التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام ..

مشروع في حياته وبعد موته ..
وكذلك بالعلماء والصالحين من أهل التقوى والصلاح ..
والنقطة المهمة التي أشير إليها هنا .. هو أننا ندعو الله تعالى أولاً ولا نشرك به سبحانه وتعالى
ومن ثم نرجو الله تعالى بهؤلاء أن يستجيب لنا .. وهذا هو معنى التوسل ..
فالتوسل بالأنبياء والصالحين المقصود به أنهم أسباب ووسائل لنيل المقصود وان الله تعالى هو الفاعل كرمة لهم لا أنهم هم الفاعلون ..
كما في قوله تعالى (فيه شفاء للناس) النحل 69
فالعسل بنفسه لا يشفي بل الشافي هو الله تعالى والعسل سبب جعل الله فيه بقدرته الشفاء
وطلب بني إسرائيل من سيدنا موسى عليه السلام أن يستسقي لهم
والفاعل الحقيقي هو الله
ولنعلم أيها الأخوة أن التوسل مستحب وهو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه لله تعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله والمتوسل به إنما وسيلة ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك..وإن التوسل ليس أمرا إجباريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل هو من طرق الدعاء لالتماس الإجابة .. تقبل الله دعائنا ودعاء المسلمين جميعا.

وعندما يتوسل المرء فيقول يا رب .. أسألك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أو يقول بجاه فلان .. فإن هذا من باب المجاز فهو يسأل الله تعالى بجاه عمل فلان الصالح ..
والذين منعوا التوسل أجازوا التوسل بعمل فلان الصالح ..

ومن أمثلة المجاز التالي :
قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(لخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي سلني فقال أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك فقال هو ذاك قال أعني على نفسك بكثرة السجود)
وسؤال الجنة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغاثة وطلب لما لا يقدر عليه إلا الله ولم ينكر عليه الصلاة والسلام سؤاله ولم يقل له لا تسأل غير الله .

ومن المجاز قوله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام (لأهب لك غلاما زكيا)
فإسناد الوهب إليه مجاز والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده

ومنها قوله تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
والنصر حقيقة على الله تعالى وحده

والأدلة على التوسل كثيرة جداً أوجز بعضها .. فتحملوا مني الإطالة وما ذاك إلا لإحقاق الحق وتبيينه :

أ:- أدله الكتاب الحكيم


1- قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)المائدة 35
الوسيلة كما أسلفنا هي ما يتقرب به وهنا ما يتقرب به إلى الله
ولفظ الوسيلة عام في الأية فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالأعمال الصالحه إلخ إلخ
أي الأية تدعوا المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات بلا شكم كما سيوضح من الأحاديث القادمة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عامل وهو شامل لجمع أنواع التوسل الغير محتوي على مخالف شرعي.. والوسائل والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود

2- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
النساء 64
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما سنوضح في فصل حياه البرزخ .

3- قال الله تعالى في قصة موسى ) فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ (
فالاستغاثة بما يقدر عليه العباد لا عليها غبار ولا يختلف عليها أحد فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك إذ إن المسبب الحقيقي هو الله تعالى.. لم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام مستمده من الله تعالى وبإذن الله تعالى

4- قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن ايه ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينه من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لايه لكم أن كنتم مؤمنين ( سوره البقرة
قال الحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا أحد من الأعداء يكون
معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزه وعسقلان غلبوهم
وقهروهم علي أخده فانتزعوه من أيديهم .
قال ابن كثير : (وقد كانو ينصرون علي أعدائهم بسببه , وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور
الأنبياء . ( البداية ج 2
وقال ابن كثير في التفسير : كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ,
ومنهم من قال : العصا والنعلان . تفسير ابن كثير ج 1

وقال القرطبي : (والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه انزله الله علي آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن
وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني اسرئيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت
غلبهم عليه العمالقه وسلبوا التابوت منهم (. تفسير القرطبي ج 3

وهذا في الحقيقه ليس إلا توسلا باثار اولئك الأنبياء . وتوسلا ببركه التابوت.

5- (ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ) (الآية، جزء 9، س انفال)
فهذه الايه تدل علي ان حلول ذات النبي عليه الصلاه والسلام مانعه من نزول العذاب علي الكفار ولا يمكن القول ان النبي صلي الله عليه وسلم نفعهم بدعائه ولا بشفاعته لان هذه الاشياء لا تكون للكفار..فكانت ذات النبي صلي الله عليه وسلم نافعه حتي للكفار في وجودة في وسطهم وتشعر هذه الآية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انفصل عنهم وتركهم فحينئذ ينزل عليهم العذاب فوجود النبي بذاته بينهم صلي الله عليه وسلم حال دون عذابهم...!!
فهذا الوجه سر بلاغته أن فيه دلالة على أن بركة النبي صلي الله عليه وسلم وبركه المؤمن متعدية, حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب, فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فكيف لا تكون ذات افضل الخلق اجمعين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم غير نافعه للمسلمين؟؟
فنفع بذاته وهذا ما يؤدي الي ان التوسل بذاته الشريفه نافع للمسلمين باذن الله تعالي !!!

6- {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض}
اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض
قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض...} الآية. قال: يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم.
فهذا الوجه فيه دلالة علي أن بركة المؤمن متعدية، حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب، فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فهنا نفع المؤمنون بذاتهم بعضهم البعض وبأعمالهم وبدعائهم بل ونفعوا الكفار..!
8- وقال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) سورة البقرة الآية 89
]
روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون علي الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة.
تفسير القرطبي
قوله تعالى: ولما جاءهم-يعني اليهود- -كتاب- يعني القرآن- من عند الله مصدق-نعت لكتاب ويجوز في غير القران نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أبي النصب فيما يروي لما معهم- يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها- وكانوا من قبل يستفتحون- أي يستنصرون
والاستفتاح: الاستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم (يستفتح بصعاليك المهاجرين ) أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم ومنه
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب.
وروي النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إنما نصر الله هذه ألامه بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)
وروي النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)
قال ابن عباس ( كانت يهود خيبرتقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فدعت يهود بهذا الدعاء: وقالوا- انا نسألك بحق النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا اخر الزمان أن تنصرنا عليهم قال فكانوا اذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان, فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم كفروا فانزل الله تعالي( وكتنوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا) اي بك يا محمد الي قوله (فلعنه الله علي الكافرين) .

 [email protected]

 

ساحة النقاش

Bomb

السلام عليكم
والله انكم تريدون بالباطل الذي تدعون ان يكون حق
لا يجوز التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام لايجوز لا يجوز لايجوز
واسألوا اهل العلم المتقين الصالحين ان كنتم لا تعلمون
و ارجعوا الى فطرتكم ان كنتم تشكون

hazim fire فى 2 سبتمبر 2011 شارك بالرد 0 ردود

عدد زيارات الموقع

4,276,728