<!--

<!--<!--

الاستيفيا  أو ورقة العسل   نبات   ساحر قدم الينا من منشأه الأصلي فى جنوب العالم الجديد هو  نبات عشبي معمر . تحوي اوراقه عدة من المواد المحلية يطلق عليها معا الاستيفيوزايدز. و تكمن اهمية النبات في ركنين اساسيين : أولها قوة تحلية  فائقة تصل الى  أكثر من 300 ضعف تحلية السكر العادي المستخدم في الطعام. ثانيهما أن المواد المحلية المحتواه فى اوراقه لا تحوي   اي سعرات حرارية و بالتالي فإنها مثالية لتحلية الأطعمة المستخدمة من قبل  مرضى السكر و الاشخاص الراغبون فى الوصول الى القوام النحيف. و قد كانت البداية الفعلية  للأبحاث  العلمية الخاصة بزراعتة  و توطينه فى مصر بمعهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزلراعية   عام 1995 و قد توصلت البحوث التي تم إجراءها على امكانية توطين  النبات فى مصر و الحصول على  انتاجية تعادل اعلى انتاجية تم الوصول اليها على مستوى العالمى سواء من  الاوراق او من  المواد المحلية. و قد  كان من أوائل المتخصصين فىيه الدكتور أحمد السيد عطية الباحث بمعهد بحوث المحاصيل السكرية  وقد ناقش   هذه النتائج في المؤتمر الدولي الاول لنبات الاستيفيا بمدينة شنجهاي بالصين   و قد جذبت نتائج البحوث المصرية انتباه كبرى الشركات العالمية المتخصصة في زراعة نبات الاستيفيا و الشركات المنتجة للمواد الغذائية التي يدخل فيها النبات كمادة محلية. وقد تحقق على ايدى باحثو معهد بحوث المحاصيل السكرية سبق آخر وهو أمكانية زراعتة  تحت الظروف الصحراوية , فيما كانت النظرة السائدة لهذا المحصول هى عدم امكانية زراعة النبات في الاراضي الصحراوية. و فى ضوء النتائج التى تم التحصل عليها  تحت الظروف المصرية  يمكن على المدى البعيد انتاج  المادة الحلوة فى صورة  مسحوق او  اقراص او مادة سائلة و لكن على المدى القريب و المتوسط استخدام الاوراق بعد سحقها او تصدير الاوراق للخارج ريثما يتم انشاء وحدات لاستخلاص المادة الفعالة  من الاوراقه على الاراضى  المصرية . وهنا اود القاء بعض الضوء على حزمة التوصيات  الفنية  لزراعة نبات الاستيفيا طبقا لنتائج الابحاث و الدراسات المصرية:

 تمهيد:

هو نبات   عشبي معمر يتبع العائلة المركبة. موطن  نشوءه المنطقة الحدودية  بين باراجواي والبرازيل حيث تم  جمع و حصر و تصنيف  ما يربو عن 200 نوع  يقع تحت   الجنس Stevia , فيما يجب التنويه الى ان النوع  الوحيد  من بين اكثر من 200 نوع  والمتفرد بمحتواه  من المادة الحلوة  و المسماه بالاستفيوسويدز  هو النوع المسمى  باللغة اللاتينية rebaudiana   و المادة  كيميائيا هي مادة جليكوزيدية  فائقة الحلاوة غير حاوية لأية سعرات حرارية.

الظروف البيئية اللازمة  لزراعتة :

تجود زراعتة  في المناطق التي تزيد فيها عدد ساعات  سطوع الشمس و درجات الحرارة المرتفعة الى حد ما  حيث ان الحرارة الشديدة  تؤدي إلي  اضطراد النمو الخضري  وهذا مؤداه انخفاض المادة الحلوة.  بيد ان محصول الاستفيا لا تناسبه تركيزات الملوحة التى تزيد عن 1200 جزء فى المليون  فى حين ان نقص مياه الري ذو تأثير ضار به.

