فرقة الحور العين الإنشادية لأفراح البنات

مفهوم النشيد الاسلامى

 

إن الفن الإسلامي وسيلة لهدف نبيل كبير نحققه عبر عملية بناء الأمة وتعبئتها وتوجيهها إلى طريق الخير والحق والقوة والحرية وإقامة المجتمع الإسلامي الأمثل ولا نؤمن مطلقاً بالمقولة القائلة " الفن للفن " فهذا الشعار الغربي هو نتاج الضياع والفراغ الروحي الذي ساد الغرب، أما نحن أمة الإسلام فقد أكرمنا الله بأن شرفنا بأن نكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله " . ولا بد للفن الإسلامي كونه وسيلة من وسائل الدعوة أن يكون مدعماً بكل ما يلزم من إمكانات فكرية وفنية وعلمية وتقنية حتى يستطيع أن يؤدي المهمة المطلوبة، وأن يؤدي الغاية المنشودة .

 

مراحل تطور النشيد الاسلامى

ومن هنا فإن الأقلام المؤمنة والمواهب المعطاءة والإمكانيات العلمية والتقنية المتطورة المسخرة، لرسم الطريق واستنباط النظريات وتوضيح معالم الفن الإسلامي الذي بدأ منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ يكبر ويثمر وترسخ فيما بعد ليصبح فناً متميزاً .لابد لها من التضافر والتناسق والتناغم , ولكي يبقى هذا الفن ويصمد ويستمر في عطائه، لا بد من التأصيل بالرجوع إلى تراث الأمة والكشف عن جذور وأصول يمكن أن نرد إليها معطيات الفن الإسلامي الحديث. فإذا استطعنا أن نكتشف تلك الأمور ، ثم ربطنا بينها وبين هذه المعطيات الحديثة لفننا المعاصر استطعنا أن نربط ماضينا التليد بحاضرنا وما وصل إليه هذا الحاضر من تقدم، وبالتالي يمكن رصد تلك الخطوات للكشف عن مواطن النجاح والإخفاق، والسير على ضوئها مستبشرين بمستقبل فني أفضل. وهذا ما يسمى بعملية التنظير على وجه العموم. ويعتبر فن الصحوة الإسلامية فناً متميزاً شهد له الكثيرون بأنه فن ستكون له الريادة في المستقبل، فهو يحمل الكلمة الطيبة لكل الآذان، والمشاهد الجذابة لكل العيون ويدخل الفكر النير للقلوب عبر الأصوات الجميلة والألحان الرائعة والأداء الأخاذ والدراما المعبرة والرسومات الرصينة والتصميم الدقيق بما يتناسب مع تراثنا وفكرنا وحضارتنا .
لقد بدأت نهضة فنية للنشيد والمسرح الإسلامي في بلاد الشام وأقيمت عدة مهرجانات وعروض لهذه الفنون نالت كل الاستحسان، كذلك لوحظ تقدم فن النشيد الإسلامي في بلاد الحجاز وفي الخليج واليمن، ووجدت بعض فرق الإنشاد والمسرح في بلاد المغرب العربي والسودان ومصرجمهوراَ كبيراَ , وكان لكل بلد مدرسته الخاصة ورونقه الفني . إضافة إلى ذلك كله كان بعض الفنانين من مخرجين ومنتجين وكتاب وممثلين ومغنيين يلامسون في أعمالهم الفنية العادية روح الفن الإسلامي الملتزم فأضافوا إلى الفن الإسلامي المعاصر بعض اللمسات الإبداعية التي لا بد أن تدرس وتعمق ويستفاد منها من قبل فنانينا الملتزمين .

وفي دراساتنا القادمة سيكون التركيز على فن النشيد الإسلامي هذا الفن القديم الحديث الذي صدح به فنانو عصر النبوة وردده فنانو عصر الصحوة ليربطوا بذلك أسماع الأمة بصوت قادتها الأماجد ويوحدوا فكرها بفكرهم وبفنون الأمجاد التي ما زالت أنوارها ترسم لنا طريق العودة من جديد، ويلامسون الجراح عندما يغنون الآلام والآمال ليحركوا القلوب والعقول والوجدان نحو نهضة إسلامية شاملة .

