عذرا أيها النسيان
كيف العيش وقد...
جفت المواسم
قحط الزرع
تصدعت جدران الروح..
والقلب ما عاد ينبض
كيف ....
وقد أفنت فصول الصدقات
غيم الأفق.....
فاقت أمطار الروح حد الإتساع
كيف بنسياني وهو سراب
جنوده ذكرى من زمن التلاقي
من زمن الحب والوعد
زمن العهد والتمني
زمن الرجاء والوفاء
كيف ...
وقد جرفها سيل الخذلان
على قارعة قلبي
قلبي ذاك المشلول منذ ألف وجع
كيف العيش....
وقد تسولنا شفاعة أيام الحنين
دفعنا الجزية
قبضنا الفاجعة
لا..لا..لا
قبضنا عقد الخيبة والخداع
أيها النابض على قيد الأسى...
كفاك انطواء
كفاك مرارة
كفاك تجرعا لكؤوس ظلام الذكرى
وإحياء طقوس الثقة المداسة....
ف نسائم المساء توشحت الصمت
ونجوم الليل خفت ضياؤها
وزرقة سماء السهر إكتسحها ضمور القمر
لم تلد العاقر فرحة اللقاء
وما أنجب تمازج السواد ببياض الأمل
إلا....
الرماد
سراب على بقايا خراب
من عقود حزم التلاقي
ألا أيها النسيان مابالك عقيما
لا زهر بروابيك
ولا مناهج بشرعك
كل الأرصفة فيك...
متاهة....
كهوف ظلام...
لا أعمدة اتكاء...
ولا مخرج نجاة...
ألوانك باهتة...
كلماتك صماء....
فيك...
الوجع مباح
التذكر متاح
والأجرة ...ألما وجراحا.....
أيها النابض على قيد الأسى
امنحني صك....
نسيان....
أمل....
أو ربما
نفسا من تراب المدافن.
عله يعيد إحياء نبض
قبر دون ضريح
أليس الألم يحيي ضريرا على شفير الضياع
هكذا قالوا...أو ربما ظننت
ماعاد في القلب متسع
ولا في الروح رجاء
غير رماد نثرناه على مشارف الأيام
وحلم يئن تحت أنقاض النبض
عذرا أيها النسيان
سلكنا دروبك ...فتهنا في طرقاتك
ما فادني منهجك...
ولا حد السقم .....
فالمكسب منك فظيعا
..آهات وأوجاعا....
شرخا متصدعا نازفا فينا
عذرا أيها النسيان...
ما أنسيتني آلامي....
بل جعلتني أعاقر الذكرى...
بقلب عار دام...
ودمع جار
عذرا....
ام شيماء
