فالأسماك تنفرد بالقيام ببعض العمليات الفسيولوجية المرتبطة بمعيشتها فى البيئة المائية مثل التنظيم الاسموزى Osmoregulationوالذى يحملها ببعض التبعات التى لا تتحملها الحيوانات البرية.والمقصود بالتنظيم الاسموزى هو عملية السيطرة على كميات الماء والمواد الذائبة فى خلايا وأنسجة الأسماك . وعملية التنظيم الملحى هذه من العمليات الساسية الحيوية التى على الأسماك ان تقوم بها بطريقة مستمرة خلال حياتها فى بيئتها المائية.
التنظيم الاسموزى فى الأسماك
التنظيم الأسموزى فى الأسماك البحرية:
تقوم الأسماك التى تعيش فى المياه البحرية بشرب المياه باستمرار لتعويض ما تفقده منه نتيجة لارتفاع الضغط الاسموزى لمياه البحر. ويفقد الجزء الأكبر من هذا الماء خلال سطح الخياشيم حيث يقاوم الجلد خروج المياه عن طريقة بسبب القشور والمخاط وتتراوح كمية المياه التى تشربها الأسماك البحرية بين 10 -40 % من وزن الجسم يومياً ونلاحظ أنه يسمح للأيونات وحيدة التكافؤ (الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد) بالمرورخلال انسجة المرئ الى الدم حيث تقوم الخياشيم بافرازها والتخلص منها فيما بعد ويحدث بالانتشار بطريقة سلبية أى دون الاحتياج الى طاقة بسبب ارتفاع تركيز هذه الأيونات فى مياه البحر غير أن جزء من هذا الانتقال يكون عن طريق الامتصاص النشط ، وتنشأ القوة الدافعة لهذا الامتصاص بسبب نشاط انزيم Na+ K+ ATPase الذى يوجد فى الغشاء القاعدى للخلايا الطلائية المبطنة للقناة الهضمية وتؤدى عملية امتصاص الأيونات أحادية التكافؤ من الماء عند مروره فى القناه الهضمية الى أن يصبح الماء الذى يصل الى الأمعاء أقل تركيزا من ماء البحر وبذلك يتم امتصاص حوالى 60 – 70 % من الماء الذى تشربه الأسماك بهذه الطريقة.
تصل الأيونات أحادية التكافؤ التى يتم امتصاصها الى الدم حيث يتم افرازها فى الماء عن طريق الخلايا المعروفة بخلايا الكلوريد وهى خلايا غنية بالميتاكوندريا وتتركز هذه الخلايا بصفة خاة فى الخياشيم ولكنها توجد أيضا فى جلد الرأس وعلى الغطاء الخيشومى فى بعض الأنواع. وىلية عمل هذه الخلايا غير مفهومة بشكل جيد ولكن يبدو أنها تتضمن التبادل بين الصوديوم والبوتاسيوم عن طريق انزيم Na+ – K+ ATPase والذى يبدو مسئولا عن تشغيل مضخة الصوديوم كما فى الخلايا العصبية.
من ناحية أخرى لا يتم امتصاص الا كمية قليلة من الأيونات الثنائية التكافؤ مثل أملاح الكالسيوم والعنسيوم والكبريتات خلال مرورها فى القناه الهضمية عن طريق النسيج الطلائى للأمعاء وحوالى 80% من هذه الأيونات التى تدخل مع المياه التى تشربها الأسماك تطرد مع الفضلات الاخراجية Feces الى خارج الجسم بعد أن تكون مركبات معقدة غير قابلة للذوبان داخل القناه الهضمية باتحادها مع الأكسيدات والهيدروكسيدات. والكمية الصغيرة التى تمتص من الأيونات ثنائية التكافؤ يتم التخلص منها بواسطة الكليتين حيث تطرد مع البول فى نفس الوقت تخفض الكلى من معدلات فقد الماء الى أقل درجة ولهذا تخرج الأسماك البحرية كمية قليلة من البول المركز والذى يحتوى على كمية كبيرة من الأملاح.
التنظيم الأسموزى فى أسماك المياه العذبة:
من الطبيعى أن يكون الضغط الاسموزى لسوائل الجسم فى أسماك المياه العذبة أعلى منه فى البيئة الخارجية لهذا يتجه الماء لغزو أجسامها خاصة عن طريق الخياشيم وسطح القناه الهضمية وفى الوقت الذى تميل فيه الملاح للخروج من الجسم وتتخلص الأسماك من الكميات الزائدة من الماء بافراز كميات كبيرة من البول المخفف. ولهذا فإن العمل الرئيسى الذى تقوم به الكليتين فى أسماك المياه العذبة هو طرد الماء و بعض المركبات النيتروجينية مع الاحتفاظ بالسكر والأملاح . والمشكلة التى تواجهها هذه الأسماك لا تكون فى كمية الماء التى تفرزها ولكن فى كمية اللاكتروليات التى تترشح من بلازما الدم أثناء ترشيح البول نفسه. وبالرغم من أن قنينات الكلى تقوم باعادة امتصاص كمية كبيرة من الأملاح فإن فقد الأملاح يظل كبيراً بالنظر الى كميات البول الكبيرة التى تفرزها الأسماك. وتعوض الأسماك بعض من هذه الأملاح عن طريق الغذاء كما تقوم الخياشيم بامتصاص الأيونات بالامتصاص النشط من الماء
<!-- / M.Ysser هاك حفظ حقوق الموضوع لموقعك تعديل وتطوير mr.product - برمجة -->
ساحة النقاش