سنتدارس عبر هذه الصفحات ميزات هذا الفن وأصوله التاريخية وجوانب الجمال والإبداع فيه ورأي الدين في إباحته وخطره ونبين أثره على الفرد والمجتمع ودوره في حركة الإسلام ومرحلة البناء المعاصر فنبين المهام الملقاة على عاتقنا كمهتمين بالفن الإسلامي إزاء هذا الفن تطويره وإزالة كل العقبات التي تعترضه، وتقديم كل الإمكانيات الفنية والفكرية والعلمية والتقنية في سبيل إنجاحه، راجين من المولى العلي القدير أن يجعل هذه الدراسة عاملاً من عوامل النهوض بالفن الإسلامي ككل وبالنشيد الإسلامي على وجه الخصوص وإثراء للمكتبة الفنية الإسلامية نحو بناء نظرية فنية إسلامية متكاملة .

الفرق بين الغناء والانشاد

قبل الشروع في عرض وجهة نظرنا حول مفهوم النشيد الإسلامي لا بد لنا من الوقوف عند مفهومي الغناء والإنشاد بشكل عام .
" الغناء " هو التطريب والترنم بالكلام الموزون وغيره. يكون مصحوباً بالموسيقى أو غير مصحوب، و " الأغنية " هي ما يترنم به من الكلام الموزون وغيره، وجمعها " أغاني " و " المغني " هو محترف الغناء من غنى ، طرب وترنم بالكلام الموزون وغيره ويقال : غنى الحمام أي صوّّّّّّّت ويقال تغني فلان بفلان أي مدحه
أما " الأنشاد " فهو قراءة الشعر بصوت متغنى, يقال: تناشدوا الأشعار أي أنشدها بعضهم بعضاً، و " استنشد " فلاناً شعراً أي سأله أن ينشده و " الأنشودة " الشعر المتناشد بين القوم ينشده بعضهم بعضاً أو هي قطعة من الشعر ينشدها القوم على إيقاع واحد، وقد تكون في الزجل أو في موضوع حماسي أو وطني، وجمعها "أناشيد" وقد تكون مصحوبة بموسيقى أو غير مصحوبة، والمنشد هو الذي يلقي الشعر، وقد لا يكون شاعراً ولكنه يلقي الأشعار لغيره من الشعراء وفق ترتيل معين ونسق نغمي محدد.
والغناء والنشيد إسمان لجوهر واحد هو ترتيل الكلام الموزون أو غير الموزون على إيقاع محدد بتطرب وترنم يكون مصحوباً بموسيقى أو غير مصحوب إلا أن السائد على اصطلاح التقني بالوطن والدين " الإنشاد " والتغني بالحب والجمال " الغناء " ولكن كل اسم من هذين الاسمين على الصعيد الواقعي ينشط في مرحلة زمنية معينة أكثر من الآخر، ففي العصر النبوي مثلاً نشط اسم المنشدين أكثر من اسم المغنين لأن هذا الاسم يوافق مرحلة الدعوة والجهاد والتغني للدين والوطن التي كان يمر بها المسلمون آنذاك ونشط اسم المغني أكثر من المنشد في العصر العباسي لما وجد من استقرار ورفاه وترف، الأمر الذي أتاح المجال للتغني بالحب والجمال وغالباً ما يكون الغناء مصاحباً لموسيقى معينة تختلف من قوم لآخر ومن زمن لآخر، أما الإنشاد فغالباً ما يكون مجرداً من الموسيقى أو مصاحباً لبعض الدفوف أو الطبول أو المؤثرات, وقلما نجده مصاحباً لموسيقى . وتردد عبره أشعار معينة تختلف في طريقة أدائها وأسلوب عرضها من قوم لقوم ومن زمن لزمن.

