مهندس/ أحمد حمدين ( مزرعة أسماك برسيق )

تشكل البيئة المائية مساحه كبيرة من سطح الكره الارضيه ، وتوفر لنا الكثير من احتياجاتنا ، لذا يجب علينا المحافظة عليها ، ولكن نرى حدوث بعض الظواهر نتيجة لإهمال البيئة المائية ، ومن ابرز هذي الظواهر المد الأحمر وسنتعرف علة ما مفهوم هذي الظاهرة ومراحل حدوثها ، وأنواع الطحالب الضارة ومدى الأضرار الناتجة من هذه الظاهرة .و تعتبر ظاهرة المد الأحمر من الظواهر الطبيعية التي تحدث في معظم بحار ومحيطات العالم في أوقات معينة من السنة متى ما توافرت الظروف البيئية المناسبة لحدوثها وانتشارها.

ويمكن تفسير كيفية الظاهرة من خلال فهم السلسلة الغذائية للكائنات البحرية خاصة الطحالب النباتية التي تعتبر من أهم التغيرات الشارحة والموضحة لحدوثها فالطحالب المائية أو ما يطلق عليها (البلانكتونات) هي من أهم العناصر المائية المكونة لمياه البحار والمحيطات والبحيرات والأنهار إذ تعيش هذه الطحالب على سطح الماء أو في أعماقه وتتواجد عموما في كل مصادر المياه التي تتعرض لأشعة الشمس سواء مياه البرك أو البحيرات أو الخزانات أو الأنهار أو المحيطات.

ويعتبر تكاثر ونمو هذه (البلانكتونات) من أهم العمليات الحيوية لكونها الأساس الأول الذي يبدأ من خلاله السلسلة الغذائية وذلك أن جميع الكائنات البحرية سواء في المياه المالحة أو العذبة تحتاج لتكاثر هذه الطحالب لاستمرارية تواجدها في الطبيعة وتنقسم الهوائم أو (البلانكتونات) إلى قسمين رئيسين هما هوائم نباتية او فيتوبلانكتون والتي تعتبر السبب الرئيسي لحدوث الظاهرة والهوائم الحيوانية او الزوبلانكتون.

 

 

ما هي ظاهرة المد الأحمر؟

المد الأحمر هو ظاهرة طبيعية قديمة العهد حيث تشير النقوش التاريخية على معرفة الفراعنة بهذه الظاهرة إلا أنها بدأت تنتشر في الوقت الحاضر بصورة كبيرة بعدما كانت قاصرة على مناطق معينة وذلك لأسباب مختلفة منها على سبيل المثال انتقالها عبر الناقلات البحرية المحملة بكميات من المياه الملوثة بالهوائم النباتية إلى مناطق أخرى غير ملوثة تعمل على تلوثها. وعندما تتوفر لهذه الهوائم المغذيات المناسبة لها فإنها تتكاثر وتنمو بشكل سريع.

وكان يطلق عليها قديما (حيض البحر) ولقد جاءت تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم لكثرة حدوث الموج الحمراء في تلك المنطقة وهو ما يدل على حدوث ظاهرة المد الأحمر منذ مئات السنين. والمد الأحمر هو ظاهرة طبيعية تطلق على النمو غير الاعتيادي لأنواع من العوائق النباتية او الهوائم النباتية فهي كائنات متنوعة من مختلف الأنواع منها ما يفرز سموما ومنها لا يفرز السموم.

وتعتمد السموم على نوع الهوائم حيث أن هناك سموما تؤثر على الجهاز العصبي للأسماك كما أن هناك سموما يكون لها تأثير على الإنسان إذا تناولها والتي تسبب الإسهال الشديد بالإضافة إلى ذلك فان هذه السموم تسبب الشلل الكامل للإنسان إذا ما تناوله من خلال (المحاريات) وهذا يرجع على قدرة المحار على تركيز هذه السموم على الرغم إن المحار نفسه لا يتأثر بسموم الهوائم النباتية ولكن إذا تناول الإنسان هذا المحار السام فانه قد يصاب بالشلل التام او العمى او الوفاة.

