مؤسسة أبرار مصر لتنمية المجتمع

ومن أهم أنشطتها رعاية المعاقين ذهنيا وتحفيظهم القرآن الكريم واقامة مشروعات تنموية للأرامل والمطلقات

 

تختلف أهداف العملية التعليمية للأفراد المعاقين ذهنيا عن أهداف العملية التعليمية للأفراد الأسوياء و ذلك لاختلاف " طبيعة " الأفراد المعاقين ذهنيا عن " طبيعة " الأفراد الأسوياء .. مما يترتب عليه تغير محتويات المناهج التعليمية و مكوناتها .. و لقد عبر الكاتب " Ellis " (1975) عن طبيعة الأفراد المعاقين وواقع العملية  التعليمية بالنسبة لهم بمنتهى الواقعية و كأفضل ما يكون حين قال :

 

" لم أري في كل حياتي حالة واحدة أصبح فيها الفرد المعاق ذهنيا فردا عاديا عن طريق التدريب و الوسائل التربوية و لكن شاهدت أفرادا كثيرين قد تحسنت قدراتهم . فالطفل الذي يعاني من إعاقة شديدة و الذي يتعلم كيف يأكل مستقلا ، و يلبس ، و ينظف نفسه و يتحكم في تنظيم عملية الإخراج ، يعتبر قد حصل علي ما يحصل عليه الآخرين من شهادات جامعية . يجب أن نكون واقعيين عي هذا المجال ، و نتجنب الشعارات العاطفية و نحدد أهداف يمكن تحقيقها . لذا يجب أن نحكم علي ما قد تم إنجازه ليس بمعيار ما ينجزه الناس ( العاديين ) و لكن بمعيار أهمية تلك الإنجازات في حياة هذا الفرد المعاق ، في كيانه كإنسان و في سعادته "

 

ومن هنا فقد أوضح " Ellis " في مقولته أن الهدف من تعليم وتدريب الأفراد المعاقين ذهنيا ليس أن يصبح الفرد المعاق ذهنيا على درجة ذكاء عالية مثل الأفراد العاديين ، فلم نري هذا يحدث ، كما أنه مستبعد الحدوث ، كما أن هذا ليس أمرا مهما إذا نظرنا للأمور من جانب آخر .. فقد حبا الله كل منا بكم معين من القدرات يختلف تماما عن الآخرين ، و علينا أن نتعايش مع هذا الواقع و أن نتعامل معه بمنتهى الحكمة .. لذلك فان إعداد الفرد المعاق ذهنيا ليكون علي درجة عالية من الذكاء لا يعد الهدف الأساسي من عمليه تدريب و تعليم الأفراد المعاقين ذهنيا ، و إنما ما يعد أمرا مهما و ما هو متعارف عليه في مفردات أي عملية تعليمية أن الهدف الأساسي لأي عمليه تعليمية هو خلق فرد صالح في المجتمع في المقام الأول و هذا هو المهم .. فأن يكون الفرد المعاق ذهنيا قادر على خدمة نفسه ، معتمدا علي ذاته قادرا علي الوفاء بمتطلباته الشخصية باستقلال كاملا أو جزئيا طبقا لقدراته و مهارات العقلية و البدنية و الجسمانية ، مندمج اجتماعيا لا يعاني من أي مشكلات سلوكية قدر بما يمنع اندماجه في المجتمع أو يؤدي إلي نفور المحيطين به منه ، تنمية القدرات  العقلية و الجسمانية قدر الإمكان ، مزودا بمبادئ القراءة و الكتابة و مبادئ المهارات الأكاديمية البسيطة التي قد يحتاج أليها خلال معاملاته البسيطة داخل المجتمع ، يعمل في مهنة مناسبة تناسب قدراته إن أمكن تعد الأهداف الرئيسية لعملية تعليم المعاقين ذهنيا .. و من هنا يجب علي أن تكون المحتويات التعليمية التي تحتوي عليها مناهج الأفراد المعاقين ذهنيا تعبر عن الأهداف السابقة التي تحدثنا عنها ، و أعتقد أنها أهداف مناسبة ترضي أي فرد عادل في حكمه ينظر للأمور نظرة سليمة و يراعي تفاوت القدرات التي منحها لنا الله .

 

كما يتفاوت الكم و المضمون في المحتويات التعليمية لمنهج كل طفل من الأطفال المعاقين ذهنيا بما يتلاءم مع قدرات و إمكانيات الطفل العقلية ، الجسمانية ، السلوكية .. و بما يتلاءم مع بيئته بحيث يكون متوافقا معها و ليس على اعتبار انه قوالب تدريسية جامدة تصلح لكل البيئات بصرف النظر عن السمات و الخصائص المميزة لكل بيئة و بما يتوافق مع عادات و تقاليد كلا من هذه البيئات .

المصدر: دليل المدرس لتخطيط البرامج و طرق التدريس للأفراد للمعاقين ذهنياً تأليف أحمد جابر أحمدمسئول برامج مشروع دعم الجمعيات الأهلية لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بأسيوط
  • Currently 180/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
60 تصويتات / 1288 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2010 بواسطة AbrarMasr

ساحة النقاش

مؤسسة أبرار مصر لتنمية المجتمع

AbrarMasr
• مؤسسة أبرار مصر لتنمية المجتمع مؤسسة خيرية مركزية مقيدة برقم 671 بوزارة التضامن الإجتماعي لسنة 2013 • حاصلة على صفة النفع العام بالقرار رقم ( 294 ) لسنة 2008 وتعمل على مستوى الجمهورية ومن أهم أنشطتها رعاية المعاقين ذهنيا وتحفيظهم القرآن الكريم واقامة مشروعات التنمية الاقتصادية للأرامل والمطلقات العنوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

446,672