طبيعة نمو الاستيفيا:

 يصنف على انه   نبات معمر يمكن ان  يمكث  لمدة قد تصل الى سبعة سنوات  فى المناطق الاستوائية او التحت استوائية  فى حين انه  فى المناطق الباردة  يصنف على انه محصول حولي يحصد مرة واحدة قبل قدوم الشتاء . و فى مصر امكن الحصول منه على ثلاث حشات فى العام الاول ترتفع فى السنوات التالية الى اربع او خمس حشات ,  يقع النمو الزهرى للنبات عندما يقل طول النهار عن 12 ساعة/يوم.  و عندها يحدث نقص في تركيز المادة الحلوة في الأوراق .

  إكثار نبات  ورقة العسل

هناك اكثر من طريقة يمكن إكثاره بها :

اولا: الإكثار باستخدام  البذور إلا ان هذه الطريقة تكتنفها  معوقات عدة هى:

1-  نسبة الإنبات المنخفضة لبذور  نباتات ورقة العسل وذلك لوجود صفة عدم التوافق الذاتي في النباتات  حيث لا تتعدي نسبة الإنبات 20% في أفضل الحالات.

2-   دقة وصغر حجم البذور مما يجعل زراعتها  في الأرض المستديمة مباشرة غير ممكن مما يزيد من تكاليف الزراعة.

3-   ثبت تواجد تباينات وراثية  واسعة بين النباتات الناتجة عن البذور حيث ان  النباتات  خلطية التلقيح مما قد يؤدي إلي تباين شكل النباتات و اختلافات كبيرة فى تركيز ونسبة المواد الحلوة المحلية من نبات إلي آخر.

 ثانيا: الاكثار بالتفصيص الجذور حيث عادة ما يعطي الجذر الذي يبلغ عمرة سنة 3-5 أجزاء جذرية تعطي كل منها بعد ذلك نباتاً كاملاً إلا أن من عيوب هذه الطريقة قلة عدد النباتات الناتجة.

ثالثا: الإكثار عن طريع العقل الساقية والتي تحتاج إلي جو دافئ ورطوبة نسبية مرتفعة حول العقل كما يمكن تشجيع تكوين الجذور علي العقل بنقع العقل في منظمات النمو قبل الزراعة ومن أهم مميزات هذه الطريقة أن النبات الواحد يمكن أن يعطي عدد كبير من العقل وبالتالي يمكن إكثار عدد كبير من النباتات في وقت قصير الا ان عيوبها هو التكلفة المرتفعة لانها تحتاج الى صوبة لكى تنمو بنجاح.

ميعاد الزراعة

في حالة الزراعة بالبذرة تتم زراعة البذور في نهاية الشتاء و بداية الربيع ( فبراير و مارس) من كل عام  (من بذرة الموسم السابق) في المشتل في أحواض صغيرة مع تغطية البذور بطبقة رقيقة من التربة و لا يجب زيادة سمك التغطية لأن بذور الاستيفيا تحتاج الى الإضاءة لإتمام عملية الإنبات و يتم الري بحيث تبقى التربة رطبة باستمرار و تستمر البذور في المشتل مدة من شهرين إلى شهرين و نصف  ثم يتم نقل الشتلات إلى الأرض المستديمة. أما في حالة الزراعة بتفصيص الجذور فيفضل تفصيص الجذور و نقل الشتلات في من فى النصف الاول من فصل الربيع و نقل الفصيلات و ريها في نفس اليوم. أما في حالة الزراعة بالعقل الساقية فيتم أخذ العقل فى بداية الربيع  و زراعتها في الصوبة مباشرة مع الحفاظ على نسبة الرطوبة النسبية حول العقل مرتفعا لمدة 20 يوم على الأقل و عند عمر 45 يوم للعقل يتم نقل العقل الناجحة إلى الأرض المستديمة و بوجه عام فإن انتاج الشتلات من العقل  الساقية تكون ناجحة خلال أغلب أشهر السنة فيما عدا أشهر الشتاء.

