خلال هذه الفترة  تتعرض البلاد لموجات من الطقس السىء   شبورة وامطار و رياح عاتية وانخفاض فى درجات الحرارة  وهذا ما يهمنا فمن المتوقع تعرض  بعض المناطق لموجات صقيع  حيث اوضحت تنبؤات الطقس انخفاض درجات الحرارة فى بعض المناطق الى حوالى 2درجة مئوية مما يعطى احتمالا كبير بوقوع موجوات صقيع. .  والصقيع  ظاهرة  طقسية ذات تأثيرات سلبية على كافة مناحى الحياة و فى القلب منها  المزراعه  و غالبا ما يحدث عندما تنخفض  درجة حرارة سطح الأرض أو الهواء  القريب من او الملامس لسطح الأرض إلى الدرجة  التى  يتحول  عندها الماء إلى بللورات ثلجية ويتجمد نتيجة الهبوط في درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، أو يمكن القول  عندما يتحول بخار الماء مباشرة إلى كريات ثلجية صغيرة، 

و من خلال خبراتنا السابقة نعرف ان هناك نطاقات معينة (مناطق)  احتمالية ان تداهمها موجات الصقيع  اكثر من غيرها و يعرف المزارعون ذلك جيداً  ويطلقون عليها ( مهبط البرد) لان الظاهرة قد تتكرر سنويا او فى بعض السنوات و لكن بدرجات مختلفة و بالتالى اناشد  المزارعين مراعاة ذلك و خاصة اصحاب الحقول التى تكررت فيها هذه الظاهرة.

آلية حدوث الصقيع

,ومن المعروف أن الهواء البارد أكثر كثافة من الدافىء ، ففي الجو الذي تسوده  حالة سكون  فان الهواء البارد  يهبط الى اسفل ليتجمع على  اى سطح  يقع فى طريق هبوطه  و يحدث  هذا عن عند تجمع الهواء البارد على اسطح اوراق النباتات و يتجمد و يجمد معه هذه الاوراق وهنا تبدأ اضرار الصقيع على النباتات.

يؤثر الصقيع تأثيرًا سيئا على النباتات، وخاصة العصيريه   حيث تتضرر الأوراق الخضراء  والبراعم ثم السيقان وتتحول من اللون الاخضر الى الاصفر ثم الجفاف و موت النبات بالكامل و على وجه الدقة يسبب الصقيع   تجمد سيتوبلازما الخلايا النباتية  ومعروف ان السوائل يزداد حجمها بالتجمد, و هذا معناه تحطم الجدر الخلوية و تمزقها و عند ارتفاع درجات الحرارة  مرة اخرى يعود   السيتوبلازم للسيولة ولكن عندها  تكون جدر الخلايا  قد تمزقت  فتتداخل مكونها ,ثم  تموت وعندها  تصفر الاوراق وتجف  وتموت ويتحول لونها الى اللون البنى ,  وينتج عن ذلك خسائر كبرى.

و تتفاوت النباتات فى درجة تحملها للصقيع ما بين شديدة الحساسية  مثل الطماطم الى متحملة  مثل الاشجار النفضية و ما بين هذه وتلك تتباين   الآثار السلبية و ما ينجم عنها كخسائر ما بين لاشىء الى كوارث قد تودى بمحاصيل كاملة. و لذا لابد من العمل على تلافى هذه الآثار السلبية , وهناك العديد من الوسائل لمواجهة موجات الصقيع . تتعدد وتختلف و تتباين تبعاً لنوع النباتات و حجمها و قيمتها الاقتصادية.

