جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الهاربون إلى حضن الجبل
( إلى شهداء الدويقة أسكنهم الله فسيح جناته )
متدثرين بحزنهم
جمعوا شتات ترابهم
بحثوا بين الصخور عن أشلائهم
لملموا أعضائهم
قدموها للوطن ليفهموا ما أذنبوا؟ ماذا بهم؟
*****
حملوا أولادهم وجاءوا هاربين
من فقر وجوع
من أرض كانوا فيها بلا ثمن
من بؤس القرى وأطراف النجوع
جاءوا إلى قلب الوطن
والأمل ينبض بين الضلوع
جئناك يا وطني فضمنا
الفقر قد أكل أكبادنا
لملم يا وطن أشلائنا
وافتح زراعيك لنا
وضمنا
*****
وهناك بدموع حزينة
على أبواب العاصمة
جلسوا في سرادق الوطن
وتقبلوا فيه العزاء
لم يعد لهم من يلوذوا في عرينه
أو يمد لهم يد تنشلهم من الشقاء
وهناك على طرف المدينة
هربوا إلى حضن الجبل
إلى صخور مستكينة
عمرها عمر الأزل
فرد الجبل ذراعيه لهم
واحتضنهم
برقت لهم بقايا من أمل
بنوا بيوتاً بائسة
عاشوا حياة يائسة
وبكى الجبل
ودق قلبه حزناَ على الهاربين
حتى انفطر
مد ذراعيه ليضم الكادحين
نزلت صخوره الأزلية كالقدر
……على بيوت الآمنين
****
متدثرين بحزنهم
جمعوا شتات ترابهم
بحثوا بين الصخور عن أشلائهم
لملموا أعضائهم
قدموها للوطن ليفهموا ما أذنبوا؟ ماذا بهم؟
المصدر: بقلم : أحمد سيد إبراهيم
ساحة النقاش