اعتذرت كولومبيا عن استضافة كأس العالم 86 لصعوبات مادية فنابت عنها المكسيك لتصبح بالتالي أول دولة تحتضن النهائيات مرتين علماً بأنها استضافت البطولة للمرة الأولى عام 1970 .
وفرض الأرجنتيني دييغو مارادونا نفسه نجماً للبطولة من دون منازع، وكانت له اليد الطولى في إحراز منتخب بلاده الكأس للمرة الثانية، فقد سجل هدفين في ربع النهائي ضد إنجلترا اعتبر الثاني أفضل هدف سجل في تاريخ النهائيات، ثم سجل ثنائية أخرى في مرمى بلجيكا في نصف النهائي، قبل أن يمرر الكرة التي سجل منها خورخي بوروتشاغا هدف الفوز (3-2) على ألمانيا في النهائي.
فجّر المغرب مفاجأة من العيار الثقيل بتصدره مجموعته التي ضمت إنجلترا والبرتغال وبولندا، وقد انتزع التعادل من إنجلترا وبولندا قبل أن يتغلب على البرتغال 3-1 سجلهما خيري (2) وكريمو .
وشاءت الصدف ان يلتقي المنتخبان الألماني والمغربي في الدور الثاني، علماً بأن الأخير خاض أول مباراة له في نهائيات كأس العام عام 1970 ضد ألمانيا الغربية بالذات وخسر 1-2 . وصمد المنتخب المغربي 88 دقيقة قبل أن يسقط بركلة حرة مباشرة نفذها لوثار ماتيوس .
وكان المغرب أول منتخب عربي إفريقي ينال شرف بلوغ الدور الثاني .
اما العراق الذي شارك في النهائيات للمرة الأولى فعلى الرغم من العروض الجيدة التي قدمها فإنه خسر مبارياته الثلاث أمام بلجيكا والباراغواي والمكسيك .
وفشلت الجزائر في تكرار نتائجها الجيدة في مشاركتها الثانية فخسرت أمام البرازيل وإسبانيا وتعادلت مع إيرلندا الشمالية .
وسجل في البطولة 132 هدفاً في 52 مباراة، منها 12 بركلات جزاء من أصل 16 وطرد 8 لاعبين، وتوج الإنجليزي غاري لينيكر هدافاً برصيد 6 أهداف .
واختيرت إيطاليا عام 1990 لتنظيم نهائيات كأس العالم للمرة الثانية بعد عام ،1934 وكانت ملاعبها قمة في الروعة والحداثة وأبرزها "ستاديو أولمبيكو" في روما الذي احتضن المباراة النهائية وملعب سان سيرو في ميلانو، حيث جرت المباراة الافتتاحية .
ونجحت الإمارات في بلوغ النهائيات للمرة الأولى علماً بأن "الأبيض" كان يشارك في التصفيات للمرة الثالثة، وأشرف على تدريب المنتخب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا .
وخسر منتخب الإمارات أمام ألمانيا الغربية 1-5 وأمام يوغوسلافيا 1-4 وأمام كولومبيا صفر-2 .
اما مصر العائدة إلى النهائيات بعد غياب دام 56 عاماً، فقد انتزعت تعادلين ثمينين من هولندا 1-،1 ومن جمهورية إيرلندا صفر-صفر، قبل أن تخسر بهدف أمام إنجلترا .
وسجلت في مباراة الافتتاح مفاجأة من العيار الثقيل كان بطلها المنتخب الكاميروني الذي هزم نظيره الأرجنتيني ونجمه دييغو مارادونا بهدف يتيم، ولم تنته مغامرة الكاميرون عند هذا الحد، بل تمكن من بلوغ الدور الثاني ثم ربع النهائي، وخسرت بصعوبة امام إنجلترا 2-3 بعد التمديد علماً بانها كانت الطرف الأفضل في المباراة .
وقدم المنتخب الألماني عروضاً قوية منذ البداية وحتى النهاية، وتمكن من بلوغ النهائي بسهولة وعن جدارة، وجمعته المباراة النهائية مع الأرجنتين، وذلك في إعادة لنهائي مونديال المكسيك قبل أربعة أعوام، ما شكل سابقة في تاريخ كؤوس العالم .
وانتزعت ألمانيا لقبها الثالث بفوزها على الأرجنتين بهدف من ركلة جزاء سجله أندرياس بريمة، وهي المرة الأولى التي تنتهي فيها إحدى المباريات النهائية من دون أن يسجل أحد طرفيها هدفاً .
وسجل في البطولة 115 هدفاً منها 13 بركلات جزاء من اصل 18 وطرد 16 لاعباً (رقم قياسي)، وتوج الإيطالي سلفاتوري سكيلاتشي هدافاً برصيد 6 أهداف .
