المصدر: التلوث البيئي
إعداد عميد دكتور/ مجدي ماهر كامل
مقـدمــة
أن قضية التلوث تمثل أولوية من أولويات العصر، حيث سيظل التلوث من أهم الموضوعات التى تشغل فكر العالم فى القرن الواحد والعشرون لما له من أبعاد عديدة منها الصحية والتى تتمثل فى وجود الملوثات بأنواعها المختلفة بنسب أكبر من تلك التركيزات المسموح بها والتى تمثل خطر داهم على صحة الإنسان، ومنها البعد الإنساني حيث أن من حق الإنسان أن يعيش في بيئة نظيفة وصحية يمارس من خلالها كافة الأنشطة مع كفالة حقه في نصيب عادل من الثروات والخدمات البيئية والاجتماعية.
وللتلوث أيضا أبعاد سياسية حيث أن وجوده في مكان ما من العالم لا يقتصر تأثيره على تلك المنطقة، بل تسقط أمامه الحدود السياسية والجغرافية فهو يعبر بلا استئذان أو جوازات سفر، ومن ثم فهي مشكله دولية يجب أن تتجمع الجهود الدولية لعلاجها.
وللتلوث أيضا أبعاد اقتصادية تنبع من أن البيئة هي كيان اقتصادي متكامل باعتبارها قاعدة للتنمية وأي تلويث لها أو استنزاف لمواردها يؤدى في النهاية إلى ضعف فرص التنمية المستقبلية وأيضا فأن حماية البيئة ووقايتها من التلوث ليس فقط أفضل من معالجتها بل أيضا أقل تكلفة وأفضل كفاءة.
و أخيرا فأن له أيضا بعد أخلاقي إذ يجب آلا نورث الأجيال القادمة قضايا مستحيلة الحل، بل أن من حقهم علينا استلام بيئة نظيفة خالية من الملوثات وثروات طبيعية غير مستنزفة أو مهدرة.
إن المفهوم السائد للتنمية هو التنمية الاقتصادية الاجتماعية، أي التنمية الاقتصادية ذات البعد الاجتماعي. أما المفهوم الآخر للتنمية والذي بدأ يفرض نفسه والموازي للمفهوم السابق فهو التنمية الاقتصادية - البيئية، أي التنمية الاقتصادية ذات البعد البيئي والتي تستند إلى مفهوم التنمية المتجددة أو ما يسمى بالتنمية المستديمة التي تعني (التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على تلبية حاجاتهم، والتي تحقق التوازن بين النظام البيئي والاقتصادي والاجتماعي وتساهم في تحقيق أكبر قدر ممكن من الارتقاء في هذه الأنظمة الثلاث). أولا:تناول مشكلة تلوث البيئة والآثار الاقتصادية الناجمة عنها وأثرها على الواقع المصري من خلال عدة عناصر رئيسية هي:ـ
أولا :- تلوث البيئة الهوائية :-
ويحدث عندما تتسرب إليه أية مركبات خارجة عن مكوناته الطبيعية سواء كانت غازية أو سائلة أو صلبة أي عندما يحدث اختلاف في نسب الغازات المكونة له على نحو يجعله غير صالح لحياة الكائنات الحية والإنسان.
وقد عرفها المشرع المصري في القانون رقم 4 لسنة 94 الخاص بحماية البيئة في مادته الأولى فقرة( 10 ):
بأنها كل تغيير في خصائص ومواصفات الهواء الطبيعي يترتب عليه خطر على صحة الإنسان والبيئة سواء كان هذا التلوث ناتجا عن عوامل طبيعية أو نشاط انسانى بما في ذلك الضوضاء.
وملوثات الهواء أما أن تكون صلبة مثل الكربون والرماد... وقد تكون سائلا مثل أبخرة الزيوت
وقد تكون غازية مثل أكاسيد الكربون والنتروجين والكبريت هذا بالإضافة إلى ملوثات الإشعاع والضوضاء و من أهم مصادر هذه الملوثات عادم السيارات وما يحتويه من الرصاص وانبعاثات المصانع ، والمسابك ، وحرق القمامة وآلات التنبيه ومكبرات الصوت وآلات المصانع ووسائل النقل.
ولقد جرت دراسات واسعة حول العلاقة بين التلوث الجوى ومرض السرطان حيث كثرت الأبحاث التي أثبتت بصورة لا تقبل الشك أن هناك الكثير من الملوثات الحيوية تسبب أنواع مختلفة من السرطان.
* مصادر تلوث البيئة الهوائية: -
يتمثل مصادر التلوث في عوادم المركبات والأتبعاثات الناتجة عن المنشآت الصناعية والحرق المكشوف في المخلفات الزراعية والقمامة.
