مهندس/ أحمد حمدين ( مزرعة أسماك برسيق )

مقدمة

لأسماك البلطي أهمية كبيرة في مناطق متعددة من العالم خصوصا المناطق المدارية، إذ تمتاز هذه الأسماك بمجموعة من الصفات التي تجعلها مناسبة للتربية في المزارع، وأهم هذه الصفات ما يلي: إمكانية كبيرة للإنتاج بسبب قدرتها على مقاومة زيادة الكثافة والبقاء في تراكيز منخفضة للأكسجين الذائب في الماء.

تتغذي على أنواع عديدة من الأغذية الطبيعية و الصناعية. مقاومتها العالية للأمراض و الطفيليات. يمكنها أن تنمو في مجال واسع من الملوحة.

تمتاز بأنها أسماك جيدة للاستهلاك المباشرة ولا تحتوي عظام ضمن الأنسجة اللحمية. وتنضج أسماك البلطي جنسيا بعمر عدة أشهر فقط وتتكاثر في أحواض لتربية قبل وصولها إلى الوزن التسويقي مما يؤثر سلبا على إنتاجها، وذلك بسبب زيادة الكثافة وانخفاض معدلات النمو.

الصفات البيولوجية لأسماك البلطي

تشمل الصفات البيولوجية الحرارة المناسبة والملوحة ونمط الغذاء وعادات التكاثر والنمو، وهي العوامل التي تحدد نجاح تربية نوع معين من الأسماك. الحرارة الحرارة المناسبة بشكل عام لأسماك البلطي هي 20-30 درجة مئوية، وإن كان هناك بعض ~أنواع البلطي تعيش في درجة حرارة أقل من ذلك قد تصل إلى 10 درجة مئوية، وإن كانت لا تتواجد طبيعيا في مياه تنخفض الحرارة فيها إلى دون 15 درجة مئوية، ولا تتكاثر في درجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية، والحرارة المناسبة للتكاثر لمعظم أنواع البلطي بحدود 26-29 درجة مئوية.

وفيما يلي جدول يبين مجالات الحرارة المناسبة لعدة أنواع من أسماك البلطي: النوع درجة الحرارة التي تبدأ الأسماك عندها بالنفوق درجة الحرارة التي تبدأ الأسماك عندها بالتأثر درجة الحرارة التي تبدأ الأسماك عندها بالنمو درجة الحرارة التي تبدأ الأسماك عندها بالتفريخ درجة الحرارة المثلي للتفريخ والنمو السلوك التكاثري يرتبط فصل التكاثر لأسماك البلطي بشكل وثيق بالعوامل البيئية ( طول القترة الضوئية ودرجات الحرارة والملوحة وهطول الأمطار وغيرها).

ففي المناطق الاستوائية والمدارية حيث تبقي درجات الحرارة مرتفعة على مدار العام ، أظهرت حالات عديدة أن فصل التكاثر يستمر على مدار العام ولكن عندما تنخفض الحرارة في فترة من فترات العام يلاحظ أن عدد مرات التفريخ ينخفض وبالتالي فان عدد مرات التفريخ خلال العام يرتبط بموقع المكان بالنسبة لدوائر العرض الجغرافية.

وعند التفريخ يقوم الذكر الناضج جنسيا باختيار موقع للتعشيش في مكان من الشاطئ أو الحوض وينتظر حتى تنجذب إليه أحدي الإناث حيث يقومان معا بعد فترة تمتد من بضع ساعات إلى عدة أيام بحفر عش دائري الشكل في القاع في المناطق قليلة العمق حيث تختلف مقاييس هذا العش حسب الأنواع ومبعد فترة غزل طويلة تضع الانثي بيضها في العش ويقوم الذكر بتغطية البيض بالسائل المنوي ثم يعمل كل من الذكر ولأثني على حراسة العش الذي يحوي عدة الآلف من البيوض المخصبة حتى تفقس وتغادر الفراخ حيث تستمر عناية الذكر والأنثى بهذه الفراخ 2-3 أسابيع.