و المد الأحمر ظاهرة تتعرض لها معظم الشواطئ في مختلف المناطق البحرية وهي في العادة تبقى كحد أقصى لمدة ثلاثة أيام ولكن إذا ما وجدت بيئة مناسبة لها مثل مخلفات المصانع والمجاري وغير ذلك فإنها تبقى نشطة فتزداد تفاقما. والتلوين الموجود في هذه الهوائم يعود للصبغة الموجودة في الطحالب والتي تستخدم لتجميع ضوء الشمس إلا أن الطحالب الأخرى لها صبغات متنوعة لا تقتصر على اللون الأحمر فقط.

وتلون ماء البحر قد يكون باللون الأحمر والوردي والبرتقالي والأصفر والأزرق والأخضر او البني وهذا يرجع لنوع الطحالب المزدهرة في مياه البحر ومع ذلك فان الكثير من التلوين لماء البحر يكون باللون الأحمر ومن هنا جاءت تسمية (المد الأحمر) ولكن ليس من الضروري او تكون حمراء. كيفية حدوث ظاهرة المد الأحمر؟

العديد من التساؤلات دارت حول كيفية حدوث ظاهرة المد الأحمر في موقع معين من البحر دون غيرها من الأماكن؟ ويمكن تفسير حدوث هذه الظاهرة عن طريق الربط بين العمليات البيولوجية والهيدروجرافيك ومعظم طحالب المد الأحمر مجهريه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة والنمط السائد لتكاثرها هو الانقسام اللاجنسي إذ تنمو خلية واحدة حتى تصل لمرحلة البلوغ ومن ثم تبدأ بالانقسام إلى خليتين وهذه بدورها تنقسم بدورها إلى أربع خلايا وهكذا حتى يتضاعف العدد وفي حالة توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها من درجة حرارة وملوحة وضوء الشمس ومغذيات بتركيزات عالية خاصة في مناطق التيارات الصاعدة فان هذه الخلايا تنتشر وتتكاثر بسرعة وتكون ما يعرف بالازدهار وفي حالة عدم توافر الظروف البيئية المناسبة فان بعض أنواع الهوائم تكون حويصلات وهي بدورها تترسب في قاع البحر إلى أن تصل لمرحلة التكيس والتي تبقى في قاع البحر لفترات زمنية طويلة قد تصل لسنوات إلى أن تتوافر لها الظروف المناسبة فتبدأ مرة أخرى بالتكاثر.

أن معظم الهوائم تكون أما طافية على سطح الماء او تكون سابحة إلى أن تصل للضوء على سطح الماء وما أن تكون هذه الهوائم على هذا السطح حتى تبدأ بالتركيز على منطقة معينة خصوصا عند منطقة التيارات او ما يسمى الترسيب وهذا يحدث بشكل طبيعي بوجود عوامل الرياح والحرارة. وبعد مرور فترة قصيرة يبدأ الماء بالتحرك او الانحدار نحو القاع بينما تكون هذه الهوائم طافية على سطح الماء او ساعة باتجاه الضوء هذه العملية تساعد على نقل الطحالب من أماكن عديدة وتجميعها في بقعة واحدة. بالإضافة إلى ذلك فان تيارات الماء تلعب دورا هاما في نقل الطحالب إلى منطقة المد الأحمر (الأكثر تجمعا للطحالب) وتزويدها بالمغذيات الملائمة لتكاثرها وبالطبع فان ذلك يعتمد على الظروف المواتية والموجودة في المنطقة الغنية بظاهرة المد الأحمر وبالمغذيات المتوافرة التي قد تساعد على استمرارية بقاء المد الأحمر لمدة أسبوع او اثنين.

 الطحالب الضارة

ليست جميع الهوائم او الطحالب المكونة لظاهرة المد الأحمر من الأنواع السامة التى قد تؤدي إلى تضرر الكائنات البحرية. وبالتالي تؤثر على صحة الإنسان وتقسم الطحالب الضارة إلى ثلاث مجموعات تضم ما يقارب 300 نوع من الطحالب المجهرية والتي تضم:

المجموعة الأولى: وتشكل ما يقارب من 25% من هذه الطحالب وتقوم بإنتاج السموم الحيوية والتي عادة ما تؤدي إلى نفوق الأسماك والثدييات وتؤثر على صحة الإنسان.

