لماذا نصب الزيت على النار يا سماحة الأنبا رفائيل

 

إن الكثير من المتابعين ومحبي هذا الوطن  انتابهم قلق كبير لبعض المشاهد التي احتوت عليها عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وأخطر هذه المشاهد على الإطلاق هو عملية التحزب الديني الذي شهدته العديد من الدوائر، وخاصة التي يتراجع فيها مستوى التعليم، وكنت قد عاتبت في مقال سابق فضيلة الشيخ محمد حسن يعقوب عندما وصف التصويت بنعم على أنه "انتصاراً للدين".

 

واليوم أعتب على سماحة الأنبا رفائيل، والذي قام بدوره لتحويل الاستفتاء إلى قضية دينية لتابعيه خلافاً للحقيقة، وفيما يلي تفريغاً لمقال عن تلك الحادثة من جريدة الوفد

 

"الكنيسة تحشد مواطنيها والمعاقين للتصويت بـ"لا""


الأحد, 20 مارس 2011 00:14

 

 

كتب - ابوبكر خلاف:

 

كشف فيديو على الانترنت النقاب عن حشد الكنيسة للمواطنين للمشاركة في الاستفتاء والتصويت بـ"لا"، خشية سيطرة الإسلاميين على مقاليد الأمور بالبلاد، ودعت الاقباط للتصويت بكثافة في الاستفتاء ولم يستثني حتى المعاقين.

ويظهر الفيديو المؤرخ حديثا الانبا رفائيل في احد الاجتماعات الكنسية قبل يومين من الاستفتاء يطالب الجماهير المسيحية بالخروج لقول "لا" للاستفتاء لأن التعديلات ستؤدي إلى تكوين دولة دينية إسلامية، ودعا الجميع للتواصل في كل المحافظات لنفس الموقف قائلا" احنا عددنا مش قليل، لكنه سيكون قليلا إذا جلسنا في البيوت، وعلى الجميع ان يذهب حتى المعوقين".

وفي حوار "لبوابة الوفد" مع أحد الشباب المصري المسيحي أمام مقر لجنة الاستفتاء بمدرسة عثمان بن عفان بالعمرانية قال "سأقول لا .. أنا اؤمن بأن رفض التعديلات هو الانسب لمصر .. وهذا لايعني انني كأحد الاقباط أريد تعديل المادة الخاصة بالدين الاسلامي اوالتعرض لها .. بالعكس اقول "لا" لأن الدستور سقط بسقوط النظام السابق.

ونفى ماتردد من مزاعم حول نية الاقباط للثورة لتغيير المادة الثانية، وقال "اعتقد أن العديد من الأقباط سيصوتون بنعم إذا دعوا للتصويت على بقاء الاسلام دينا رسميا للدولة ، باعتباره حقيقة ويمثل أغلبية المواطنين، لكن نعترض على استفادة الاخوان بهذه التعديلات "- حسب قوله.

 

لقد استخدمت ياسماحة الأنبا فزاعة الدولة الإسلامية لحث تابعيك عل التصويت بلا، وهو ما يطرح سؤال عن ماهية التعديل الدستوري الذي رأيته سيغير من وضع الدين إلى الدولة نسبة إلى الدستور القديم؟ وبما أنه لا يوجد  أي تعديل دستوري يساند ما نقلته لأتباعك، فلم تستفد مصرمنها شيئاً إلا تعميق شرخاً قائماً بين عنصري الأمة.

 

يا سماحة الأنبا مصر دولة ذات أغلبية إسلامية، وهو ما يحكم بالضرورة على هويتها، والعبرة أن كل من هو غير مسلم يكن له حق المواطنة الكامل بلا تمييز بسبب الدين أو العرق أو غيرها من العوامل، وذلك دون أن يتم محاولة إجبار الأغلبية بالتخلي عن هويتها الرئيسية.

 

 أما أن تحث متابعيك على التحزب من وجهة نطر دينية، فهذا يعطي كل الحق للإسلاميين المتشددين بأن يجاوبوك بنفس اللغة ويحشدون مواقفهم السياسية بناء على المرجعية الدينية.

 

وغني عن الذكر أن هذا لن يكون في مصلحة مصر بأي شكل من الأشكال، إن رجال الدين عليهم مسؤولية كبرى في الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد الأن، ولا يجب أن يساهموا سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين في إلقاء الحطب على النيران التي ينفخ فيها بقايا النظام السابق، أملاً في فشل ثورة مصر المباركة.

 

إن أي تغيير على المادة الثانية في الدستور الآن هو مستحيل، وخاصة في ظل الشحن الطائفي الطافي على سطح الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد الآن، والوسيلة الوحيدة لذلك هي حوار مجتمعي مفتوح يقنع الأغلبية وليس بحض الشباب على اتخاذ مواقف سياسية على أساس ديني ولا بالتظاهر وقطع الطرق لتحقيق ذلك، ففي النهاية حتى لو كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضع إلغاء المادة الثانية من ضمن التعديلات الدستورية، لكانت النتيجة الحتمية هي رفض هذه التعديلات، أليس كذلك؟

 

إن ما حدث خلال الاستفتاء الماضي هو درس لنا جميعاً، أرجو أن يستفيد منه رجال الدين في الانتخابات البرلمانية القادمة، ويجب أن يبقى رجال الدين فيها في المسجد والكنسية ويتركوا للناس حرية الاختيار بلا وصاية.

المصدر: جريدة الوفد
AhmedIbrahim

أحمد سيد إبراهيم

  • Currently 111/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 390 مشاهدة
نشرت فى 29 مارس 2011 بواسطة AhmedIbrahim

ساحة النقاش

أحمد سيد إبراهيم

AhmedIbrahim
أسعى أن يكون قلمي منارة، في عالم اعتاد الناس فيه الخلط بين الحقائق ووجهات النظر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

141,372