أما في الأنواع التابعة للجنس Sortyerodon فان الذكر يختار منطقة التعشيش ويحضر العش ويتنظر مرور الإناث ليعمل على جذب إحداها إليه بينما تقوم الأنثى بالمرور في مناطق التعشيش لتختار أحد الذكور، وتنضم إليه في العش الذي حفره حيث تضع بيوضها ويقوم الذكر بطرح السائل المنوي فوق البيوض مباشرة عندها تأخذ الأنثى البيوض التي تبلغ عدة مئات داخل فمها وتترك العش مباشرة بينما ينتظر الذكر مرور أنثي أخرى.

وتستمر الأنثى في حمل البيوض داخل فمها حتى فقس هذه البيوض حيث تقوم يرقات الأسماك الفاقسة بامتصاص كل محتويات كيس المح، وعندها تسمح الأم لليرقات بمغادرة فمها وتبقى صغار الأسماك على مقربة من الأم التي تتحرك حركة بطيئة بالقرب من صغارها وعند أدني إشارة للخطر تعود الفراخ مباشرة إلى فم الأم التي تحمل صغارها وتفر بعيدا عن الخطر ويستمر ذلك حتى تصبح الفراخ بطول حوالي 10ملم.

وفيما يلى بعض المعلومات المتعلقة بالبيوض والفراخ الفاقسة في ثمانية أنواع من أسماك البلطي:

أعراض إصابة الأسماك بالأمراض

لا تموت الأسماك فجأة إلا إذا كان هناك سبب مباشر لذلك مثل وجود مواد سامة بالحوض أو سريان تيار كهربائي بالماء أو ارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة بدرجة لا تتحملها الأسماك أما في الظروف الطبيعية فان موت الأسماك لا بد أن تسبقه عوامل وأسباب تساعد على الإصابة بالأمراض ثم تكون النتيجة النهائية موت هذه الأسماك وقد تكون هذه الأسماك مصابة بمرض ما غير أن المربي لا يلاحظ ذلك.

ولمعرفة ما إذا كانت الأسماك مريضة على المربي أن يراقب ويلاحظ سلوك هذه الأسماك في الحوض من حيث طريقة الأكل ومعدلات التنفس ومعدل سرعة السباحة والحركة وسلوك السمكة تجاه الأسماك الأخرى بالحوض،

وباختصار فان أي تغيير عن سلوك السمكة عن السلوك الطبيعي قد يكون دليلا على إصابة هذه السمكة بمرض ما،

والأعراض التالية على إصابة الأسماك بالحوض بأحد الأمراض:

سباحة الأسماك ببطء شديد وترنحها يمينا و يسارا أثناء السباحة. سباحة الأسماك وزعانفها مقفلة وليست مفتوحة.

زيادة معدل التنفس بشكل ملحوظ، وذلك بان تطفو السمكة على السطح وتقوم بفتح وقفل الفم والغطاء الخيشومي بمعدلات سريعة. الحركة السريعة والمتقطعة والدائرية للأسماك، وهذه الظاهرة تسمى بالبرق، ومعناها أن السمكة تقوم بسباحة مفاجئة وبسرعة عالية جدا وبشكل هستيري من مكان لآخر.

عدم محاولة السمكة الهروب عند الاقتراب منها أو محاولة إثارتها. فقدان السمكة لتوازنها. حك السمكة جسمها مع الأحجار والأجسام الصلبة الموجودة بالحوض أو على جانيه.

تغير ألوان الأسماك وخاصة أثناء النهار. وتجدر الإشارة إلي أن بعض التغيرات التي تحدث على الأسماك قد لا تكون ناتجة عن إصابة هذه الأسماك بالأمراض، بل تكون تغيرات طبيعية تحدث للأسماك في وقت ما،ففي بعض الأنواع إذا اقترب موسم التزاوج فان الأسماك تصبح أكثر شراسة كما تتغير ألوانها بشرعة كبيرة وذلك نتيجة لإفراز هرمونات جنسية معينة وهنا يجب التفريق بين التغيرات التي تحدث بسبب العمليات الحيوية وتلك الناتجة على الإصابة بالأمراض.

أهم الأمراض وكيفية تشخيصها

على الرغم من أنه يمكن العرف بسهولة على بعض أمراض الأسماك مثل الأمراض الطفيلية الخارجية والأمراض الفطرية إلا أنه ولسوء الحظ يعتذر على الكثيرين التعرف على العديد من الأمراض الأخرى التي تفتك بالأسماك خاصة الأمراض البكتيرية والفيروسية،

عموما فانه يمكن تقسيم الأسماك إلى :

الأمراض البكتيرية

البكتيريا كائنات حية وحيدة الخلية مجهرية الحجم وتوجد في كل مكان في الطبيعة (الماء- الهواء- التربة) والبكتيريا منها ما هو ضار للإنسان والكائنات الحية الأخرى ومنها ما هو مفيد وحيث أن الأسماك تعيش في الماء فان فرصة إصابتها بالأمراض التي تسببها البكتيريا تكون عالية جدا.

وبطبيعة الحال تنتشر هذه الأمراض البكتيرية إذا كانت الظروف ملائمة أي أنها تنتشر في حالة زيادة كثافة الأسماك أو عند إصابتها بجروح أو خدوش أو إذا كان ماء التربية غير صالح في هذه الحالة يكون معدل نفوق (موت) الأسماك عاليا وسريعا وهذا يعني أنه عند نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في فترة وجيزة فانه من المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لانتشار أحد الأمراض البكتيرية في حوض التربية.

وفيما يتعلق بعلاج الأمراض البكتيرية فان بعضها يمكن علاجه، في حين أن البعض الأخر ليس له علاج حتى الآن.

وبصورة عامة فانه عند اكتشاف إصابة الحوض بمرض بكتيري فانه يحظر نقل أية اسماك من هذا الحوض لأي حوض آخر كما يحظر أيضا نقل الماء من الحوض المصاب إلى غيره من الأحواض ويجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن معظم المحاولات التي تجري لعلاج الأمراض البكتيرية وغيرها من الأمراض هي محاولات قد تنجح وقد تفشل، كما أن ما يصلح من وسائل العلاج لنوع من الأسماك قد لا يصلح لنوع آخر، إلا أنه في كل الحالات لابد وأن تراعي الدقة والحذر في عملية العلاج المقترحة.

الأمراض الفطرية

هي أمراض ثانوية إذ أنها تصيب الأسماك المصابة مسبقا ببعض الجروح أو الأمراض البكتيرية أو الطفيلية أو المرباة تحت ظروف غير ملائمة وبعض الأمراض الفطرية مثل السابرولوجنيا يمكن التعرف عليه وتشخيصة بسهولة حيث أنه يظهر على شكل خيوط بيضاء تشبه إلى حد كبير فطر غفن الخبز ويظهر على شكل كريات قطنية تغطي الجزء المجروح أو المصاب من جسم السمكة.

ومن أهم العوامل التي تساعد على انتشار الأمراض الفطرية في الأسماك تلوث الماء وعدم تهويته وزيادة نسبة الأمونيا وغيرها من المواد السامة فيه والأسماك المصابة بالأمراض الفطرية يبدو عليها الضعف وعدم القدرة على السباحة بشكل طبيعي وسرعة التنفس كما تزيد إفرازات السائل المخاطي على المناطق المصابة من جسم السمكة.

ويعد فطر السابرولوجنيا وفطر تعفن الخياشيم من أهم الفطريات التي تصيب الأسماك وعموما تعالج الأسماك المصابة بالسابرولوجنيا بتغطيسها في محلول مركز من أخضر المالاكيت لمدة 30 ثانية،كما يمكن استخدام محلول برمنجنات البوتاسيوم لمدة ساعة ونصف وقد ثبت أيضا أن محلول ملح الطعام له فعالية عالية في علاج السابرولوجنيا ويتم ذلك عن طريق غمس السمكة في محلول منه لمدة 2-4 دقائق ويتم العلاج بشكل يومي حتى تزول أعراض المرض وفي جميع الحالات لا بد من نظافة الحوض نظافة تامة وزيادة معدل التهوية مع مراعاة إطعام الأسماك بعد وضع الدواء بالحوض طوال فترة العلاج.

الأمراض الفيروسية

الفيروسات هي أصغر الكائنات الحية التي لا يمكن رؤيتها إلا تحت الميكروسكوب الإلكتروني وهذه الكائنات فريدة في حياتها إذ أنها لا تقوم بعمليات التغذية والهضم والتحول الغذائي مثل غيرها من المخلوقات الحية، بل أنها تعتمد اعتمادا كليا على الخلية الحية للعائل الذي توجد عليه.

وقد تسبب الأمراض الفيروسية إصابة الأسماك بالتهاب ونزيف في مناطق عديدة من الجسم أو تآكل في الأنسجة والعضلات وقد تصاب الأسماك أيضا ببعض الأورام مع نقص شديد في معدلات النمو.

ومن الظواهر التي تظهر على الأسماك المصابة شرعة السباحة وفي شكل دوراني ثم رقودها منهكة على جانب الحوض وعلى القاع دون حراك حيث تموت بعد ذلك. ومن سوء الحظ أنه لا يوجد علاج حتى الآن للأمراض الفيروسية والعلاج الوحيد هو التخلص من الأسماك المصابة ومن جميع اِلأسماك الموجودة بالحوض وذلك بحرقها، كما تحرق أيضا النباتات المائية، بعد ذلك يتم تخفيف الحوض ومحتويات المختلفة، ثم يتم تعقيمها وتجفيفها لفترة كافية، قبل استخدامها مرة أخرى.

الأمراض الطفيلية

هناك العديد من الطفيليات وحيدة الخلية أو عديدة الخلايا تصيب الأسماك بشكل عام، ويمكن رؤية بعض هذه الطفيليات بالعين المجردة، وهي ملتصقة بالعائل ( الأسماك) أو مغروسة بداخل الجلد.

وهذه الطفيليات تتغذي على السوائل الداخلية للأسماك وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات النفوق، ومما يزيد من خطورة الأمراض الطفيلية أنها تزيد من فرص إصابة الأسماك بالأمراض البكتيرية والفطرية حيث تدخل البكتيريا والفطريات من مكان إلتصاق هذه الطفيليات بالجسم.

والأسماك المصابة دائما ما تحك جلدها بالأجسام الصلبة مثل الصخور والحصى وجدران الحوض بغرض التخلص من الطفيليات العالقة بها.

وتتوقف خطورة الإصابة على نوع وشكل وحجم الطفيليات ففي الحالات يظهر المرض على هيئة بقع حوصلية بيضاء أو سمراء سرعان ما تغطي الجسم كله وتؤدي إلى زيادة معدلات النفوق وفي حالات أخري يظهر على شكل التهاب ونزيف في أماكن الإصابة.

ومن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الطفيلية ، زيادة أعداد الأسماك في الحوض فزيادة أعداها تزيد من فرصة احتكاكها وتلامسها مما يزيد من فرصة انتقال الطفيليات بينها لذلك يجب مراعاة عدم زيادة الأسماك عن المعدل المطلوب.

ولعلاج الأمراض الطفيلية يستخدم الفورمالين لمدة ساعة أو محلول ملح الطعام لمدة 5 دقائق كما يمكن استخدام أخضر ميثيلين لمدة ساعة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بالإضافة للأمراض الطفيلية الخارجية فانه يوجد طفيليات أخري تعيش داخل الأعضاء المختلفة لسمكة مثل الجهاز الهضمي والكلي والعضلات وهذه الطفيليات يصعب التعرف عليها خارجيا ولا بد من إجراء عملية تشريح داخلي للسمكة لكي يتم التعرف على مثل هذه الطفيليات.

ولا بد أيضا من مراقبة الأسماك بدقة أثناء فترة وضع الدواء في الماء حيث بعض الأسماك لها حساسية خاصة للمواد السامة وقد تظهر عليها أعراض الاختناق وتسوء حالتها وهنا يجب نقلها فورا من حوض المعالجة لحوض آخر.

ويستحسن أن تبدأ عملية العلاج بمعالجة سمكة واحدة أو اثنتين بالمادة التي يراد تجربتها فإذا أثبتت هذه المادة فاعليتها تعالج باقي الأسماك وإذا ظهرت أي آثار عكسية يجرب دواء آخر مع مراعاة أنه يجب تنظيف الحوض وإزالة المخلفات وتقليل كمية النباتات الطبيعية قبل وضع الدواء بالحوض.

المصدر: احمد حمدين
  • Currently 43/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 3585 مشاهدة

ساحة النقاش

أحمد إبراهيم حمدين

AhmedHamden
مزرعة أسماك برسيق موبايل : 00201274357673 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

105,820