لمجموعة الثانية: ازدهار هذه المجموعة يسبب نفوق للحياة البحرية حيث تؤدي إلى نقص شديد في كمية الأكسجين في المياه المذابة للمنطقة الموجودة بها.

المجموعة الثالثة: تجمع بين المجموعتين السابقتين. عموما يوجد هناك ما يقارب من ستة أنواع من الطحالب المعروفة والتي تتميز بشدة إنتاجها للسموم الذي ينتج عنه تضرر للبيئة البحرية والتي تضم الكسندريام ودنيوفيسيش وسودونياتا شيا وجيمنيودنينيوم بريفيا وبروروسينتروم سيريا وايستريا سيدايا.

الأضرار الناتجة من حدوث ظاهرة المد الأحمر

لا تقتصر الاضرار الناتجة من حدوث المد الأحمر على تلويث البيئة البحرية فحسب بل تتعدى ذلك إلى حدوث بعض الاضرار نوجزها في الآتي:

اولا: الإتلاف الطبيعي

ـ تتضرر الأسماك بانسداد خياشيمها مما يترتب عليه عدم تمكن الأسماك من استخلاص الأكسجين مما يؤدي إلى نفوقها.

ثانيا: استنزاف الأكسجين:

ـ عندما تقوم الطحالب باستنفاد المغذيات (النترات والفوسفات) في البيئة البحرية يترتب على ذلك موت الكائنات البحرية وتحللها لعدم توفر الغذاء المناسب مما ينتج عنه تكاثر البكتريا بسرعة وبكثرة.

 

 

 

ثالثا: التسمم المباشر:

تنتج الطحالب الضارة مواد سامة تؤدي إلى نفوق الأسماك بأعداد كبيرة عندما توجد بتركيز عالية في أنسجة الأسماك وعند تناول الإنسان للأسماك المسومة يتضرر بدوره من هذه السموم مما يؤدي إلى إصابته بالمرض.

 رابعا : التسمم غير المباشر:

 بعض الكائنات البحرية كالمحار والقواقع تتغذى عن طريق ترشيح الهوائم السامة من المياه فتتركز المواد السامة في جهازها الهضمي من دون إن تتضرر حيث إن هذه الكائنات لا تتأثر بتراكم السموم إلا انه عند تناول المحار المسموم فانه يؤدي إلى الإصابة بالمرض وفي بعض الحالات إلى الموت.

من خلال ما تقدم يتبين أن ظاهرة المد الأحمر هي ظاهرة طبيعية منذ مئات السنين وهي تحدث في مختلف البحار والمحيطات متى ما توافرت الظروف المناسبة لنمو الهوائم النباتية التي تسبب ظاهرة المد الأحمر.

ليس من الضروري أن يصاحب حدوث ظاهرة المد الأحمر أضرار بيئية للكائنات البحرية ونفوقها ولكن إذا تواجدت الطحالب السامة فإنها تؤدي إلى نفوق الكائنات البحرية وتضر بصحة الإنسان.

بشكل دوري ومنتظم وهناك أضرار كثيرة مترتبة على هذي الظاهرة ، وخسارة الثروة السمكية بموتها فيجب علينا بعد المحافظه على هذه البيئة لتجنب حدوث هذه الظاهرة.

 

أهم أنواع السموم الطحلبية والأنواع المفرزة له:

سم القشريات المسبب للشلل ( PSP )
سم قاتل تفرزة الأنواع ( Gonyaukax spp.Alexandrium spp. Gymnodinium cartenatum ) ويتسبب في حدوث أعراض عصبية ويؤدي في الحالات الحادة إلى انقطاع التنفس خلال 24 ساعة.

التسمم المسبب للإسهال ( DSP )
يحدث هذا التسمم نتيجة سم حامض الأكادياك الذي يفرزة النوع ( Dinophysis spp ) ويتسبب في حدوث إضطرابات هضمية عند أكل المحاريات المصابة به وهو بصفة عامة ليس مميتا ولكنة يسبب الإسهال والغثيان والتقيؤ وأوجاع في البطن وقشعريرة.