ويبين التحليل الدوري للهواء أن أهم أربعة ملوثات للهواء هي: ـ
أول أكسيد الكربون
ثاني أكسيد الكبريت
أكاسيد النتروجين
الجسيمات العالقة
ثانيا:- تلوث البيئة المائية:-
يعرف بأنه إدخال اى مواد آو طاقة بواسطة الإنسان في تلك البيئة بطريق مباشر أو غير مباشر، بما يؤدى إلى أحداث آثار ضارة وفى بعض الأحياء بالغة الخطورة بصحة الإنسان.
وقد عرفها المشرع المصري في القانون رقم 4 لسنة 94 في مادته الأولى فقرة 12:
" بأنها إدخال أية مواد آو طاقة في البيئة المائية بطريقة إرادية آو غير إرادية مباشرة أو غير مباشرة ينتج عنه ضرر بالمواد الحية أو غير الحية أو يهدر صحة الإنسان أو يعوق الأنشطة المائية بما في ذلك صيد الأسماك والأنشطة السياحية أو تفسد صلاحية مياه البحر للاستعمال أو ينقص من التمتع بها أو بغير من خواصها".
إن تلوث المياه يعتبر من أقدم المشكلات البيئية حيث لم يعبأ الإنسان بحاجته الملحة للمياه فأخذ في تعريض الوسط المائي كله لشتى أنواع الملوثات الناتجة عن زيادة الكثافة السكانية وتنوع الأنشطة الزراعية والصناعية حيث فقدت المسطحات المائية القدرة على التخلص من تلك الملوثات، وكان من نتائج أعمال الإنسان غير المحسوبة أن ظهرت أعراض التدهور في معظم مستودعات المياه في العالم وبدأت آثار الملوثات تظهر على الكائنات الحية التي تعيش فيها، حيث ماتت الأسماك في البحيرات والأنهار وقل محصولها في البحار والمحيطات.
وهناك مصادر رئيسية لتلوث المياه تتمثل في الصرف الصناعي، وما يحتويه من مخلفات ضارة بالصحة العامة مثل المعادن الثقيلة... والصرف الزراعي وما يحمله من سموم المبيدات الزراعية والصرف الصحي والمخلفات البتروكيماوية وأخيرا التلوث الناتج عن السلوكيات الفردية غير الواعية في استخدام المياه مما سبب العديد من الأمراض أهمها.. الفشل الكبدي – الكوليرا – أمراض الكبد – التخلف العقلي.
* مصادر تلوث البيئة المائية : -
يعود تلوث البيئة المائية إلى ثلاثة مصادر رئيسية: - الصرف الصناعي والصرف الزراعي والصرف الصحي وسوف نتناول هذه المصادر نشئ من التفصيل: -
- الصرف الصناعي:
- الصرف الزراعي:-
- الصرف الصحي: -
ثالثا:- تلوث البيئة الأرضية:-
يشكل تلوث التربة والأرض جانبا هاما من جوانب مشكلة التلوث البيئي، التي منيت بها البشرية في العصر الحديث، كنتيجة للتدخل غير المدروس من جانب الإنسان في النواميس الكونية، ومحاولاته المستمرة إفساد النظم البيئية بغرض الزيادة المؤقتة في إنتاجية الأراضي الزراعية والسيطرة على الآفات والحشرات.
ويعرف تلوث البيئة الأرضية: بأنه التأثير على مكوناتها الطبيعية مما يؤدى إلى الإقلال من خصوبتها أو القضاء على عناصرها على نحو يحول بينها وبين أداء وظائفها التي تقوم بها أو ما خصصت له من أغراض أو يجعلها مبعث تلوثان أخرى.
ومصادر تلوث الأرض مختلفة.. تتمثل في المخلفات الصلبة من القمامة وغيرها أو المواد والنفايات الخطرة التي تضر بصحة الإنسان مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الكيمائية والمعادن الثقيلة وخلافه.
وفى واقع الأمر انه من الصعب في موضوع التلوث أن نفرق بين الجوانب المختلفة لهذه القضية الشائكة، إذ يرتبط كل شق من هذه الجوانب ارتباطا وثيقاً بالجوانب الأخرى، فان ما يلوث الهواء قد يلوث الماء ويلوث التربة، ذلك أن نظم الماء والهواء والتربة ترتبط ببعضها البعض أر تباطأ وثيقاً 0
* مصادر تلوث البيئة الأرضية: -
يتمثل مصادر التلوث في إلقاء المخلفات في غير الأماكن المخصصة لذلك وفى المخلفات الخطرة وفى الإشعاعات النووية في التعدي على الأراضي الزراعية.
نشرت فى 8 ديسمبر 2009
بواسطة AMIGOLAND
عدد زيارات الموقع
16,681
ساحة النقاش