واختيرت الولايات المتحدة لتنظيم نسخة ،1994 ونجحت السعودية بعد محاولات كثيرة في حجز مقعدها في النهائيات، وشاءت الصدف أن تجمعها القرعة مع دولة عربية أخرى هي المغرب التي كانت تشارك للمرة الثالثة في تاريخها .
وخسرت السعودية بصعوبة أمام هولندا قبل أن تتغلب على المغرب في أول لقاء عربي- عربي في النهائيات، وكان عليها أن تهزم بلجيكا لبلوغ الدور الثاني فكان لها ما أرادت وبأفضل طريقة ممكنة، لأن مهاجمها
سعيد العويران سجل هدفاً تاريخياً بعدما
سار بالكرة أكثر من 60 متراً ليزرعها داخل الشباك، ثم خسرت أمام السويد 1-3 في الدور الثاني، علماً بأن الأخيرة حلت ثالثة في نهاية البطولة .
أما المغرب فخسر جميع مبارياته وخرج من الدور الأول .
وصعق العالم لدى انتشار خبر ثبوت تناول النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا منشطات على أثر الفحص الذي خضع له بعد مباراة منتخب بلاده مع نيجيريا، وقد ألقت هذه الحادثة بظلالها على المونديال .
ومن أبرز المفاجآت في المونديال بلوغ نيجيريا الدور الثاني، قبل أن تسقط أمام إيطاليا بصعوبة 1-2 بعد التمديد .
ومنذ بداية البطولة قدم المنتخب البرازيلي بقيادة نجمه روماريو عروضاً جيدة، وكان سبب نجاحه الأساسي الموازنة بين الهجوم والدفاع، خلافاً للسنوات السابقة عندما انجرف إلى الهجوم من دون هوادة فدفع الثمن غالياً، وكانت فلسفة مدربه كارلوس البرتو باريرا تتلخص بتحقيق نتائج جيدة على حساب العروض على الرغم من موجة الانتقادات التي تعرض لها قبل أن ينال احترام الجميع بعد إحراز اللقب .
وقد تغلب المنتخب البرازيلي في النهائي على نظيره الإيطالي بركلات الترجيح، وهذا ما كان يحصل للمرة الأولى في إحدى المباريات النهائية، كما أنه عاد إلى منصة التتويج وإلى قمة العالم بعد غياب 24 عاماً .
سجل في البطولة 141 هدفاً منها 15 ركلة جزاء من أصل 15 وطرد 14 لاعباً، وتوج الروسي اوليغ سالينكو والبلغاري خريستو ستويتشكوف هدافين للبطولة برصيد 6 أهداف لكل منهما .
فرنسا 98
اختيرت فرنسا على حساب المغرب، فباتت ثالث دولة تحتضن النهائيات للمرة الثانية بعد إيطاليا (34 و90) والمكسيك (70 و86) .
وشاركت في النهائيات ثلاثة منتخبات عربية هي المغرب والسعودية وتونس، وكان الأول على قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه بعد عام ،1986 عندما بات أول منتخب عربي - إفريقي ينال هذا الشرف، بيد أن خسارة البرازيل أمام النرويج 1-2 في الدقيقة الأخيرة منعته من ذلك .
وقد خسر المغرب أمام البرازيل صفر-،3 وتعادل مع النرويج 2-،2 وتغلب على أسكتلندا 3-صفر .
أما المنتخب السعودي فلم يظهر بالمستوى المطلوب ولم ينجح بالتالي في تكرار إنجازه عندما بلغ الدور الثاني في أول مشاركة له قبل أربع سنوات في الولايات المتحدة، وقد خسر مباراتين أمام فرنسا صفر-،4 وأمام الدنمارك صفر-،1 قبل أن يتعادل مع جنوب إفريقيا 2-2 . وقد أدى ذلك إلى إقالة مدربه البرازيلي الشهير كارلوس البرتو باريرا، وتعيين محمد الخراشي مكانه في البطولة الأخيرة تحديداً .
ولم تكن حال تونس أفضل لأنها خرجت بدورها من الدور الأول بخسارتها أمام إنجلترا وكولومبيا وتعادلها مع رومانيا، ودفع مدربها البولندي كاسبرجاك الثمن بإقالته .
وسجل في البطولة 171 هدفاً بمعدل 67 .2 هدف في المباراة الواحدة، وكانت فرنسا صاحبة أفضل هجوم (15)، وأفضل دفاع أيضاَ (هدفان) .
وتوج دافور سوكر (كرواتيا) هدافاً برصيد 6 أهداف أسهمت بشكل كبير في احتلال منتخب بلاده المركز الثالث في أول مشاركة لها في تاريخها .
