الكمبيوتر
الإدمان على الكمبيوتر بحسب الدكتورة فيصل «يصيب الكبار كما يصيب الصغار ويشمل الذكور والإناث، والمدمن على الكمبيوتر يهمل نشاطاته الأخرى ويسخّر كل وقته للجلوس أمام الشاشة فيقع في دوّامة تحمله على الهروب من الواقع ليعيش في عالم معلوماتي خيالي (كألعاب الڤيديو أو الألعاب الإلكترونية).
إلاّ أنّ هذا المدمن يتميّز بأنه يعي أن الكمبيوتر تحوّل الى هاجس استحوذ على تفكيره.
من آثار الإدمان على الكمبيوتر: إضطراب في النوم، زيادة في الوزن، الإصابة بآلام في الظهر وبانحناء في العمود الفقري، ضعف النظر، زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ، (تسبب الألزهايمر)، الإكتئاب، القلق، تقلّب المزاج والإنقطاع عن العلاقات الأسرية والعملية والإجتماعية».
الانترنت
يندرج ضمن الإدمان على الكمبيوتر الإدمان على الانترنت كما تتابع الدكتورة فيصل، موضحة «أنه هروب أو تجنّب للمشاكل الحياتية يترجح حالة من اللانضج الإجتماعي والعاطفي والعجز عن بناء هوية نفسية واجتماعية متينة. إذن إدمان الانترنت وليد حالة من عدم الشعور بقيمة شخصية ونفسية وبعدم التعرّف على الذات».
مدمن الانترنت يعجز عن الابتعاد عنه وعن التحكّم بالوقت المهدور أمامه على حساب نشاطات أخرى.
إستخدام الانترنت بات من الضروريات لشريحة كبرى من الناس فمتى يمكننا الحديث عن الإدمان. توضح الدكتورة فيصل هذه النقطة، وتعتبر أن مؤشرات إدمان الانترنت هي:
• الشعور بالسعادة القصوى وباللذة عند استخدام الانترنت.
• العجز عن الامتناع عن استخدامه.
• الرغبة والحاجة الى زيادة أوقات استخدامه.
• غياب الوقت المخصص للعائلة، للأصدقاء، للنشاطات وللعمل.
• غياب الإنتاجية وتراجع أداء الفرد في المدرسة أو في العمل.
• اللجوء الى الكذب على العائلة والأصدقاء لإخفاء الإدمان.
• الشعور بالإحباط وبالكآبة عند الإمتناع عن استخدامه.
التسوّق
التسوّق حاجة ومتعة لكن فعل الشراء يتحول الى نوع من الإدمان السلوكي بحسب الدكتورة فيصل، وهو «يولد في حالة من عدم الاتزان العاطفي، ويدفع بالشخص الى شراء أشياء غير مفيدة وتافهة، لكنه يتعلق بها ويرى فيها علاجاً للاكتئاب فتتملكه رغبة الشراء. واللافت أن هذا المدمن يبتاع السلعة نفسها بشكل متكرر ودائم وذلك في محاولة لمحاربة اضطراباته النفسية، وغالباً ما يشعر باليأس إذا امتنع عن الشراء».
الميسر
في حياة مدمن الميسر نجد غالباً والداً مدمناً كما تقول د. فيصل. وتضيف: «المدمنون على القمار يعجزون إجمالاً عن التحكّم بتصرفاتهم وعن حل مشاكلهم فيجدون فيه ملجأ يختبئون فيه من آلامهم وعذاباتهم النفسية، وهم يعتقدون أنه بإمكانهم التحكّم بمرضهم والسيطرة عليه. من مظاهر هذا النوع من الإدمان:
• سيطرة اللعب على أفكار الفرد فيصبح همه الوحيد كيف يؤمّن المال.
• السعي الى بلوغ حالة من الرضى واللذة القصوى عبر إنفاق مبالغ أكبر من المال على القمار.
