ابن الفرق الانشاديه النسائيه
يملكن ملكة الصوت الجميل التي حباها الله لهن .. يشدون بأحلى الكلمات وأطيب الألحان التي نسعد لسمعاها لكن على النقيض الآخر لا توظف مواهب هؤلاء الفتيات بما يخدم الأمة و يساهم في الرقي بهذا الفن الإسلامي ليكون بديلا عن الحفلات الغنائية الشائعة في الأوساط والمناسبات النسائية لكن هذه اللقاءات بالمسئولين والأساتذة والمنشدات كشفت بأن هذه الأصوات والاجتهادات الصغيرة من الفرق المتواضعة تواجه الكثير من الصعوبات على صعيد الأحكام الدينية المختلفة في حكم إنشاد المرأة ونظرات البعض غير المدركة لأهمية هذا الفن ووضع المرأة الخاص في مجتمعاتنا كل ذلك وغيرها من العوائق ساهمت في اختفائها عن الساحة وأوجدت جداراً من عدم الثقة وحال دون اتخاذ قرار ومبادرة لإنشاء فرق نسائية إنشادية على غرار فرق الرجال .
اراء بعض الطالبات المشاركات فى الفرق النسائيه
من جانب آخر أكد عدد من الطالبات المشاركات في الفرق الإنشادية الصغيرة التي ما لبث أن تفرق شملها قائلين " موهبتنا تبدأ بملكة الصوت الجميل الذي حبانا الله بها فنحاول إن نشارك في ختام المحاضرات الدينية بأناشيد ذات معان هادفة وقيمة ولا أخفي أننا نفتقد لدورات في المقامات وفن الإنشاد وكانت تنظيماتنا ارتجالية كما أننا أغلبيتنا طالبات فليس هناك خبرات تدعمنا وتوجهنا.
وتضيف إيمان طالبة بالمرحلة الثانوية " من حسن حظنا أننا التقينا بأستاذه ملتزمة دينيا درست في إحدى معاهد الفنون الموسيقية بمصر وذلك رغبة منها لتوظيف فن الإنشاد والرقي به أعطتنا دروساً أولية عن المقامات والعُرب لكن مازلنا نفتقر للتنظيم من أجل إحياء المناسبات النسائية " .
غير مدركين للمضمون
في حين توضح المنشدة زهور التميمي مؤسسة فريق الفن البديل الإنشادي لصناع الحياة " هدفنا في الإنشاد غير استثماري يهدف إلى تنمية الموهبة والنهوض بالكلمة نحن عبارة عن مجموعة من طالبات في المدارس والجامعات ما يجمعنا هو صوت جميل ورغبة للرفعة بالأمة اجتمعنا وكونا فريقاً إنشادياً لكن في الحقيقة ليس هناك فريق نسائي في الساحة لكي نسير على خطاه لذلك خطواتنا في البدء كانت ارتجالية ثم بعد ذلك بدأنا نلتقي في الندوة العالمية بالقسم النسائي للتدريب مع د / زكية دارسة في معهد الموسيقي بمصر ومن ثم بدا لنا نضيف على الإنشاد إيقاعات مثل الطبل والدف ومن ثم ألحقناه بمؤثرات من الحاسب الآلي وكنا دوما نسعى لتنمية موهبة الفتيات لكن هناك الكثير من العوائق التي كانت تواجهنا فليس هناك من يدربنا على الدوام تدريب فعلي كما أننا لا نعرف كيف نتعامل مع الآلات فهذه مشكلة.. ونحن بحاجة شديدة إلى التدريب على طول النفس والطبقات الصوتية ودراسة الإنشاد الجماعي والفردي
لكن يظل العائق الأكبر هو عدم فهم الناس لرسالة وفكرة الإنشاد لأنه ليس هناك فرقة إنشادية مستقلة من الأساس ومن ظهر باسم الإنشاد في اللقاءات النسائية تكون الأغلبية أساءت إلى الهدف فهم ( ينشدون وفي نفس الوقت يطربون ) وأغلبية الحضور يهدفون إلى " الرقص " فهم غير مدركين لمضمون هذا الفن لذلك نتجنب أن تماما الإنشاد في الأفراح النسائية واكتفينا في الإنشاد بالمؤسسات الخيرية النسائية وفي المحاضرات ونحن نحاول أن نحافظ وأن ننشر فناً هادفاً وبديلاً في تلك الكلمات لذلك نمنع عند إقامة برامجنا الإنشادية دخول الكاميرات وأي شيء يسئ للفتيات
حفل نسائي عالمي
وتختم قائلة " كل ما نتمناه هو فرصة التدرب في الاستوديوهات مقارنة مع شقائقنا من الرجال وعلى يد أستاذات فالعائق هو أن كل الموجود رجال وطبعا لا يستطيع أن يدربنا الرجل على الفنون الإنشادية وأدواتها حتى نصل لدرجة إقامة حفل إنشادي عالمي نسائي وهذا ما أصبو إليه مستقبلا " .