كما برز زين الدين زيدان، وقد سجل هدفين برأسه في المباراة النهائية في مرمى البرازيل، وقاد منتخب بلاده إلى احراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه، علماً بأنه طرد في المباراة ضد السعودية وأوقف مباراتين .
واختير رونالدو أفضل لاعب في البطولة وسجل 5 أهداف، لكنه أصيب بنوبة صرع يوم المباراة النهائية ما أثر سلباً على أداء زملائه، فسقطوا سقوطاً كبيراً أمام الدولة المضيفة .
إديمير . . "الديناميت" وملك القوة البدنية
يعتبره الاختصاصيون من أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة البرازيلية منذ اللاعب الأسطورة ليونيداس، فإديمير كان يملك قوة بدنية خارقة للعادة وذلك على الرغم من ان بنيته لم تكن توحي بذلك .
ويملك إديمير سرعة رهيبة تعتبر نقطة قوته إضافة إلى مراوغاته الرائعة، هذه الصفات سمحت له بأن يتوج هدافاً لكأس العالم 1950 التي أقيمت في البرازيل بتسعة أهداف .
ولد ماركيز دي مينزس إديمير في 11 أغسطس/آب 1922 في ريسيفي وجذبته الشباك منذ نعومة أظافره، حيث كان يعشق التسجيل وبقي كذلك حتى صار شاباً وانضم إلى فاسكو دا غاما الشهير عام 1942 ولعب معه حتى العام 1946 ثم انتقل إلى فلوميننسي لموسم واحد فقط قبل أن يعود مجدداً إلى ناديه الأول الذي أكمل معه المشوار .
وبرغم قوة تسديداته بالقدمين واتقانه للتهديف، إلا أن ذلك لم يشفع للمنتخب الذهبي في المباراة النهائية أمام الأوروغواي أمام نحو200 ألف مشجع برازيلي، اكتظت بهم مدرجات ملعب ماراكانا الشهير والذين خرجوا يذرفون دموع الخيبة بعد الخسارة (1-2) .
وكان إديمير أثقل مرمى منتخب السويد في نهائيات 1950 بأربعة أهداف أسهمت في فوز منتخب بلاده (7-1)، وفي هذه المباراة أظهر المهاجم البرازيلي صفات هجومية نادرة تنوعت بين المراوغات الجميلة والانطلاقات السريعة التي أذهلت مدافعي المنتخب السويدي، اضافة إلى التسديدات القوية وطبعاً الأهداف النادرة .
ولأنه يملك تسديدات رهيبة لقب ب"الديناميت" ومن هذه التسديدات بالقدمين سجل عشرات الأهداف للمنتخب البرازيلي وللأندية التي لعب لها .
وشكل إديمير مع زيزينيو وجايير ثلاثياً رهيباً في هجوم المنتخب البرازيلي لطالما أرعب مدافعي المنتخبات المنافسة، لكنه فشل في نهائيات كأس العالم 1950 في إهداء اللقب الحلم إلى ملايين مشجعيه .
ولعب إديمير أغلب فترات مشواره ضمن فاسكو داغاما، حيث تألق في صفوفه كهداف من الطراز النادر وسجل معه 301 هدف في 429 مباراة .
لعب إديمير 39 مباراة دولية سجل خلالها 31 هدفاً، وهو معدل يدل على قوة وبراعة هذا الهداف الذي لعب أول مباراة دولية في 21 مايو/أيار ،1945 خلال لقاء منتخب بلاده أمام كولومبيا (3-صفر)، وسجل أول هدف مع المنتخب الذهبي بعد ثلاثة عشر يوماً من أول مشاركة دولية وذلك في مباراة البرازيل مع بوليفيا (2-صفر) .
ولم يتم استدعاء إديمير الى نهائيات كأس العالم 1954 التي أقيمت في سويسرا فكانت بداية نهاية مشوار لاعب هداف أمتع الجماهير، وبث الرعب في نفوس المدافعين وحراس المرمى لسنوات عدة، ومع بداية أفول نجم إديمير وزملائه في المنتخب بدأت يظهر جيل جديد أمثال ديدي وبالتازار .
وبعد أن وضع حداً لمشواره الرياضي كلاعب بقي وفيا لفاسكو دا غاما، وأشرف عليه لفترة قصيرة من دون أن يوفق في مهمة التدريب .
وفي 11 مايو/أيار 1996 توفي إديمير بعد مسيرة كروية حافلة أضافت اسمه إلى قائمة عمالقة الكرة الذين أنجبتهم البرازيل وما زالت تفتخر بهم حتى الآن .
f