عن أنس رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في طريق إذ لقيه حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أصبحت يا حارثة؟ قال : أصبحت والله مؤمناً حقاً ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنظر ما تقول ، فإن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك؟ فقال عزفت نفسي عن الدنيا ، وأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وإلى أهل النار يتعاوون فيها ، فقال عليه الصلاة والسلام : عرفت فالزم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سره أن ينظر إلى رجل نور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى هذا ثم قال : يا رسول الله ، ادع الله لي بالشهادة ، فدعا له ، فنودي بعد ذلك : يا خيل الله اركبي ، فكان أول فارس ركب ، فاستشهد في سبيل الله .راجع : ( الطبراني 3/430 وتفسير الرازي 1/111).
قيل لأبي بكر الصديق : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت عبداً ذليلاً لربٍ جليلٍ أصبحت مأموراً بأمره.
كان إذا قيل لسيدنا عيسى عليه السلام كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت لا أملك تقديم ما أرجو ، ولا أستطيع دفع ما أحاذر ، وأصبحت مرتهنا بعملي والخير كله في يد غيري ولا فقير أفقر مني .
وكان أبو الدرداء إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بخير إن نجوت من النار.
وكان سفيان الثوري إذا قيل له : كيف اصبحت ؟ يقول : أصبحت أشكر ذا إلى ذا ، وأذم ذا إلى ذا ، وأفر من ذا إلى ذا.
وقيل لأويس القرني : كيف أصبحت : قال : كيف يصبح رجل إذا أمسى لا يدري أنه يصبح ، وإذا أصبح لا يدري أنه يمسي ؟ .
وقيل لمالك بن دينار : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت في عمر ينقص وذنوب تزيد .
وقيل لبعض الحكماء : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت لا أرضى حياتي لمماتي و لا نفسي لربي .
* وقيل لحكيم : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت آكل رزق ربي وأطيع عدوه أبليس .
وقيل لحامد اللفاف :كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت أشتهي عافية يوم إلى الليل ، فقيل له ألست بعافية في كل الأيام ؟ فقال : العافية يوم لا أعصي الله تعالى فيه.
وقيل لرجل وهو يجود بنفسه : ما حالك ؟ فقال : وما حال من يريد سفرا بعيدا بلا زاد ،ويدخل قبرا موحشا بلا مؤنس ، وينطلق إلى ملك عدل بلا حجة !!
وقيل لحسان بن أبي سنان : ما حالك ؟ قال : ما حال من يموت ثم يبعث ثم يحاسب !! ...
ساحة النقاش