الزراعة فى الارض المستديمة:

يمكن نقل الشتلات إلي الأرض المستديمة في أغلب أوقات السنة (فيما عدا فصل الشتاء) إلا أن أفضل ميعاد لنقل الشتلات تحت الظروف المصرية هو أول شهر أبريل . تفضل الزراعة علي مسافات 20-30 سم بين النباتات وعرض خط 50 سم ويجب أن يتم ري النباتات بعد الشتل مباشرة.

عمليات الخدمة (المعاملات الزراعية):

اضافة الاسمدة (التسميد)

يجب عدم الافراط فى التسميد النيتروجينى خاصة فى اراضى الدرجة الاولى لأن هذا يؤدي إلي زيادة النمو الخضري علي حساب تركيز المادة المحلية بالأوراق  ويوصى بالتسميد النيتروجينى بمعدل  بمعدل 20 كجم نيتروجين/فدان/حشة علي دفعتين و يفضل التسماد النتراتى عن اليوريا . كما يضاف 30 كجم من السماد الفوسفاتى اثناء اعداد الارض للزراعة و ايضا يضاف السماد البوتاسى بمعدل 25 كجم /للفدان مع الاهتمام بالعناصر الصغرى خاصة الحديد والزنك و البورون.

 الامداد المائى (الري)

تتميز جذور نبات الاستيفيا  بانها جذور متشعبة (ليفية) و قريبة من سطح التربة لذلك  مما يجعل احتياجاتها من مياه الرى قليلة و هذه ميزة  نسبية  للنبات وبالتالى يتم الرى بالامداد بريات خفيفة متتالية وتختلف عدد الريات طبقا للطقس السائد و نوع وطبيعة الارض.

مقاومة الحشائش

من العمليات الهامة و المحددة للانتاج حيث ان النبات معمر ممايعطى الفرصة لنمو وتكشف الحشائش الصيفية و الشتوية و المعمرة و هذا امر فى غاية الاهمية  وحتى الان غير موصى حاليا  باستخدام المبيدات  الكيماوية  للحشائش فى حقول الاستفيا   لذلك  تتم مكافحة الحشائش يدويا او باستخدام العزيق. فيما ينصح كاتب هذه السطور بعد استخدام المبيدات فى مكافحة الحشائش كون هذا النبات له منتوج يستخدم طبيا اكثر من استخدامه كمادة مغذية.

جمع الاوراق (الحش او الحصاد)

تحت الظروف المصرية يتم أخذ3- 5 حشات سنوياً فيما عدا السنة الاولى فيكون اقل من ذلك , يتم حش  المجموع  الخضرى من النباتات مع ترك القواعد بارتفاع 7-10  سم فوق سطح الارض  للسماح  لها  بإستعادة النمو الخضرى فى اقرب فرصة ممكنة و اعطاء الحشة التالية .

معاملات ما بعد الحصاد:

من الاهمية بمكان ان يتم المجموع الخضرى للنبات التى تم حشها  بالماء الجارى النظيف النقى الغير مخلوط باى مادة اخرى ثم يتم   تجفيفهاعلى  درجة حرارة الغرفة  و فى مكان مظلل معد لذلك  حيث ان التجفيف الشمسى المباشر  يغير لون الاوراق  الى اللون البنى و بالتالى يتأثر لون المادة المستخلصة مما يقلل من قيمتها التجارية و بالتالى خفض سعرها.

وبعيد التجفيف يتم فصل الأوراق عن السيقان يدوياً حيث يتم تخزين الأوراق لحين بيعها و يعطي الفدان  تحت الظروف المصرية محصولا من الاوراق الجافة يتراوح من 2-4 طن اوراق جافة  سنويا.

المصدر: د احمد زكى أبو كنبز

ساحة النقاش

د أحمد زكى

Ahmedazarc
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

230,276