تسمم المحاريات العصبي ( NSP )
النوع المسبب لهذا التسمم هو ( Gymnodinium breve ) ويتسبب في حدوث إضطرابات معوية وعصبية بالإضافة إلى ذلك يؤدي الضباب السام نتيجة حركة الأمواج إلى حدوث ضيق في التنفس للأشخاص الذين يعيشون قريبا من منطقة ازدهار المد الأحمر.

تسمم المحاريات المسببة لفقدان الذاكرة ( ASP )
يحدث هذا التسمم تنيجة حامض دوميوك الذي تفرزة الدايتومات السامة وقد يكون هذا التسمم مميتا ومن أعراضه حدوث إضطرابات هضمية أو عصبية تبدأ بغثيان وتقيؤ آلام البطن وإسهال خفيف ولكن في الحالات الحادة تظهر الإضطرابات العصبية مثل فقدان الذاكرة ،دوار،صداع، صعوبة في التنفس ثم الغبيوبة في خلال 48 ساعة.

تسمم سيجاترا نتيجة تناول لحوم الأسماك .
يحدث التسمم تنيجة سم سيجاترا الذي تفرزة أنواع الطحالب ومن أعراضه إضطرابات معوية، عصبية، إسهال ، تقيؤ وآلام في البطن اصحبها أوجاع في العضلات ،دوار، قلق وتعرق وتنميل في الفم وشلل ومن ثم الموت.

 

 



نصائح وإرشادات عامة
         تحتجز المحاريات ( المحار، البطليوس، الإسكالوب وبلح البحر) السموم الناتجة من عوالق نباتية معينة، عليه ينصح بعدم تناول المحاريات أنثاء وبعد حالات ازدهار العوالق المسببة للمد الأحمر.
في العادة تكون لحوم الأسماك خالية من السموم وآمنة للاستهلاك الآدمي، وتتركز السموم عادة في أحشاء الأسماك عليه فان تنظيف الأسماك وإزالة أحشائها يجعلها آمنة جداً.
على الناس ادارك أن كل حالات الازدهار ليست هي بالضرورة مد أحمر يؤدي إلى ازدهار ضار وقتل الأسماك فقد يحدث المد الأحمر نتيجة تكاثر عوالق غير سامة أو هديبات ( وحيدة الخلية).
من المهم معرفة أن كل ازدهار لا يؤدي بالضرورة إلى تغيير لون المياه إلى الأحمر فكائنات أخري أو كيمياويات قد تسبب في تغير لون المياه،كما أن التلوث الكيميائي أو العضوي يمكن أن يغير اللون أيضا.
تستطيع المحاريات احتجاز وتركيز السموم في أجسامها حتي إذا كان مستوي وجود الأنواع السامة في البحر أقل من المستويات التي توجد في الازدهار عادة، عليه يجب الامتناع نهائيا عن تناول وجمع المحاريات من المناطق المتأثرة.
في حالة تعرض الشخص للتسمم من جراء أكل كائنات بحرية مصابة يجب الإسراع به إلى المستشفي.
يرجى من الناس الإسراع بتبليغ السلطات المختصة عند ملاحظة أي تغير غير طبيعي في لون ماء البحر.

 

البقع السوداء وخطرها على الصحة العامة

تشكل الطحالب السامة، وخصوصا الطحالب الزرقاء، خطرا كبيرا على حياة هواة أكلة الأصداف ، إلا أنها تشكل خطرا أقل على صحة السابحين في المسابح وعلى صيادي الأسماك.
ويأتي الخطر الداهم من الطحالب على حياة أكلة الأصداف نتيجة لتغذي بعض الأصداف على الطحالب السامة وقدرتها على خزن سمومها بتركيز عال. هذا في حين أن الخطر المباشر لسموم الطحالب على السابحين والصيادين لا يتعدى خطر الحساسية الجلدية أو التهاب المعدة والرئتين نتيجة ابتلاع الماء أو استنشاقه بالخطأ.