• محاولات وجهود متواصلة للتحكم بالرغبة في اللعب أو الإمتناع عنه لكنها تكون غير مجدية.
• الشعور بالإحباط وبعدم الاستقرار والإصابة بنوبات غضب خلال محاولة الامتناع عن اللعب.
• التصميم على متابعة اللعب بعد الخسارة من أجل التعويض.
• اللجوء الى الكذب على العائلة، المعالج النفسي والمحيط.
• اللجوء الى سلوك لا شرعي كالتزوير، تبييض الأموال، الاحتيال... من أجل الحصول على مال.
ومن البدهي أن علاقات المدمن الأسرية والعملية والمهنية والإجتماعية تتعرض الى الخطر، وهو يصبح مضطراً الى الاعتماد على الآخرين للحصول على المال أو لحلّ الأزمات المادية، ما يغرقه في سلسلة من المشاكل التي قد تدمّر حياته».
الجنس
يمكن تحديد الإدمان على الجنس بأنه «صعوبة في إيجاد التوازن الداخلي، وفي توجيه حاجات الفرد ورغباته ومشاعره، فتصبح حاجته الجنسية رغبة لا تقاوم ولا تحتمل ولا يمكن التحكّم بها. والمدمنون على الجنس يخافون من النقص والوحدة كالمدمنين على المخدرات وهم سجناء سلوك يعزلهم عن المحيط ويحجّم حياتهم.
وتضيف فيصل:
يمر هؤلاء بعدة مراحل يهملون خلالها أسرتهم، محيطهم وعملهم كما أن العلاقات الجنسية المتكررة والخالية من أي ارتباط عاطفي تبعدهم عن كل من لا يدخلون في دائرة هذا الإدمان. إلاّ أنّ هذا السلوك المصحوب بشعور بالذنب يدفع بالمدمن الى إخفاء مرضه عن مجتمعه.
العمل
ينظر المجتمع الى غالبية أنواع الإدمان على أنها ذات طابع سلبي سواء كان إدماناً على الكحول، على القمار، الأكل... إلاّ أنّ الإدمان على العمل حالة استثنائية بحسب الدكتورة فيصل: «إنه اعتماد يظهر ايجابياً ومفيداً فيما نتائجه خطيرة. فالإدمان على العمل هو علاقة مَرَضية بين الفرد وعمله، تتميّز هذه العلاقة بالسعي الى تأمين المزيد من الوقت والطاقة لصالح العمل على حساب عناصر الحياة الأساسية».
وترى فيصل أن مدمن العمل «يعيش في جو من الضغط المزمن والمتواصل الذي يؤدي الى مشاكل جسدية - سلوكية ونفسية - عقلية.
سلوكياً تظهر العوارض بفقدان الشهية، اعتماد سلوك عنيف والميل الى تناول الكحول أو المهدئات أو الى التدخين.
نفسياً تترجم العوارض بالإحباط، الغضب، الكآبة، الحساسية المفرطة، القلق، اليأس، الانحطاط والشعور بعدم الأمان».
تأثير هذا النوع من الإدمان يشمل العائلة والزملاء. «فالمدمن على العمل يتميّز عادة في أسرته بشخصية مسيطرة ومتحكّمة وغالباً ما يتأثر الأطفال بسلوك الوالدين وقد يعانون أنفسهم المشكلة نفسها.
وللوهلة الأولى قد يبدو مفيداً لمؤسسة ما أن توظّف مدمناً على العمل، إلاّ أنّ هذا المدمن يصعب عليه العمل في مجموعة إذ أنه يميل الى السيطرة والتحكّم مما يؤدي الى خلق جو من التشنج ومن الإحباط النفسي والإرهاق المهني في المجموعة التي يعمل ضمنها. كما أنه حين يحل على المدمن التعب الذي يحقق له الرضى والإكتفاء واللذة، يصبح إنتاجه ضعيفاً ومليئاً بالشوائب».
ساحة النقاش