الاتجاهات الحديثة في التسميد الأزوتي والفوسفاتي الآمن في الزراعة
في ظل منظومة التنمية المستدامة .
مقــــدمــــة
• لقد أكدت الدراسات العلمية والتطبيقية مساوئ التوسع في استخدام الكيماويات والتي منها الأسمدة الكيماوية نظراً لأن الإسراف في استخدامها يؤدي إلى إحداث آثار سلبية على البيئة و صحة الإنسان علاوة على أن بعض الأسمدة الكيماوية لها تأثير مباشر على الإضرار بالكائنات الحية الدقيقة المفيدة بالتربة حيث تحدث خلل بالنظام الطبيعي البيولوچي الموجود بالتربة وبالتالي تؤثر تأثيراً سلبياً علي خصوبتها الطبيعية علاوة على تكلفتها الاقتصادية العالية ولهذا بدأ الإتجاه إلى ترشيد استخدام تلك الأسمدة الكيميائية مع التوسع في استخدام البدائل الآمنة مثل الأسمدة الحيوية والطبيعية وذلك ضمن منظومة جيدة تعرف بالزراعة النظيفة أو داخل برامج التسميد بالزراعات العضوية لما لها من مزايا عديدة تسهم في تحسين الإنتاجية والجودة وإنتاج محصول آمن علاوة على الحفاظ على البيئة وكذلك فإن استخدام الأسمدة الحيوية له مردود إقتصادي عالي من حيث التوفير في تكلفة برامج التسميد ولهذا نركز هنا على أهمية استخدام الأسمدة الحيوية المفيدة للتربة والتي منها الأسمدة الأرضية النيتروجينية الفوسفاتية الحيوية ممتدة المفعول التي تمد النباتات بعنصر النيتروجين ( الآزوت ) والفوسفور والكالسيوم والكبريت والبورون من خلال تقنية بيولوجية عالية الكفاءة تعتمد على هذه الكائنات الحيوية وهي مرحلة الكمون بفعل التقنيات الحديثة المستخدمة في أنتاجها بصورة جراثيم أو كبسولات وتنشط مرة أخرى عند أضافتها للتربة .
وتستخدم أرضياً قبل أوأثناء الزراعة لجميع الحاصلات البستانية ( فاكهة – خضر – نباتات طبية وعطرية ) وكذلك للحاصلات الحقلية ومحاصيل العلف.
والتي من أهم مزايا استخدامها :
- التوفير في استخدام الأسمدة النيتروجينية المعدنية
- التوفير في استخدام الأسمدة الفوسفاتية المعدنية .
- التوفير في تكلفة التسميد النقدية .
- التوفير في تكلفة الوقت والمجهود المبذول من الفلاح (حيث يخفض جرعات التسميد ).
- تقلل من تلوث التربة والبيئة.
- تقلل من انتشار الأمراض الفطرية بالنباتات.
- تقلل من إصابة الجذور بالأمراض الفطرية والبكتيرية مما ينشط من نمو النباتات.
- تقلل من أضرار الملوحة بالتربة .
- تنشط من نمو الجذور مما ينشط من كفاءة نمو النباتات .
- تنشط نمو الكائنات الحية المفيدة بالتربة حيث يحسن التوازن البيولوجي الطبيعي بالتربة .
- تعمل على تيسير العناصر الصغرى (حديد – زنك – منجنيز – بورون...) بالتربة وكذلك يعمل علي تيسير عنصر الكالسيوم والكبريت والفوسفور بالتربة.
وهي لها عديد من الفوائد :
أولاً : فوائد الأسمدة الحيوية على مستوى البيئة
تقليل تلوث البيئة ( بمساهمتها في تقليل أستخدام الأسمدة الكيماوية النتراتية والفوسفاتية) وتلافي المشاكل التي قد تحدث أثناء التصنيع ببعض المصانع الكيماوية المنتجة للأسمدة الكيماوية وخصوصاً المصانع التي لا تتبع الاشتراطات و الاحتياطات اللازمة لتلافي الأضرار الناتجة أثناء التصنيع.
· فمن المعروف ان صناعة الأسمدة الازوتية الكيماوية ملوثة للبيئة في حالة المصانع التي لا تتبع الاحتياطات اللازمة لتلافي الغازات المتطايرة أثناء التصنيع وذلك أما من ناتج غازات المصانع المنتجة للأسمدة الازوتية مثل (No2 , No) والتي تتفاعل مع طبقة الاوزون الحامية للغلاف الجوى وتحدث بها تآكل مما يضر بالبيئة نظراً لما يحدثه هذا التأكل في تسرب الأشعة الفوق بنفسجية للأرض مع ضوء الشمس.
· يؤدي غاز ثاني أكسيد النتروجين في الجو إلي خفض كفأة الرئة وصعوبة التنفس وخصوصاً عند الأطفال كما يزيد من حساسية الرئة للظروف البيئية الأخرى
· الاستخدام الغير مرشد للأسمدة الكيماوية النتراتية يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية بالنترات وكذلك زيادة مستوى النترات بالثمار أو النباتات مما ينعكس على صحة المواطنين نظراً لاختزال النترات إلى نيتريت بالامعاء وتمتص بالدم وتسبب مرض الزرقة أو نقص الأكسجين بالدم ويؤدي ذلك للإصابة بالمثيموجلوبينميا .