ولدرء هذه المخاطر عن الإنسان سعى الباحثون من معهد الفريد فيجينر للأبحاث العلمية إلى تطوير طريقة سريعة للكشف عن الطحالب السامة بواسطة المجس البيولوجي، علما أن الكشف عن هذه الطحالب كان يتطلب أخذ عينة ترسل إلى المختبرات المختصة ويستغرق عدة أيام حتى تظهر نتائجه. ويقول الباحثون الألمان من المعهد المذكور، بالتعاون مع معهد جامعة ماينز للأبحاث البحرية والقطبية، إن بوسع أصحاب المسابح مستقبلا التأكد من خلو ماء الحوض من السموم خلال دقائق وفي نفس الموقع.

ويعمل المجس بواسطة اسطوانة «جينية» تحمل نماذج من الحامض النووي DNA الخاصة بالسموم التي تحملها أنواع الطحالب السامة. ولون العلماء هذه الأحماض بواسطة صبغات خاصة تتفاعل مع السموم الحقيقية في الماء وتعطيها طيفا من الألوان التي تدل أيضا على تركيز السم في الماء. وعمد الباحثون قبلها إلى دراسة وتصنيف جينات كافة أنواع الطحالب المعروفة السامة وغير السامة.
وتولت شركة Inventus Biotec في مونستر (غرب) تطوير المجس إلى جهاز يدوي صغير يحتوى على شريحة الكترونية تحمل الخصائص السامة. ويجري اختبار المجس حاليا على متن سفينة كبيرة لصيد السمك حيث يفترض أن يعين الجهاز الصيادين في تجنب صيد الأصداف القريبة من الطحالب السامة. كما يمكن للجهاز أن يكشف عن تركيز السم في الأصداف عبر خلط شيء من براز الأصداف مع الماء ثم تعريضه للعينة.

ويخطط علماء معهد الفريد فيجنر لتطوير «كاشف السموم الطحلبية» بشكل يؤهله للكشف عن كافة الأسماك الصدفية الصالحة للتغذية على سواحل اسكوتلندا. ومعروف أن سواحل اسكوتلندا تعاني من تسمم الأسماك الصدفية بفعل تعايشها مع الطحالب السامة. وربما يعين الجهاز الصيادين في تجنب مستعمرات الطحالب السامة قبل البدء بانتشال الأصداف التي تعيش بالقرب منها.

البقع السوداء في البحيرات

 

يتغير في كثير من الاحيان لون المياه في البحار والبحيرات والخلجان من اللون الازرق الى اللون الاخضر الداكن والى لون الاسود بفعل جملة من العوامل الطبيعية ( التغيرات المناخية, أرتفاع نسبة غاز ثاني اوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي , تدهور النظام الطبيعي لطبقة الاوزون تساقط الغبار التي تنقل بواسطة الرياح لمسافات مئات , بل والآلآف الكيومترات من مصادر تواجدها في المناطق الصحراوية , والنشاط البشري) حسب ما توصل اليه البروفيسور ( ميرو) الباحث في الدراسات البيئية.

