شرعية الفرق الإنشادية النسائية
يجوز الإنشاد للنساء فى الأفراح -فى وسط النساء - ولكن بشروط:
الأول : ألا يكون في وسط رجال ولا حضور رجال
ثانياً : أن تكون الفرقة ملتزمة بالزي الشرعي وأقصد به هنا عدم كشف العورة أو ما يبرزها
ثالثاً : ألا يكون بمصاحبة معازف فيكفي فيه الدف
رابعاً : ألا يكون الغناء فيه فحش من القول ، أو دعوة إلى معصية بطريق مباشر أو غير مباشر
خامساً : ألا يكون مصاحباً لتكثر وتثني وأعني به الرقص
فالغرض هو إدخال السرور على العروس وأهلها بشرط عدم وجود مخالفات شرعية
بعض الأدلة من السنة على جواز الإنشاد للنساء.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل أبو بكر الصديق وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث ، قالت : وليستا بمغنيتين ، فقال ابو بكر أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ياأبابكر دعهما إن لكل يوم عيد وهذا عيدنا " أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما
في هذا الحديث الشريف أقر النبي صلى الله عليه وسلم سماع عائشة رضي الله عنها لغنائهما والتقرير أحد وجوه السنة فصح بهذا أن سماع الغناء المجرد عن المعازف والذي لايحمل فحشاً من القول لا حظر فيه ولا كراهه
ويؤيد ذلك أيضاً : قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر "دعهما " فلو لم يكن سماع الغناء ومثله الإنشاد مباحاً لنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها قبل أن ينتهرها أبو بكر رضي الله عنه ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذجر المنكر
وعن الربيع بنت معوذ قالت : جاء النبي صلى الله عليه وسلم حين بني علي – أي في زواجها – فجلس على فراشي فجعلت جويريات – أي بنات الأنصار – لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم مافي غد فقال صلى الله عليه وسلم : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين" أخرجه البخاري في صحيحه
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ياعائشة ماكان معكم لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو " أخرجه البخاري في صحيحه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت عندنا جارية يتيمة من الأنصار فكنت فيمن أهداها إلى زوجها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ياعائشة إن الأنصار أناس فيهم غزل فما قلت : قالت : دعونا بالبركة ، قال أفلا قلتم :
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم
ولولا الذهب الأحمر ماحلت بواديكم
ولولا الحبة السمراء لم تسمن عذاريكم
" أخرجه ابن ماجه في السنن وأحمد في المسند
إذن نستخلص من هذا أن قول الإنشادالذي ليس فيه ما يهيج الطباع إلى الهوى وكذا سماعه ضمن الضوابط السابق ذكرها لا حرج فيه إن شاء الله تعالى.
ساحة النقاش