كيفية تجنب اضرار الصقيع

و لمنع حدوث الاضرار  السالفة الذكر والناجمة عن الصقيع  ينصح بمتابعة الارصاد الجوية خلال الفترة المتبقية من شهر يناير الجارى ,حيث تقوم هيئة الارصاد الجوية باعطاء تنبؤات عن حالة الطقس لفترة ثلاثة الى خمس ايام قادمة فاذا ما كان هناك احتمال او توقع  لهبوط درجات الحرارة  الى مستوى حدوث الصقيع  علينا ان نتخذ احد او بعض الاجراءات الاتية:

اذا كانت المزروعات ذات قيمة اقتصادية كبيرة يمكن استخدام تقنيات مكلفة  وهذا ما يتم تنفيذه خارج مصر مثل ماتم فى مزارع الموالح بأرجواى حيث تم سحب الهواء من فوق  سطح الارض الى طبقة التروبوسفير باساتخدام تقنية معينة  لدفع الهواء البارد الى اعلى و ستقدام هواء اكثر دفئاً من هذه الطبقة  و يطلق على هذه التقنية الاحواض العاكسة .,و فى مزارع العنب بنيوزيلندا  نفذت  طريقة مشابهة تعتمد على فى ضخ الهواء البارد لاعلى و استقدام هواء دافىء من طبقات جوية  اعلى باستخدام  طائرات الهليكوبتر, اما فى مزارع الموالح بفلوريدا فقد استخدموا اجهزة طرد هواء عملاقة (بلاور) لدفع هواء ساخن فى المزارع لمسافات كبيرة, وهذه الطرق قد يكون من الصعب علينا تنفيذها فى مصر و لكن يمكننا فى حالة المزروعات ذات القيمة الاقتصادية العالية مثل الطماطم  او بعض انواع الخضر تغطيتها باستخدام البلاستيك الشفاف فى فترة توقع الصقيع كما يمكن حرق متبقيات نباتية حول الحقول الا ان هذه لاينصح بتنفيذها الا فى نطاق ضيق, ايضا يمكن رش  النباتات الرهيفة الحساسة للصقيع ببعض انواع الزيوت المعدنية مثل زيت الفولك للتقليل من اثر الصقيع.

و لكن ماذا عن محاصيل الحقل الاخرى ذات القيمة الاقتصادية الاقل و التى لا يتناسب تنفيذ الطرق السابقة ذات التكلفة الباهظة مع المردود الاقتصادى  لها؟ هنا يمكن استخدام احد و عدة من الوسائل التالية:

عدم زراعة النباتات الحساسة للصقيع فى  الاماكن التى تتكرر فيها الظاهرة او مايطلق عليها مهابط الصقيع

الاهتمام بالتسميد العضوى فى الاماكن التى  يتكرر حدوث موجات  الصقيع بها,  اجراء  رية خفيفة سريعة و تتم وسط النهار مع تجنب الرى الليلى او فى الصباح الباكر, الرش بمواد مثل «سيليكات البوتاسيوم» على الأوراق، قبيل حدوث  موجات الصقيع مباشرة،  إضافة الأسمدة العضوية والكيمياوية، بدفعات متوازنة وكافية لتدفئة جذور النباتات،

 التسميد باستخدام الأسمدة الورقية العالية المحتوى من عنصرى البوتاسيوم والفوسفور., وتجنب التسميد النيتروجيني تماماً فى فترات توقع الصقيع. بالرش بمركبات الأحماض الأمينية ومستخلصات الطحالب البحرية والعناية برش الكالسيوم، لتحسين التغذية وتدعيم خلايا النبات.   التعفير بالكبريت الزراعي أو الرش بالكبريت الميكروني والزيوت المعدنية على المجموع الخضري.

وفى النهاية اريد ان اوجه بأمرين فى غاية الاهمية يقعان على عاتق الأجهزة المعنية بوزارة الزراعة وهما او لا: نشر خرائط توضح مدى امكانية تعرض الاماكن المختلفة لموجات الصقيع و تكون متاحة للجميع, ثانياً انشاء نظام انذار مناخى مبكر و اتاحته كتطبيق للمزارعين و اصحاب المزارع لامكانية اتخاز الاجراءات الناجعة قبل وقت كافى من حدوث موجات الصقيع.

و اثق ان الوزارة ستهتم بهذا الامر خاصة مع التغيرات المناخية القادمة و تعرضنا لظواهره مناخية  حادة ضارة و غير معتادة كثيراً  كموجات الصقيع او موجات الحر و ما بينهما من عواصف و زخات مطرية تتحول الى سيول هادره.

المصدر: د. احمد زكى ابو كنيز اجرى توداى افاق بيئية

ساحة النقاش

د أحمد زكى

Ahmedazarc
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

231,481