ادت وسيؤدي تلك التغيرات الى تغير النظام البيئي للحوض المائي ( البحار و الخلجان والبحيرات ) مما سيؤفر الظروف البيئية المناسبة لظهور وانتشار النباتات المجهرية والاجياء المجهرية وفي ظل تواجد العناصر المذابة( النترات , السليكا , الحديد , الفوسفات وغيرها من العناصر ) في مياه الاحواض المائية التي تنقل اليها بفعل عوامل التعرية والتأكل والترسيب ضمن حدود حوض الماء , مما يساعد على نشوء وتطور وانتشار الطحالب بسرعة والتي تظهر غالبا على شكل حلقات دائرية سوداء اللون , تتوسع وتنتشر بواسطة ا مواج المياه وبفعل عمليات المد والجزر التي تسهل على نقل وانتشار الطحالب مما يتحول بمرور الزمن الى كتلة تظهر بوضوح في, المناطق الضحلة والغنية ب صخور المرجانية , قد تبين نتائج الدراسات العلمية على العديد من البحيرات والبحار بأن حولي 70% من الطحالب تنتشر في المناطق الي تحتوي على تلك الصخور اوالتراكيب المشابهة لها والقريبة من المناطق الساحلية للاحواض المائية . تظهر المياه التي تحتوي على الطحالب على شكل بقع سوداء على التصاوير الجوية بسبب احتواء تلك البقع على كميات هائلة من الاحياء النباتية والمواد المذابة التي تمتض نسبة عالية من اشعة الشمس مؤدية الى انخفاض كمية الاضائة ولذا تظهر مثل تلك المواقع على شكل بقع سوداء في المناطق التي تحتوى المياه على الطحالب .
تظهر غالبا انواع من الطحالب الضارة والسامه التي تؤدي الى القتل الجماعي للاحياء المائية ( الاسماك وغيرها من الاحياء المائية) , أضافة الى تأثيرها السلبي على حياه الانسان , حيث يتعرض السباحين في مثل تلك المياه الى ضيق في التنفس , كما تؤثر انتشار الطحالب وخاصة السامة على اقتصاد البلد ( صيد الاسماك ,السياحة والصناعة ), وتتوقع معاهد الدراسات العلمية التي تهتم بدراسة الاحواض المائية بأن خسائر المادية للولايات المتحدةالامريكية فقط ستزيد خلال عقود عن اكثر من مليار دولار نتيجة الانتشار السريع للطحالب الضار والسامه في الكثير من المناطق السياحية على البحار والخلجان والبحيرات المجودة في الولايات المتحدة الامريكية. اشارت الدراسات العلمية التي جرت في مياه مضيق المكسيك وسواحل فلوريدا بان سبب انتشار الطحالب يعود الى ارتفاع نسبة ترسبات( الغبار الغنية بالحديد )والتي تنقل بواسطة الرياح من ( صحراء الصحار ) في شمال افريقيا و تنقل الغبار والاتربة فوق المحيط الاطلسي وتترسب في المناطق الساحلية وفي خليج المكسيك, مؤدية ارتفاع تركيزايونات الحديد في الماء الى زيادة بعض الانواع الخاصة من البكتريا(تريخودسميوم) التي تعتمد على الحديد وتقوم بأمتصاص النترجين من الماء مما سيؤدي الى تدهور النظام البيئي للحوض المائي وسيؤدي بدورها الى ظهور وانتشار طحالب بحرية ومنها الطحالب السامة التي تقتل الاحياء المائية ( الاسماك ) في تلك المناطق التي تنتشر فيها الطحالب على شكل بقع شية دائرية , وتزداد خطورتتها في البحار وفي الخلجات التي ترتبط بالبحار والمحيطات نتيجة قوة عمليات المدوالجزر التي تساعد على سهولة انتشار الطحالب السامة في المياه مما سيؤدي الى قتل الاحياء المائية بكميات هائلة مقارنة بالبحيرات التي تتواجد على اليابسة( القارات). الجدير بالذكر ,لقد اجريت دراسات علمية على ترسبات الغبار في جنوب شرق تركيا وفي اسرائيل وفي دول الخليج وتبين من نتائج تحليل مكوناتها الكيميائية ومقارنتها مع الغبار والاتربة الموجودة في ( صحراء الصحار ) بأنها من نفس المصدر ,اي ان الغبار والاتربة التي تسقط غالبا في اشهر الصيف في في تلك المناطق تأتي مصدرها من صحراء الصحار , وقد تعرض العراق ومنطقة كردستان العراق منذ عام2000 عددة مرات بسقوط الغبار والاتربةانتيجة ايصال ـتثير العواصف الترابية الى كردستان العراق بفعل التغيرات المناخية التي تعرضت لها المنطقة ويمكن التاكيد على مصدر ها ,وهي على الارحج تعود لنفس المصدر(صحراء الصحار) والمناطق الصحراروية القريبة من كردستان .

