بانتهاء جلسة مجلس الامن حول سد النهضة و نتائجها , المتوقعة من جانب مصر و السودان, و هى النتائج التى سعت اليها اثيوبيا و عدتها على غير الواقع  انتصاراً دبلوماسياً , حيث تصورت انها حصلت على المزيد من الوقت للمراوغة و المداورة وصولاً الى الانتهاء من الملىء الثانى لبحيرة السد الكئيب و هذا ما تقوم به حالياً.

اما نحن  دولة المرور ودولة المصب فننتظر و نترقب ما تأتى به الاحداث لاحقاً و يحدونا الامل او على الاحرى لدينا ثقة كاملة فى ان دولتينا لديهما من البدائل ما تحفظا به حقوقنا المائية التليدة فى مياه النيل الازرق و نعلم ان كل الخيارات لدينا مفتوحة و متاحة و أماكنياتها متوفره.

و مع استمرار الملىء الثانى للسد حيث تم رفع مستوى الحاجز الاوسط بالبناء عليه  بهدف الوصول الى مستوى 592 م و الذى لم يتم حتى الآن, الا ان البناء مستمر و فى مستوى اعلى من مستوى المياه المتوارده على بحيرة السد   وبالتالى فان تصرف السد  فى فترة الملىء يتم من خلال  الفتحتين السفليتين ,ومعلوم أنه سيتم طبقا للارتفاع الحالى للحاجز الاوسط حجز حوالى 6,8 مليار متر مكعب , و اذا تمكنت  اثيوبيا من الاستمرار فى رفع الحاجز الاوسط  حتى 592 مترا , فستتمكن من حجز الكمية المستهدفة او المخطط لها فى الملىء الثانى و قدرها 18,5 مليار متر مكعب , و عند تمامها يتحول السد الى قنبلة مائية صغيرة الحجم.

 الآن و قد بدأت فى  اثوبيا رفع الحاجز وتخزين المياه فستتوقف مياه النيل الازرق عن التدفق الى الشمال, الا من قتحتين سفليتين تصرفهما اليومى 60 مليون متر مكعب مياه علما بان احتياجات مصر فى هذه الفترة تربو عن 150 مليون متر مكعب مياه و السودان تربو عن 80 مليون متر مكعب مياه, بهذا نرى ان الكمية المنصرفة من الفتحتين  السفليتين للسد تمثل ربع احتياجات مصر و السودان فى هذه الفترة.

اذن علينا الان ان نعوض احتياجاتنا من المياه مما خزناها فى بحيرة السد العالى العام الماضى, هذا اول التأثيرات السلبية للملىء اما ثانيها  و ثالثها فهو توقف توليد الكهرباء فى سدود الروصيرس و سنار و مروى بالسودان,  كما ستتاثر محطات مياه الشرب فى شرق السودان خلال فترة الملىء التى بدأت و لانعرف متى سوف تنتهى, ويذكر انها فى العام الماضى استمرت ثلاثة اسابيع.

و بعد فترة الانتهاء يبدأ التاثير السلبى الرابع المدمر وهو عن وصول  اثيوبيا الى نهاية الملىء الثانى حيث تصل المياه الى اعلى الحاجز الاوسط تبدأ المياه المخلوطة بالطمى فى التدفق فوق الحاجز الاوسط و تتجه فى صورة فيضانات عاتية الى السودان تفعل باهلنا فى جنوب الوادى الافاعيل. وهنا لنا وقفة حيث اختارت اثيوبيا السد بالقرب من الحدود السودانية  او على بعد 20 كيلو متر منها حتى لا تتاثر هى بالفيضانات نهائياً و تترك الاثار المدمرة للفيضانات على اشقاءنا فى جنوب الوادى.

و مع ذلك تستمر اثيوبيا فى الاسطوانة المكررة ان السد تم بناءه لافادة مصر و السودان واثيوبيا و انهما لن تتضررا ابدا كما فعلت مع كينيا و الصومال سابقاً, و تخفى  اثيوبيا فى نفسها  ما تحسبه سراً و هو معلوم للجميع, وهو انها تضمر بنا شراً  فانها تريد ان تحقق اطماعها فى اراضى السودان, والتأثير فى القرار المصرى من خلال التحكم فى مياه النيل الازرق  , بل هى تطمح فى بيع المياه لمصر و السودان و غيرها من الدول المجاورة فهم يعتقودن ان المياه مثلها مثل النفط والثروات المعدنية الاخرى سلعة تباع وتشترى وهذا يخالف القانون الدولى الذى يقول ان المياه فى الانهار الدولية لا تباع ولاتعتبر سلعة, وهنا لنا وقفه ان قواعد القانون الدولة يطبقها الاقوياء فقط اما الضعفاء فلا قانون و لا  تطبيق ,. وكلها امنيات وترهات حبشية  لن تتحق لهم  ابداً.

أن  أكبر الامثلة على ذلك القضية الفلسطينية لديها من القرارات و القوانين و الاتفاقيات ما يفوق الحصر و لم يطبق اى شىء مما نسميه بالشرعية الدولية لسبب واحد وهو ان الفلسطينيين لا يملكون هم ولا العرب من وراهم القوة اللازمة لتطبيق الشرعية الدولية.

و فى حالتنا هذه اقصد قضية سد النهضة و مياه النيل الازرق فان مصر و السودان تمتلكان القوة اللازمة لحسم الامر لصالحهما ولديهما خيارات كثيرة تبدأ من استعادة اراضى بنى شنقول السودانية مروراً بدعم جبهة  تحرير بنى شنقول و انتهاء بتدمير السد نفسه, ووفقاص لاحد القادة السابقين فى الجيش المصرى ان مصر يمكنها منفردة انهاء امر السد خلال ستين دقيقة فقط.

و لكن مصر تتمهل و تعطى الفرصة تلو الاخرى للاحباش لعلهم يتعقلوا  أو يدركوا  أن هذا لن يكون و أن أمر السد وسرهم المعلن لن تقبل به مصر و لا السودان, وانه فى اللحظة المناسبة, ان لم يثب الاحباش الى رشدهم ويعودوا عن غيهم و يعطونا حقوقنا التاريخية الثابتة  بالتى هى احسن , فالمؤكد اننا سنأخذ حقنا اخذ عزيز مقتدر, من خلال استخدام القوة الباطشة , وعندها لن يلومنا احد على حد قول الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب

اخيراً ايها الاحباش لايخدعنكم الصبر و طول بال مصر, احذروا غضبة مصر, التى يمكنها فى أى وقت تنفيذ وصية الفرعون المدرجة على حائط مقياس النيل فى معبد ادفو.

المصدر: د احمد زكى ابو كنيز موقع البصمة الالكترونى

ساحة النقاش

د أحمد زكى

Ahmedazarc
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

230,223