن احداث هذا من خلال مكونات ثلاث وهى:
· المكون الاول: زيادة انتاج السكر من القصب.
· المكون الثانى: زيادة انتاج السكر من البنجر.
· المكون الثالث: ادخال او التوسع فى محاصيل سكرية جديدة او محليات طبيعية نباتة.
· المكون الرابع: خفض استهلاك السكر.
و المكونات الاربعة السابقة هى مكونات هامة لسد الفجوة بين الانتاج و الاستهلاك و لابد من المضى فيها للوصول الى الهدف المنشود. الا ان الحديث فى ورقة العمل هذه سوف يقتصر على المكون الاول فقط . اما عن كيفية احداث ذلك فيمكن القول انه يتم من خلال:
التوسع الافقى.
· التوسع الرأسى.
· احداث تطوير فى سياسات الانتاج و التصنيع و الاستهلاك.
و التوسع الافقى يتمحور فى زيادة المساحة المنزرعة من قصب السكر وهى وسيلة قد تكون غير فعالة على المدى القريب او المتوسط لعدة اسباب منها:
ان غالبية المصانع قاربت بشدة او تعدت الطاقة التصميمية عدا ثلاث هى دشنا جرجا و ابو قرقاص
محدودية المساحات الممكن التوسع فيها اعتمادا على استكمال الطاقة التصميمية للمصانع
· احتياج التوسع الافقى الى وقت اطول استثمارات أكبر لانشاء المصانع.
<!--
<!--<!--
لذلك يمكن فى المدى المتوسط
التوسع الافقى للوصول بانتاج القصب الى الطاقة التصميمية فى المصانع التى لم تصل اليها بعد.
استخدام الذرة الرفيعة السكرية بديلا عن قصب السكر لانتاج العسل الاسود و بالتالى سيتم توجيه المساحة المستخدمة من القصب فى صناعة العسل الاسود و التى بلغت هذا العام 13312 فدان لصناعة السكر و يؤدى ذلك الى زيادة انتاج السكر بنحو 6500 طن تساهم فى تضييق الفجوة بين الانتاج و الاستهلاك.
<!--<!--<!--
استنباط اصناف خاصة بالمص و تتشر زراعتها داخل و خارج محافظات انتاج القصب الرئيسية لتوفير مساحات القصب التى تستخدم فى الاستهلاك الطازج والتى بلغت 31318 فدان فى 2012.
انشاء مصنعين لاستخلاص السكر من القصب فى منطقتى وادى النقرة و توشكا بمحافظة اسوان على ان يتم الاعتماد على نظام الرى الحديث بالمساحات التى ستزرع بقصب السكر فى المنطقتين و ان تكون الطاقة التصميمة لكل منهما 1,5 مليون طن قصب ينتج حوالى 150 الف طن سكر.
التوسع الرأسى
<!--هو الافضل حيث يتم العمل على زيادة محصول قصب السكر من وحدة المساحة( الفدان) و يتم هذا من خلال:
العمل على رفع متوسط انتاجية محصول القصب من الفدان بحوالى 5 طن.
استنباط اصناق قصب سكر جديدة عالية الانتاج و الجودة و مقاومة للامراض و الحشرات
تطوير المعاملات الزراعية بما يؤدى الى رفع انتاجية الفدان من قصب السكر
العمل على تقليل الفاقد من محصول قصب السكر و الذى يحدث فى الفترة من الحصاد وحتى توريد المحصول الى المصانع.
الاهتمام بمكافحة الآفات و الامراض فى حقول قصب السكر.
الاهتمام بالارشاد الزراعى لتغيير سلوكيات و اتجاهات المزارعين حيال انتاج قصب السكر
<!--<!--سياسات الانتاج و التصنيع و الاستهلاك
تعديل نظام التعاقد القائم بين شركة السكر و المزارعين بحيث يشجع الزراع على مزيد من الاهتمام لزيادة الانتاج.
تعديل فى مواعيد بدء و انتهاء موسم توريد القصب للمصانع.
و ضع خريطة صنفية مناسبة فى مصر.
ضرورة العمل على ميكنة قصب السكر بداية من الزراعة وحتى الحصاد بوسائل و معدات تتناسب و ظروف انتاج القصب فى مصر.
ضروة انشاء كيان موحد يمثل المزارعين للتفاوض فى امورهم مع الشركة و الحكومة.
ضرورة تغيير طريقة الرى الحالية فى قصب السكر على ان تتحمل الدولة فاتورة هذا التغيير.
تنظيم حملات توعية للشعب المصرى بضرورة تقليل معدلات الاستهلاك تمشيا مع التوصيات الصحية فى هذا الشأن و يتم ذلك من خلال الوسائط الاعلامية المختلفة و منظمات المجتمع المدنى.
ساحة النقاش