أجرى علماء أميركيون أول تجربة لاكتشاف الطحالب السامة التي تنمو في أعماق المحيطات وذلك باستخدام روبوت يعمل عن بُعد في تجربة رائدة هي الأولى من نوعها في العالم.
ووصف علماء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي هذا الاكتشاف بأنه معلم هام في إطار الجهود المبذولة لاكتشاف الطحالب السامة في اعماق البحار والمحيطات. واستخدم العلماء لهذه الغاية روبوتاً يعمل عن بُعد يمتلكه مركز مونيتري باي أكواريوم للأبحاث البحرية الأميركي، والذي استخدم في جمع خلايا من عينات طحالب بغية تحليلها جينياً في المختبر ومعرفة مدى خطرها على الكائنات البحرية والبشر، وأرسلها إلى مختبر بواسطة إشارات لاسكلية.
وأكد مسؤولون في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أن هذا أول اكتشاف مستقل للطحالب السامة عن طريق الاستشعار تحت الماء. وأضاف الباحثون أن هذا لن يتيح لنا معرفة الكائنات الحية التي تعيش هناك فقط، بل معرفة أشكال السموم الموجودة وما إذا كانت تشكل تهديداً للبشر والنظام البيئي.

 

إنتشار الطحالب السامة 

حذّر مختص من خطر انتشار طحالب سامة بعدد من الشواطئ، خاصة ببومرداس وسكيكدة وعين تموشنت والعاصمة. 

كشف رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري في تصريح لـ''الخبر''، عن تسجيل أكثر من 400  إصابة بسرطان البحار، الناجم عن انتشار طحالب سامة بعدد من الشواطئ، مضيفا بأن هذه الطحالب التي تسمى بـ''كولرتا أوستري أوبسيس''، زحفت من موناكو بفرنسا نحو السواحل الجزائرية، مؤكدا في الوقت ذاته سرعة تكاثرها، والخطورة التي تشكّلها على  الثروتين السمكية، والنباتية المتواجدتين في البحار.

وبخصوص أعراض الإصابة بهذا الداء، أوجزها المتحدث في التقيّؤ، سيلان الأنف وانتشار بثور بمختلف أنحاء جسد المصاب، خاصة على مستوى الوجه. مضيفا بأنه قد حذّر منذ أكثر من سنة السلطات المعنية من خطورة هذه الطحالب غير أنها لم تحرّك ساكنا. وقد ظهر هذا النوع من الطحالب لأول مرة سنة 1984 في محيط موناكو، وفي سنة 2004 امتدت على نحو 5 آلاف ميل بسواحل البحر الأبيض المتوسط خاصة في فرنسا وإيطاليا مما استدعى أكثر من 400 جمعية علمية على المستوى الدولي دراستها.

على صعيد آخر أبدى رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري تخوّفه من الوضع الكارثي الذي آلت إليه السواحل الجزائرية لاعتبارات عديدة، وفي صدارتها تدفق المياه القذرة بها، جرّاء غياب محطات لتصفية المياه المستعملة التي قدرت بأكثر من 6 ملايين متر مكعب في الشهر الواحد.
وبخصوص وضعية البحر الأبيض المتوسط، أكد نفس المتحدث بأن هذا الأخير سيتحول بعد 50 سنة إلى بحر ميت، تنعدم به الأسماك والنباتات بفعل التلوث، وانتشار الطحالب السامة، وهو نفس المصير الذي ستؤول إليه السواحل الجزائرية التي سجّل بها انخفاض محسوس للغاية في منتوج الثروة السمكية بفعل التلوث واستعمال الديناميت.

هلسنكي : اكتشفت مجموعة بحثية فنلندية نوعاً جديداً من الطحالب الخضراء المزرقة هي "الأنابينا" في بحر البلطيق.

وكانت طحالب العقدية السامة هي موضع الاهتمام، ولكن الآن تم اكتشاف نوع آخر هو "الأنابينا" والتي تنتج سموما للكبد في البحر بالقرب من سواحل فنلندا.

وطبقاً لما ورد بوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أوضح الباحثون أن خلايا "الأنابينا" أصغر قليلاً وشعيراتها أضيق من العقدية، حيث لا يمكن التفرقة بين النوعين من الطحالب بالعين المجردة،ويمكن العثور بسهولة على طحالب الأنابينا في المياه منخفضة الملوحة بالقرب من السواحل، وبالتالي فهي موجودة أكثر في الطرف الشرقي من الخليج الفنلندي.

والله الموفق والمستعان

المصدر: احمد حمدين
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 926 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2011 بواسطة AhmedHamden

ساحة النقاش

أحمد إبراهيم حمدين

AhmedHamden
مزرعة أسماك برسيق موبايل : 00201274357673 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

103,346