ننتظر مبادرة نسائية
وشرح الدكتور علي العمري أمين رابطة الفن الإسلامي بجلاء دور الرابطة في تقديم العون للمنشدات قائلا " أن رابطة الفن الإسلامي تدعو إلى إيجاد ووجود أخوات منشدات في الساحة تثري اللقاءات النسائية ومناسبات الطالبات ومن جانبنا وأقولها علنا وأتحملها عن نفسي بأننا على أتم الاستعداد لتوفير احتياجاتهم من دورات لإنشاء الفرق الإنشادية ودورات في الأنغام واللحن والأداء وتوفير الاستوديوهات وحتى إنشاء مكتب خاص بهم وإلحاقه برابطة الفن الإسلامي كل ذلك وأكثر .. حتى الآن نحن فقط ننتظر مبادرة الأخوات مهتمات بهذا الشأن سواء كن متفرغات أو غير متفرغات ليكن عضوات بالرابطة كما أنه يهمنا دعم الأستاذات الفاضلات بالجامعات حتى تتكون إدارة نسائية وسكرتارية وبذلك يتكون مجموعة عمل تابعة للرابطة فالمشكلة أن كثيراً منهن يسألننا وندعوهن لمشاركتنا ثم ننتظر فلا يعدن حتى بمعاودة الاتصال !! ومن الصعب علينا الاتصال بهن لنستوضح .
لا مانع من مشاركتهن في الحفل العالمي
وعن المشاركة النسائية في الحفل الإنشادي العالمي بجدة التي تشــهد أروقة تنظيمه البحرين قال ( لا مانع لدينا أبدا في إشراك العنصر النسائي في الحفل طبعا من وراء حجاب لكن نحن مازلنا في انتظار أن يبادر الطرف الآخر بالتواصل معنا فمن الصعب أن نقوم نحن بإرسال الدعوات فالمرأة أدرى بقدراتها الإنشادية وأقول لهن مازلت هناك فرصة من الآن حتى قبل موعد الحفل العالمي الذي سيكون في شهر ثلاثة ) .
لا دليل على تحريم الإنشاد
أكدت الدكتورة سامية حنبظاظة أستاذة الفقه المقارن قائلا ( أن الإنشاد غير محرم شرعا بتاتا ومن يقول غير ذلك لا يملك دليلا على ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم دخل على الجاريات وهن ينشدن ولم يحصر الأمر بالصغيرات أو بالكبيرات بالمشاركة في الإنشاد وإن كان محرماً ما سكت الرسول صلى الله عليه وسلم على باطل لكن على المرأة البالغة أن تراعي الشروط الشرعية عندما تنشد وأن يكون إنشادهن بدون آلات وترية وأن لا يصل الصوت للرجال فالآية صريحة " فلا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " ففي إنشادها نوع من الخضوع والترقيق والتنعيم
كما توضح حنبظاظة أن صوت المرأة ليس بعورة قائلة " المرأة صوتها ليس بعورة فالنساء تحدثوا مع الرسول والصحابة في أمور دينهم ودنياهم ونحن نشتري ونبيع في الأسواق فكيف يكون الصوت عورة لكن العورة في اللين والتحسين والتنعيم .. كما على المرأة المتزوجة المسلمة يجب أن تراعي أولوياتها كمسلمة فواجبها في بيتها وزوجها أولى من إنشادها أو أي أمر آخر وأن تراعي دوما استئذان الزوجة في أمرها فواجب أولى من واجب " .
كما تشير الدكتورة عن أهمية الإنشاد قائلة " هذه الحاجة تقدر بحاجة المجتمع فلو شغل الشباب وفتياتنا بأمور أخرى تفيدهم لما وجدوا فرصة الإستماع لأي شيء لكن الفراغ الروحي يساهم في البحث في وجود هذا النوع من الفن لكن إن كان الهدف من توظيف الإنشاد من باب التعويض عن الغناء الفاحش فهذا خير وأفضل فعموما الإنشاد ليس محرما لكن علينا أن نراعي أولوياتنا في الحياة " .
الأولى أن يستمعوا خيرا
في حين أبدى عدد من المشاركات في فريق " الفن البديل " لصانعات الحياة التابع للندوة العالمية للشباب الإسلامي في إحدى مشاركاتهن لدعم التبرعات بالمشروع الخيري استغرابهن حين كان يوزع بين الحاضرات مطويات تحرم الإنشاد تحريما باتا من كبار أئمة الأمة مما سبب لهن إرباكا رغم أن ما يقدموه هو كلمات هادفة وآلات شرعية فكان أن وجه التساؤل للدكتورة فاطمة نصيف عن ما نشر فقالت " هذه الفرق النسائية تحتاج إلى دعم فهم أفضل وبديل من الأغاني الهابطة التي انتشرت في الآونة الأخيرة والمستمعون من الشباب والفتيات لابد من أن يسمعوا فإما أن يسمعوا خيرا أو أن يسمعوا شرا والأولى أن يسمعوا فنا راقيا وخيرا فلم التحريم " .
ساحة النقاش