اسلمة الانشودة


      والأنشودة الإسلامية لا تعني الأنشودة الدينية بالضرورة وإلا فكل الأناشيد مقبولة دينياً ما لم يكن فيها القول ال أما فن الأنشودة الإسلامية هذا المصطلح الحديث فيمكننا أن نجزئه إلى جزئين : الأنشودة و الإسلامية . الأول :وقد تعرفنا على مفهومها ومعناها فيما سبق . أما الثاني " الإسلامية " فيقصد به أسلمة الأنشودة كلاماً ولحناً وأداء وأسلوباً وشكلاً أي أن يمتزج النشيد إمتزاجاً بالفكر الإسلامي في كل عناصره ليعبر عنه خير تعبير فاحش والقصد الدنيء واستعمال المعازف وإنما هي " كلمات مؤمنة صادقة تحمل في حروفها فكر الإسلام النير الوضاء وسماته الشمولية تدخل العقول قبل القلوب والنفوس ذات المعدن الطيب، تنطلق عبر شدوفريد عذب تصدع بحق أبلح أغر مجيد، وتصل حاضرنا العتيد بماض لنا مزهر موفق تليد موقظة فينا المشاعر، منبهة فينا مراكز الإحساس ملهبة فينا الحماس، مزكية شعلة الوعي، مفتحة أبواب المستقبل والأمل مشرعة على غد أفضل حر كريم "( ) 

سمات الانشوده الاسلاميه                  

مما سبق يمكننا القول بان الأنشودة الإسلامية تبنى باجتماع الكلمة والصوت والنغمة والدرجة الموسيقية والإيقاع، مثلها في ذلك مثل الأغنية العادية أو الأنشودة المعروفة، إلا أن هناك سمات يتحلى بها النشيد الإسلامي يجعله متميزاً عن غيره من الأناشيد والأغاني. وهذه السمات يمكن إيجازها بما يلي :
1. الاعتماد على القدرة الصوتية وطراوتها وعذوبتها والخبرة الفنية في إخراج الصوت حسب علم النغم وأصوله .
2. البناء الموسيقي العلمي للحن النشيد الذي يتميز بتسلسل منطقي للنغم لبناء اللّحن الخالي من الفواصل الموسيقية حتى يكون النشيد متسلسلاً ومتماسكاً ومستساغاً من قبل الأذن، ومقبولاً دون عناء .
3. الرجولة في كل مكونات النشيد وجوانبه كالكلمات ، الأداء … والإمتناع عن كل مظاهر الميوعة واللهو والعبث لأن النشيد الذي يترنم به الشباب إنما هو المعبر عن نفوسهم وثقافتهم وتربيتهم، ونحن نريد نفوساً ربانية وثقافة إسلامية وتربية رجولية قائمة على حب التضحية والإخاء والوئام والمحبة .
4. ملائمته للواقع ومسايرته للأحداث التي تلم بالعالم الإسلامي والحركات الإسلامية، يغني آلامها وينشد آمالها، وبالتالي فإنه ينطلق من أعماق القلوب والنفوس ليدخل إليها في الوقت ذاته.

5. الشرعية وهي أهم ما يتميز به النشيد الإسلامي، والمقصود بالشرعية أي أن لا يقع في محظور شرعي سواء من ناحية الكلمات أو الأداء أو الوسائل والأساليب، وبمعنى آخر أن لا يتعارض مع الشرع الإسلامي روحاً ومضموناً حتى يكون خالصاً لوجهه الكريم ، يؤجر المرء عليه ولا يأثم به ومن أهم مميزات النشيد الإسلامي التي يجب أن يتحلى بها حتى يكون متميزاً ومعايراً لغيره من النشيد ولتتحقق فيه المقولة " الإنشاد إرشاد " والإرشاد يكون شاملاً لكل شيء.
6. الإنضباط باستعمال الإيقاعات و المؤثرات الصوتية والموسيقية. أو ما يسمى ( Human voice ).

 

المصدر: منتدى شنقيط اللفن الاسلامى

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

49,035