جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
وَ يَنامُ الصَّمْتُ أسيراً
فِي مِحرابِ الصَّدرِ
لِيشدُ البُلبلُ أغْنِيَةَ الأوطانِ الضَّائعةِ
عَلى الأغصانْ
فَأعانِقُ زَهرَ الحنُّونِ و أبكي بينَ أيادي
سُنبلةٍ خَضراء
مَالتْ في ألمٍ
لِتناجيَ خَفق القلبِ المُلقى
في جُبِّ الأحزانْ
يَسألني الياسرُ في صَمتٍ
يَا هذا الباكي في وَطَني
امْنَحني بَعضَ الأخْبارْ
وَ كَأنَّ عُيونَهُ لمْ تبكِ
وَ لمْ تَنظرْ دَمعَ البَدرِ
وَ لمْ تَروِ رُفاتَهُ أنَّاتُ الأنهارْ
سَيجيبكَ دَمعي يا ياسرُ
وَ تُجيبكَ آهاتُ الثَّكلى
وَ مِعَى الأطفالِ الواهِيةِ
وَ بُكاءُ الأيتامِ برحمِ اللَّيلِ
عَلى أنْغامِ الجُوعْ
سَيجيبكَ قَلبي المَجْروحُ
بِأنَّا لا نَحلمُ بِالقدسِ وَ عَودَتِها
لا نَحلمُ بالعودِ المزعومِ
وَ لا بِخروجِ الأسرى مِنْ خلفِ القُضبانْ
قَد ماتَ الحلمُ و أمْسى واقعنا
كابوساً ينهشُ في الجسدِ الميِّتِ حيَّاً
لَم يبقِ لنا إلَّا قطراتٍ نذرفُها
في جَوفِ الليلِ
تُضيئُ لنا دربَ الأحزانْ
لنعودَ .. نعودُ كما الأشباحُ
فيقتُلنا نورُ الشَّمعةِ
وَ تنامُ مآقينا مرهقةً
قَد أعياها السُّهدُ
وُ أُعْيَتْ من طولِ خضوعْ
قد هزَّ الجبلَ الرِّيحُ وصدَّعهُ
كي تخرجَ من هذا الصَّدعِ أفاعٍ
تمتصُ رحيقَ الأزهارِ
وَ تشربُ زيتَ الزَّيتونِ
لِتمتدَّ و تمتدَّ و تنثر مِنْ سَمِها
فِي أقصى الغربِ وَ تبدي ذاتَ الرأسِ
شمالاً
وَ الذَّيلُ هنا يفصلُ ما بينَ الحلمِ
وَ بينَ الواقعِ
قدْ ألقتْ يا أسد الشُّهداءِ على القدسِ
حبائلَها
فنمْ يا سيِّدي و لا تأسو عَلينا
و اغمضْ عينيكَ على ذكرى أو حلمٍ
كنت ستحياه إذْ كانتْ أمنيتكْ فينا
فَقدْ قتلوكَ و جلسوا يرتشفونَ الخمرَ
عَلى أبوابِ عروبتِنا
كَي تبقى تلكَ الأفعى ملقيةً حبائلها
بين الورودِ
وَ تَحيا منْ أنَّات الطِّفلِ على صدرِ الأمِّ المجزوعةِ
لتُفرِّخَ بينَ أيادينا
مَنْ يَقتلَ في النَّصرِ أمانينا
فَنمْ باللهِ عليكَ وَ لا تُبكينا
قَد هجرَ الدَّمعُ مآقينا
وَ إنْ كنتَ ركبتَ الشَّمسَ
لتنظرَنا
فَابكِ يا أسد الشُّهداءِ
وَ اذرفْ منْ دمعكَ أنهاراً
عَلَّ دموعكَ إنْ لم تُحيينا
تُبكينا
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة