العفو والصفح والمغفرة
من صفات النبلاء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
[ التغابن 14 ]
"صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، و أَحْسِنْ إلى مَنْ أَساءَ إليكَ ، و قُلِ الحقَّ و لَوْ على نَفْسِكَ"
الراوي : علي بن أبي طالب .. المصدر : السلسلة الصحيحة – الألباني.
إن أحق الناس بعفوك وكرمك ونُبل أخلاقك هم أهلك وجيرانك وزملائك وأصدقائك، وما من مخلوق على وجه الأرض إلا وله زلة لسان أو سقوط قدم، فكن كريما بعفوك واصفح الصفح الجميل كما كان يفعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
[ آل عمران ]
وعن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه:
((أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأَحْلُم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنَّما تُسِفُّهم الملَّ (8) ، ولا يزال معك من الله ظهير (9) عليهم ما دمت على ذلك))
الملَّ .. هو الرماد الحار.
-*-*-*-*-
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
[ الأعراف ]
إذاً العفو أكبر عطاء من العزيز الحميد، فيه راحة للنفس وطمأنينة في القلب وحافز لكل من يعفو أن يستمر في مكارم الأخلاق، فيعفو ويصفح حتى يكون بين الناس شامة وعلامة يحبهم ويحبونه.
وهناك فئتان من الناس .. الفئة الأولى هي التى بدأ بها الله خطابه ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ) لقد أعطاهم الله الدرع الواقي من الشيطان الرجيم .
والفئة الثانية هم هؤلاء الذين قطعوا مشوار التقوى طوال سنين عمرهم، ومع ذلك لم يسلموا من همزات الشياطين، فهو لا يقترب منهم ولا يجرؤ على ذلك فقط يرسل لهم طائف وراء طائف، وغالبا ما يكون ظاهره حسن طيب، ولكن الذين اتقوا سريعا ما يبصرون الحق ويبتعدون عن الباطل، لأن شياطين الإنس والجن لا يستطيعون خداعهم لأنهم يبصرون الحق ويعرفونه ويطبقونه والحمد لله رب العالمين.