· خروج أبخرة من الأحماض الكيماوية الخطرة علاوة على أنبعاثات غاز (Co2) ثاني أكسيد الكربون الخطرة وكذلك غاز الفلور اثناء تصنيع الأسمدة الفوسفاتية الكيماوية له اثار خطيرة على البيئة وذلك في حالة المصانع التي لا تتبع الاحتياطات والاشتراطات اللازمة لتلافي هذه الانبعاثات.
ثانياً : فوائد الأسمدة الحيوية على مستوى النباتات والمحاصيل:
أ) تقلل من تراكم النترات والنيتريت بالثمار وأنسجة النباتات مما يحسن من جودة عامل الأمان بها
ب) تقلل من الإصابات الفطرية على النباتات حيث انه من المعلوم ان زيادة استخدام الاسمدة الازوتية تعمل على ضعف أنسجة النباتات وزيادة الغضاضة بها مما يزيد من حساسية إصابتها بالأمراض الفطرية
ج) تقلل من إصابة الجذور بالأعفان نظراً لأن الكائنات الحية تفرز مضادات حيوية تعمل على تقليل الإصابة بالأعفان.
د) تنشط نمو الجذور نظراً لأن الكائنات الدقيقة المفيدة تفرز منشطات نمو طبيعية (أكسينات ومشابهات السيتوكينين) التي تعمل على تنشيط نمو الجذور
ثالثاً : فوائد الأسمدة الحيوية على مستوى المزارع:
· توفير في التكلفة النقدية للتسميد مما يجعلها توفر في المدخلات الزراعيـة .
· توفير في الوقت والجهد المبذول في تعدد جرعات التسـميـد .
· المحافظة على صحة المزارعين المتعاملين مع الاسمدة الحيوية .
· زيادة إنتاجية وجودة المحصول .
كل هذا يجعل الأسمدة الحيوية تساهم في التنمية المستدامة.
والمقصود بذلك بأنها أسمدة تحافظ على البيئة وصحة الإنسان المتعامل مع هذه الأسمدة وذلك أما خلال تصنيعة أو عند التسميد به وكذلك يعود بالربح الوفير على المزارعين والمتعاملين معه نظراً لتكلفة الأقتصادية المنخفضة مقارنة بالأسمدة الكيماوية الأخرى.
لماذا تعد الأسمدة الحيوية الأرضية ذو ميزة نسبية عن الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية المعدنية الأخرى تحت الظروف المصرية؟
أولاً : بالنسبة لتوافر عنصر الفوسفور والكالسيوم والكبريت والعناصر الصغرى :
1- لأنها ناتجة من عملية إنتاج الفوسفور بطريقة حيوية بيولوجية و تستمر عندما ينثر فوق سطح التربة حيث يطلق العديد من الروابط الفوسفاتية الأيونية الناتجة عن التحلل والتيسر الحيوي للفوسفور بفعل البكتريا الميسرة للفوسفات وكذلك بعض العناصر الغذائية المعدنية الهامة الأخرى مثل الزنك و البورون والكالسيوم والكبريت , نظراً لأن الإمداد بالفوسفات يتم في صورة دفعات مستمرة نتيجة للفعل الحيوي الميكروبي لتيسر الفوسفور بالأسمدة الحيوية ولا يتم دفعة واحدة كما هو الحال في الأسمدة الفوسفاتية المعدنية الأخرى.
2- الاسمدة الحيوية تنشط نمو الجذور نظراً لاحتوائها على المواد العضوية والطاقة البيولوجيه الناتجة عن الميسرات الحيوية وكذلك أفراز البكتريا لمنشطات النمو الطبيعية مثل الاوكسينات ومشابهات السيتوكينين
3-تفرز البكتريا مضادات حيوية تعمل على تقليل الاصابة باعفان الجذور.
ثانياً : بالنسبة لتوافر الأزوت (النيتروجين)
تعمل علي الإمداد المستمر لعنصر النيتروجين.
1- حيث تحتوي على البكتريا التكافلية واللاتكافلية المثبتة للأزوت الهوائية وكذلك اللاهوائية بالأسمدة الحيوية والتي يتم أقلمتها جيداً ضد التغيرات البيئية والمضاف لها المنشطات الحيوية التي تزيد من كفاءة عملها بالتربة مما يعمل على توفير إمداد مستمر بالنيتروجين للنباتات مما يجعلها لا تتعرض لنقص عنصر النيتروجين.
2- تساعد على توفير عنصر الازوت بالتربة مما يساهم في تقليل استخدام الاسمدة النيتروجينية الكيماوية مما يقلل من الأضرار المترتبة على كثرة استخدامها من تلوث للبيئة والمياه الجوفية
3- تتنافس الأسمدة الحيوية الأرضية اقتصادياً مع الأسمدة الفوسفاتية الكيماوية والأسمدة الازوتية المعدنية وتنتج محصولاً متقارباً وفائقاً من حيث الجودة, و بما أنها آمنه على الكائنات الحيوية بالتربة وتحافظ على التوازن البيولوجي لها، ولها مردود أقتصادي جيداً لهذا فهي مناسبة لتحل محل الأسمدة الكيماوية في الأنظمة الزراعية التدعيميه والتي يطلق عليها ( الزراعة المستدامة ) التي تساهم في التنمية المستدامة.
ساحة النقاش